بيانات صينية مخيبة تحدّ من مكاسب الأسهم الآسيوية

أشخاص يسيرون على جسر للمشاة يعرض أرقام مؤشرات أسهم شنغهاي وشنتشن في 08 مايو 2023 في شنغهاي، الصين.
أشخاص يسيرون على جسر للمشاة يعرض أرقام مؤشرات أسهم شنغهاي وشنتشن في 08 مايو 2023 في شنغهاي، الصين. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن الاقتصاد الصيني الذي شهد انتعاشاً في النشاط الاستهلاكي والتجاري في بدايات العام الجاري، بدأ يفقد زخمه، الأمر الذي يعزز الدعوات لمزيد من سياسات التحفيز دعماً للنمو.

أظهرت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء، نمو الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمار الثابت في أبريل، بوتيرة أبطأ بكثير مما كان متوقعاً. وجاءت الأرقام مخيبة للآمال، رغم أن مقارنتها بقاعدة البيانات المنخفضة للعام الماضي عندما كانت شنغهاي في حالة إغلاق، تعطي انطباعاً بأنها بيانات قوية.

الصين تفتح الباب أمام سوق مقايضات حجمها 3 تريليونات دولار

أكثر ما يثير القلق في البيانات الحديثة هو القفزة في معدل البطالة بين الشباب ليسجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 20.4%، وهو ما يشير إلى أن تعافي الاقتصاد في فترة ما بعد الوباء، ليس بالقوة الكافية لاستيعاب الملايين من الوافدين الجدد إلى سوق العمل.

تؤكد هذه البيانات ما أظهرته أحدث المؤشرات الأخرى عن أن الانتعاش الاقتصادي يتضاءل. لا تزال سوق العقارات ضعيفة رغم العلامات المبكرة على انتعاش في مبيعات المساكن، ومعدل التضخم قريب من الصفر، فيما يستمر ضعف طلب المستهلكين على القروض.

بعد صدور البيانات، تراجعت الأسهم الصينية بنسبة 0.1% مع استئناف التداول بعد الظهر، في أعقاب خسارة سابقة بنسبة 0.4%. وتراجع سعر صرف اليوان الداخلي بنسبة 0.1% إلى 6.959 للدولار في الساعة 1:01 بعد الظهر بحسب التوقيت المحلي.

كذلك، حدّت هذه البيانات من مكاسب الأسهم الآسيوية التي كانت تقدمت اليوم بقيادة أسهم اليابان وقطاع التكنولوجيا، حيث يتطلع المستثمرون إلى علامة على أي اختراق يتحقق في مباحثات واشنطن التي تهدف إلى تجنب تعثر الولايات المتحدة في سداد الديون.

ارتفع مؤشر يقيس حركة الأسهم الآسيوية لليوم الثاني على التوالي مع قفزة مؤشر "توبكس" الياباني بنسبة 0.5% في بداية الجلسة، متجهاً إلى أعلى مستوى للإغلاق منذ عام 1990.

قفزت أسهم هونغ كونغ بنسبة تجاوزت 1%، عقب صعود مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China) بنسبة 4% يوم الإثنين عندما كشفت مستندات الإفصاح عن رفع مدير الصناديق مايكل بيري رهاناته على صعود عملاقتي التجارة الإلكترونية "جيه دي دوت كوم" (JD.com)، و"علي بابا غروب هولدينغ" (Alibaba Group Holding).

ومن بين العوامل الإيجابية في تأثيرها على الأسهم اليابانية أيضاً استمرار ميل "بنك اليابان" نحو سياسة تيسيرية، علاوة على "استمرار الزيادة في أرباح الشركات مقارنة مع أسواق أخرى"، وذلك وفق تصريحات كريس واتسون، رئيس البحوث في شركة "بيبرستون غروب" (Pepperstone Group).

قال واتسون في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ": "إن هناك كثيراً من العوامل التي تعمل في صالحها في الوقت الراهن من الناحية الفنية والأساسية. وما زلنا نحبذ الرؤية التي تدعم اليابان في الوقت الحالي".

المتداولون يراهنون على استمرار ضعف الين الياباني حتى الصيف

ارتفعت أسهم كوريا الجنوبية، مدعومة بأسهم الرقائق الإلكترونية التي صعدت بسبب أنباء الاندماج المحتمل بين شركتي "كيوكسيا هولدينغز" (Kioxia Holdings Corp) و"ويسترن ديجيتال" (Western Digital Corp). وانخفضت الأسهم الأسترالية.

مباحثات سقف الديون

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية قبيل اجتماع بين الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي اليوم الثلاثاء. وارتفعت الأسهم الأميركية يوم الإثنين وسط إشارات متضاربة من جانب الفريقين في محادثات سقف الديون. وكررت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن السيولة النقدية قد تنضب في وزارتها في أقرب وقت في أول يونيو ما لم يرفع الكونغرس أو يعلق سقف الديون الفيدرالية.

يلين: موافقة الكونغرس على رفع سقف الديون الحل "الجيد" الوحيد

لم يطرأ تغير يذكر على الدولار وسندات الخزانة الأميركية في التعاملات المبكرة في آسيا، في حين فتحت السندات الأسترالية والنيوزيلندية على انخفاض. واستقر الدولار الأسترالي بعد نشر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي الذي أظهر أن المسؤولين يقيمون مخاطر صعود التضخم فجأة وسط نقص المعروض في سوق العمل في قرارهم المفاجئ برفع أسعار الفائدة هذا الشهر.

يراقب المستثمرون علامات على أن تحرك البنك المركزي الصيني لضخ المزيد من السيولة طويلة الأجل في النظام المالي للشهر السادس قد يحقق أخيراً دفعة للنمو الاقتصادي بعد الوباء.

تقلبات جديدة

تتوقع شركة "يو بي إس برايفت ويلث مانجمنت" (UBS Private Wealth Management) أن تشهد الأسواق تقلبات جديدة أخرى، خاصة الأوراق قصيرة الأجل على منحنى سندات الخزانة، مع اقتراب الموعد النهائي بشأن نزاع سقف الديون. وقالت المستشارة المالية سارة بونتشيك على "تلفزيون بلومبرغ": "إذا كنت ممن لديهم بعض الأموال المدخرة، فإننا نوصي الآن بأن تمضي قدماً وتربح من عائدات السندات التي تتحسن".

في الوقت نفسه، أظهرت البيانات أن نشاط التصنيع في نيويورك انخفض بأكبر قدر منذ أبريل 2020. ويرجح أن تكشف أرقام هذا الأسبوع عن تزايد ضعف الأداء الاقتصادي، مما يشجع أصوات الحمائم الذين يميلون إلى تيسير السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي رغم فشل التضخم في طمأنة المراقبين، وفقاً لآنا وونغ من "بلومبرغ إيكونوميكس".

انضم ماركو كولانوفيك من "جيه بي مورغان تشيس" إلى جوقة من الاستراتيجيين في وول ستريت يوم الإثنين في التحذير من أن أزمة سقف الديون الأميركية هي عقبة أخرى تهدد توقعات أسواق الأسهم.

ووجه مايك ويلسون من "مورغان ستانلي" تحذيراً مماثلاً بشأن الموعد النهائي لسقف الديون، مشيراً إلى أن عملاء البنك قالوا إنهم لا يرجحون حل المشكلة دون بعض التقلبات على المدى القريب.

آسيا والمحيط الهادئ