الصراع المسلح في السودان يوقف تجارة الذهب الرسمية المربحة

الشركات الخاصة مستمرة في الإنتاج والصراع دمر منشآت المعالجة وأغلق نظام الجمارك

سوق دار مالي لطواحين الذهب خارج مدينة عطبرة
سوق دار مالي لطواحين الذهب خارج مدينة عطبرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انهار قطاع الذهب الرسمي في السودان، الذي يعد أكبر مصادر إيرادات الدولة، نتيجة الصراع المتأجج المستمر منذ شهر، وفقاً لتصريحات مدير شركة التعدين التي تملكها الدولة.

قال مبارك أدول، مدير عام "الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة"، إنَّ شحنات التصدير قد توقفت، ومعدات المعالجة تضررت، ونُهبت المقرات الرئيسية لشركات الذهب في العاصمة الخرطوم.

صدّرت السودان رسمياً 34.5 طن من الذهب بقيمة تزيد عن ملياري دولار العام الماضي.

لكنَّ أردول شكك في خروج أونصة واحدة من البلاد منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وميليشيات "الدعم السريع" في 15 أبريل. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ سقط أكثر من 600 قتيل، وأصيب الآلاف منذ بدء الصراع.

أوقفت شركة "مناجم"، كبرى شركات التعدين في المغرب، الإنتاج في منجمها في وداي قبقبة في شمال شرق السودان، وأعادت عمالها إلى الوطن، وفقاً لما نشرته منصة "ميدياس 24" الإعلامية المحلية.

انخفضت أسهم الشركة 13.7% بعد بدء أعمال العنف، لكنَّها عوضت بعض خسائرها لاحقاً.

برغم توقيع الطرفين المتناحرين اتفاقية لحماية المدنيين وتسهيل تسليم المعونات الإنسانية في مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي؛ لكنَّ اشتعال القتال لم يتوقف، وفقاً لمقابلات مع مواطنين ومستندات الأمن الداخلية للأمم المتحدة التي اطلعت عليها "بلومبرغ".

إغلاق النظام

يضطلع أردول بتنظيم وتنفيذ معايير الأمن في سوق الذهب السوداني، وقال إنَّه في حين ما زالت شركات الإنتاج مستمرة في استخراج خام الذهب؛ فإنَّ الصراع أدى لتدمير مواقع المعالجة الرئيسية، فيما أُغلق النظام المالي ونظام الجمارك.

قال أردول في مكالمة من السودان: "التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، دُمرت حالياً، لا يتمكن الناس من التصدير نتيجة لعملية تحويل الأموال، فالبنوك مغلقة، والبنك المركزي مغلق، ولا يمكن الوصول إلى مصفاة التكرير".

موديز: أزمة السودان تهدد جودة أصول بنوك أفريقية وإسلامية

يمثل الذهب أحد أهم مصادر الإيرادات لحكومة السودان، عبر شركات من ضمنها شركة "بيرسيوس ماينينغ" (Perseus Mining) الأسترالية، وشركة "أليانس فور ماينينغ" (Alliance for Mining Co. Ltd) الروسية. لكن يُهرب معظم إنتاجها لخارج البلاد عادة إلى مراكز المعالجة الأجنبية، وفقاً لوزارة المالية السودانية.

لطرفي الصراع، قوات الدعم السريع والجيش، مصالح كبيرة بقطاع الذهب في السودان، واتهمهما النشطاء والجماعات الحقوقية بتهريب كميات ضخمة من الذهب غير المشروع إلى خارج البلاد.

كما جرى الربط بين شركة المرتزقة الروسية، "فاجنر غروب" (Wagner Group) وإحدى منشآت معالجة الذهب في شمال الخرطوم.

البرهان يستبدل محافظ "المركزي السوداني" ويجمّد حسابات "الدعم السريع"

لكن لم يتضح ما إذا كان أحد الطرفين قادراً على نقل المعادن من المطارات العسكرية البعيدة أم لا، لتمويل عملياتهما.

بينما تضغط السلطات في الخرطوم على قوات الأمن للسيطرة على حدود البلاد؛ انتشر تهريب المركبات والمشروبات الكحولية والمخدرات والمستحضرات التجميلية والذهب، إلى جانب تهريب الأسلحة والأشخاص على الحدود السودانية مع جنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وليبيا، وفقاً لما كشفه تقرير من إحدى لجان الأمم المتحدة.