تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الصين لتحفيز النمو

البنوك التجارية حافظت على أسعار الفائدة التفضيلية على القروض دون تغيير للشهر التاسع على التوالي في مايو

مقر بنك الشعب الصيني في بكين
مقر بنك الشعب الصيني في بكين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أبقت البنوك في الصين أسعار الفائدة القياسية على الإقراض دون تغيير اليوم الاثنين، رغم تزايد الدعوات للبنك المركزي لإجراء مزيد من التيسير النقدي لتحفيز تعافي الاقتصاد.

أبقت البنوك التجارية أسعار الفائدة التفضيلية على القروض لمدة عام وخمسة أعوام دون تغيير للشهر التاسع على التوالي في مايو، بما يتماشى مع توقعات معظم الاقتصاديين.

سعر الفائدة التفضيلي على القروض هو العلاوة على أسعار الفائدة لدى بنك الشعب الصيني على القروض لمدة سنة واحدة، والتي ظلت ثابتة الأسبوع الماضي.

كشفت بيانات النشاط الاقتصادي الأخيرة عن تراجع تعافي اقتصاد الصين، مما دفع المحللين إلى المطالبة بإقرار مزيد من تدابير السياسة النقدية. إذ نما الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمارات بالأصول الثابتة بوتيرة أبطأ بكثير مما كان متوقعاً خلال أبريل، في حين تراجع التضخم إلى ما يقرب من الصفر وهبطت الواردات. كما جاء ارتفاع الائتمان بشكل أسوأ مما كان متوقعاً.

إجراءات مطلوبة

في حين أن بنك الشعب الصيني سيعتمد بشكل أساسي على الأدوات المستهدفة لتقديم الدعم للقطاعات الرئيسية، "لا يزال من الضروري خفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي خلال هذا العام"، بحسب بروس بانغ، كبير الاقتصاديين لشؤون الصين الكبرى في "جونز لانغ لاسال" (Jones Lang LaSall).

كان آخر مرة قام فيها بنك الشعب الصيني بخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي، أو مقدار السيولة النقدية التي يجب على البنوك الاحتفاظ به في صورة احتياطيات، خلال مارس، إذ قلصه بمقدار 25 نقطة أساس.

كما أبقى بنك الشعب الصيني على معدل الفائدة على تسهيل الإقراض متوسط الأجل- القروض لمدة عام واحد - بدون تغيير منذ أغسطس.

الصين تواصل ضخ السيولة في البنوك للحد من مخاوف المستثمرين

يتوقع الاقتصاديون لدى "غولدمان ساكس" خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي بمقدار 25 نقطة أساس خلال يونيو "لتعزيز ثقة السوق ودعم نمو الائتمان"، خاصة أن الطلب على السيولة يرتفع عادة في نهاية الربع.

رغم ذلك، قال الاقتصاديون اليوم الاثنين إن "التحفيز النقدي أو الائتماني الكبير" غير مرجح، لأن بنك الشعب الصيني لا يزال يركز على كبح المخاطر المالية، وهو ما أوضحه تقريره عن الاستقرار المالي السنوي المنشور يوم الجمعة.

أوضح خبراء الاقتصاد لدى "غولدمان ساكس" أن هناك بعض العوامل قد تجعل الاستقرار المالي أولوية قصوى لدى البنك المركزي، مثل ارتفاع الدين الحكومي واتساع الاختلالات الاقتصادية الإقليمية وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

رأي خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس"

"أبقت البنوك التجارية في الصين معدلات الإقراض التفضيلية ثابتة في مايو كما هو متوقع، لكننا نرجح خفضها قريباً. تتبع أسعار الإقراض معدل الفائدة الرئيسي لدى بنك الشعب الصيني، ونتوقع خفضاً بمقدار 10 نقاط أساس في وقت مبكر من شهر يونيو، رغم أن الخفض ليس من المرجح أن يكون حاداً، لكنه سيساعد في زيادة الثقة لأنه سيُعتبر إشارة إلى موقف داعم".

-المحلل المتخصص في متابعة اقتصاد الصين، إريك تشو

أبقت البنوك اليوم الاثنين على سعر الفائدة التفضيلي على القروض لمدة عام واحد دون تغيير عند 3.65%، بما يتماشى مع توقعات 16 من 18 محللاً اقتصادياً شملهم مسح أجرته "بلومبرغ".

الصين تخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك لتعزيز الاقتصاد

كما تم الحفاظ على سعر الفائدة التفضيلي على الإقراض لأجل خمس سنوات، والذي يعتبر مرجعاً للرهون العقارية، عند نفس مستواه البالغ 4.3%.

أسعار الفائدة التفضيلية على القروض تعتمد على المعدلات التي يقدمها 18 بنكاً لأفضل العملاء وينشرها بنك الشعب الصيني شهرياً.

قد يكون للبنوك أيضاً مجال أكبر لخفض معدلات الفائدة على الإقراض في الأشهر المقبلة بعد أن سُمح لبعضها بتخفيض أسعار الفائدة على الودائع مؤخراً- وهي خطوة تؤدي إلى خفض تكاليفها وتحسين ربحيتها.