مصرفيون: اتجاه متنام للإدراج المزدوج بين آسيا والشرق الأوسط

شركة "أولام" تعتزم إدراج أسهم وحدتها الزراعية في سنغافورة والرياض

ضباب الصبح يعلو ناطحات سحاب سكنية وتجارية في منطقتي "أبراج بحيرات الجميرا" و"دبي مارينا" في دبي، الإمارات العربية المتحدة
ضباب الصبح يعلو ناطحات سحاب سكنية وتجارية في منطقتي "أبراج بحيرات الجميرا" و"دبي مارينا" في دبي، الإمارات العربية المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المنتظر أن تصبح عمليات الإدراج المزدوجة بين منطقتي الشرق الأوسط وآسيا، اتجاهاً متنامياً في ظل تزايد الاستثمارات المتبادلة بينهما، بحسب خبراء مصرفيين.

يجري العمل فعلاً على أول صفقة من هذا النوع، حيث تعتزم شركة "أولام غروب" (Olam Group)، إحدى أكبر شركات تجارة السلع الأساسية في آسيا، إدراج وحدة أعمالها الزراعية في سوق الأسهم المحلية في سنغافورة وفي المملكة العربية السعودية، في خطوة من شأنها أن تمثل أول عملية إدراج لشركة عالمية في المملكة.

تعمل السوق المالية السعودية بنشاط في سعيها لتوطيد العلاقات الدولية، حيث وقعت اتفاقيات مع كل من بورصتي هونغ كونغ وسنغافورة العام الجاري، للتعاون في مجالات على مثل الإدراج المزدوج. ويأتي ذلك في وقت لا تزال سوق الطروحات العامة في منطقة الخليج تجذب الاهتمام بعد الطفرة التي سجلتها في العام الماضي، عندما اجتذبت مستثمرين دوليين في ظل جفاف عمليات الإدراج عالمياً.

اهتمام متزايد

قال سامر الدغيلي، الرئيس الإقليمي المشارك لوحدة تمويل رأس المال والتغطية المصرفية الاستثمارية في "إتش إس بي سي هولدينغز": "يتزايد اهتمام المساهمين في أبوظبي والسعودية بالنسبة إلى شركاتهم العالمية، إما لتحقيق نمو في الشرق الأوسط، أو لتوسيع سوق عملائهم المستهدفة في المنطقة، وبنهاية الأمر الإدراج في بورصات الشرق الأوسط".

رغم أنه من غير المرجح أن تكون هناك زيادة كبيرة في عمليات الإدراج المزدوج، نظراً للطبيعة المعقدة لمثل هذه العمليات، إلا أن الطرح المزدوج الناجح لشركة "أولام أغري" (Olam Agri)، قد يفتح الطريق أمام بعض الشركات الأخرى.

أشار الدغيلي إلى أن شركات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ربما ترغب أيضاً في الاستفادة من سوق التصدير الكبيرة بالنسبة إليها في آسيا. وأضاف: "الإدراج المزدوج في كلا المنطقتين يسمح بالوصول إلى بعض المستثمرين الآسيويين الراغبين في تنويع أصولهم في مناطق أخرى، والانكشاف على اقتصادات الشرق الأوسط ذات معدلات النمو العالية".

"كيفي غولد" تُعيّن مستشارين للإدراج المزدوج في بورصة السعودية بجانب لندن

في غضون ذلك، تتطلع شركات الشرق الأوسط شرقاً. وفي هذا الصدد، افتتح صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مكتباً في هونغ كونغ العام الماضي، وهو يستثمر في شركات آسيوية، بدءاً من "كاكاو إنترتينمنت" (Kakao Entertainment) في كوريا الجنوبية، وصولاً إلى شركة الألعاب الصينية "في إس بي أو" (VSPO).

فرص آسيوية

قال أودهاي فورتادو، الرئيس المشارك لوحدة أسواق رأس المال لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مصرف "سيتي غروب": "يهتم الكثير من مستثمري الشرق الأوسط بطريقة أكبر بآسيا، وأين تتوافر فرصة النمو. ستتوافر فرص النمو في آسيا على مدى طويل يتراوح من 10 إلى 20 عاماً. وفقاً لهذه الأسباب، أعتقد أن تدفق الصفقات قد يكون قوياً وبشكل لافت".

تتوسع شركات صينية أخرى في منطقة الشرق الأوسط، إذ يبذل الرئيس الصيني شي جين بينغ جهوده لتوطيد علاقات أوثق مع دول المنطقة.

يعتزم مصرف "تشاينا إنترناشيونال كابيتال" توسيع أعماله في كل من السعودية والإمارات. وقد افتتح المصرف الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومقره في بكين، أول مكاتبه في الخارج في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال أبريل الماضي.

قال باري تشان، رئيس وحدة آسيا وأستراليا، في مصرف "تشاينا إنترناشيونال كابيتال": "تهتم شركات صينية كثيرة بالدخول إلى السوق السعودية وإبرام شراكات استراتيجية في ظل وجود مستثمرين رفيعي المستوى، وهو ما قد تنتج عنه عمليات إدراج في البورصة خلال مرحلة تالية".