التقديرات الاسترشادية لأرباح الشركات خاطئة في 70% من الحالات

لدى المديرين ثقة مفرطة في غير محلّها بأن الأرباح ستأتي ضمن نطاق التقديرات الاسترشادية

البنوك الأميركية تترقب نتائج أرباح الشركات الكبرى
البنوك الأميركية تترقب نتائج أرباح الشركات الكبرى المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشفت دراسة حديثة أن جائحة كورونا أسفرت عن تغيرات كبيرة في قطاعات الأعمال، لكن المدهش في الأمر أنها لم تنتقص من ثقة المديرين الزائدة والتي في غير محلها، بتوقعاتهم لأرباح شركاتهم.

قال ثلاثة من بين كل 4 خبراء ماليين، أو ما يزيد على هذه النسبة حسب الدراسة، إنه يُحتمل بشدة دائماً أن تأتي أرباح الشركات المحقَّقة ضمن نطاق التقديرات التي تقدّمها مسبقاً للمستثمرين، إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث. شملت الدراسة التي أُجريَت في 2021 استطلاع آراء 357 من المديرين الماليين ومسؤولي علاقات المستثمرين والمديرين التنفيذيين الآخرين في شركات مدرجة.

أثبتت الورقة البحثية أن الشركات توفّر تقديرات للأرباح تكون دقيقة بنسبة 30% فقط من الحالات. بدورها، تؤثّر هذه التوقعات غير الدقيقة في تقديرات الأرباح التي يقدمها محلّلو الأسهم في "وول ستريت". يسهم هذا الأمر في تفسير تراجع نسبة الشركات التي تأتي نتائجها المعلنة في نطاق تقديرات المحللين، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ" لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على مدى الـ60 فترة ربع سنوية الماضية. خلال الربع المالي الأول من 2023، أعلنت الشركات المدرجة على هذا المؤشر عن أرباح تتماشى مع التقديرات، في أكثر بقليل من 3% من الحالات.

ثقة مفرطة

قال بول هريبار، أستاذ المحاسبة بكلية "تيبي" للأعمال في جامعة آيوا، أحد مؤلفي الدراسة: "يبذل المديرون جهداً ضعيفاً نوعاً ما في حقيقة الأمر للتنبؤ بنتائج الأرباح، وعندما طلبنا تقييمهم الصادق حول ما إذا كانت الأرباح ستتراجع وفق توقعاتهم، بالغوا في تقديراتهم. قد تكون هذه الثقة المفرطة ناجمة عن حلة من الغرور، لكن الأمر يعكس سوء تقدير أيضاً".

تراجع أرباح الشركات القياسي شاهد على ركود الاقتصاد الأميركي

شهد الربع الأول من العام الجاري ما يزيد على بضع حالات من سوء التقدير، على المستويين الإيجابي والسلبي.

تفوّقت شركة تجارة التجزئة "تارغت" (Target Corp)، مثلاً، على الحد الأعلى لنطاق أرباح الربع الأول بمقدار 15 سنتاً للسهم حسب التقديرات الأولية، لكنها أحبطت المستثمرين بعد ذلك بقولها إن توقعات أرباحها للعام الجاري لم تتغير عن رؤيتها السابقة في نطاق يتراوح بين 7.75 دولار و8.75 دولار للسهم. تراجعت سلسلة الفنادق الرائدة "ماريوت إنترناشونال" عن توقعاتها للربع الأول، ثم رفعت تقديراتها للعام بأكمله بنحو 50 سنتاً للسهم بفضل تعافي قطاع السفر بعد حقبة الوباء.

ظلّ المديرون على تفاؤلهم بصورة مثيرة للدهشة بشأن قدرتهم على التنبؤ بالأداء في المستقبل، حتى في ظلّ التقلبات وحالة عدم اليقين الناجمة عن وباء كوفيد-19. ورغم أنه كان ينبغي لنصف الشركات المشاركة في استطلاع الرأي تقريباً، التراجع عن جزء من تقديراتها في وقت مبكر من تفشّي الوباء، فإن معظم المديرين لم يعدل سياسته الخاصة بالتقديرات الأولية للنتائج، جراء ذلك.

تقديرات متحفظة

أجرى الباحثون أيضاً مقابلات متعمقة مع بعض المديرين الماليين، الذين اعترف معظمهم بإصدار تقديرات متحفظة تماماً في توجيهاتهم الاسترشادية، في حين كانت توقعاتهم للأرباح أكثر تفاؤلاً، وعادة ما تكون أعلى من منتصف نطاقها. يساعد ذلك على تفسير أن أغلب "مفاجآت" الأرباح صعودية، بنسبة 75% من الحالات تقريباً من الناحية التاريخية، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".

قال هريبار: "كأن المديريين، وفقاً للممارسة الشائعة في السوق، يرغبون في قول إنهم يعمدون إلى تجاوز التقديرات على هذا النحو".