بيانات الصين الضعيفة تعصف بالنحاس دون 8 آلاف دولار

المعدن يتراجع 11% خلال الربع الجاري وتوقعات بالعودة لمستوى 10 آلاف دولار للطن في 2024

النحاس المنصهر يصب بقوالب سيراميك لتشكيل ألواح في منشأة لأفران الصهر تابعة لشركة "ساوثرن كوبر" للصهر في مدينة إيلو في بيرو
النحاس المنصهر يصب بقوالب سيراميك لتشكيل ألواح في منشأة لأفران الصهر تابعة لشركة "ساوثرن كوبر" للصهر في مدينة إيلو في بيرو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسعار النحاس سريعاً مع تزايد استبعاد المستثمرين لاحتمالات تعافي الاقتصادي بطريقة واضحة في الصين العام الجاري.

تأثر المعدن بالضغوط، مع كشف بيانات صدرت خلال الأسابيع الأخيرة أن تعافي ما بعد حقبة وباء كورونا في الصين، التي تستهلك نصف النحاس تقريباً على مستوى العالم، يتعثر. على عكس فترات التراجع السابقة، تسلب بكين المعادن شبكة حماية لها عن طريق عدم تخصيص أي إنفاق قوي على مشروعات البنية التحتية أو العقارات.

أسعار المعادن تتراجع بعد تخييب الصين آمال التحفيز

جرس إنذار لأسواق المعادن

أوضح مصرف "سيتي غروب" في مذكرة للعملاء: "تعرضت أسواق المعادن لضغوط هائلة في أعقاب صدور بيانات الاقتصاد الكلي المحبطة لشهر أبريل الماضي في الصين، والتي مثلت جرس إنذار لضعف الأداء على أرض الواقع".

كان يوجد أخبار إضافية هبوطية في الصين اليوم الأربعاء، في ظل مخاوف متجددة تتعلق بديون الحكومات المحلية التي تستعمل غالباً في تمويل مشروعات البنية التحتية.

عالمياً، يظهر ضعف الطلب على النحاس في تضاعف المخزونات في بورصة لندن للمعادن تقريباً منذ منتصف أبريل المنصرم.

تراجع الواردات وتباطؤ نمو الصادرات يعكسان ضعف تعافي الاقتصاد الصيني

هبط سعر النحاس 1.4% إلى 7988 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن وجرى تداوله عند 8019.50 دولار عند الساعة 1:46 مساء بتوقيت شنغهاي. تراجع المعدن 11% تقريباً خلال الربع الجاري.

بينما تعد الصين المصدر الأساسي لمشكلات النحاس، لا تقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدة تذكر. أضعفت حملة تشديد السياسية النقدية القوية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الطلب.

توقع المستثمرون تجميد مؤقت للتشديد النقدي، لكن التصريحات الأخيرة للمسؤولين تشير إلى أن البنك المركزي الأميركي ربما يكون مضطراً لمواصلة زيادة أسعار الفائدة.

استمرار التفاؤل

أكد مصرف "غولدمان ساكس" - الذي يراهن بشكل كبير على صعود النحاس - أن أسعار السلع ستعاود الانتعاش مجدداً في حال تبين أن مخاوف الركود العالمي مبالغ فيها. أشار محللون من بينهم نيكولاس سنودون في مذكرة للعملاء إلى أن النحاس سيعود لمستوى 10 آلاف دولار للطن مع حلول نفس الفترة من العام المقبل.

هل دخلت الصين المسار الصحيح بعد التخلي عن "صفر كوفيد"؟

حالياً، يدل الفارق الأساسي بين السعر الفوري والآجل أيضاً على أن جانب العرض يفوق الطلب بكثير. يقل السعر الفوري للنحاس بـ66 دولاراً للطن عن العقود الآجلة لمدة 3 شهور في بورصة لندن للمعادن. هذا هو أوسع نطاق لحالة "كونتانغو" – حيث يجري تداول العقود الآجلة بزيادة على السعر الفوري - بالنسبة للبيانات المسجلة بدءاً من 1994.

قال جيانغ هانغ، رئيس التداول في شركة " يونغ غانغ ريسورسز " (Yonggang Resources): "تفاقم مخاطر زيادة المعروض من النحاس ضغوط السعر الهبوطية والأسعار ستنخفض أكثر".

معادن أساسية

تراجع الزنك

أضاف هانغ: "تضر التراجعات الكبيرة لأسعار المعادن الأخرى أيضاً بالثقة في النحاس وقد فاق هبوط المعادن الأخرى مثل الزنك توقعات السوق، ما يبعث بإشارة سيئة فعلاً".

تراجع الزنك 1.9% ليسجل 2328.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، ما فاقم هبوطه إلى حد الآن خلال الربع الجاري لـ20% تقريباً. هبط الألومنيوم 0.6%، متراجعاً لليوم الثالث.