العراق يطلق مشروعاً لربط آسيا وأوروبا بـ17 مليار دولار

طريق التنمية يهدف إلى ربط ميناء الفاو في جنوب البلاد بتركيا في محاولة لمنافسة قناة السويس

صورة جوية للعاصمة العراقية بغداد
صورة جوية للعاصمة العراقية بغداد المصدر: رويترز
المصدر: رويترز
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أطلق العراق، اليوم السبت، مشروعاً بقيمة 17 مليار دولار لربط ميناء مهم للسلع على ساحله الجنوبي بالحدود مع تركيا عبر مد شبكة سكك حديدية وطرق.

يهدف طريق التنمية إلى ربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، ليحوّل البلاد إلى مركز عبور باختصار وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.

قال المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي: "طريق التنمية ليس طريقاً لمرور البضائع أو المسافرين فقط، لكنَّه سيكون فتحاً لأبواب التنمية بمساحات شاسعة في العراق".

لدى الحكومة العراقية تصوّر بأن تنقل قطارات عالية السرعة البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.

سيمثل ذلك تحولاً كبيراً في شبكة النقل القديمة الحالية في البلاد.

إنفوغراف: ماذا حدث لاقتصاد العراق بعد الغزو الأميركي في 2003؟

مشروع ميناء الفاو الكبير

تشغل خدمة القطارات العراقية حالياً عدداً قليلاً من الخطوط، بما في ذلك وسائل شحن بطيئة للنفط، وقطار ركاب واحد يسير ليلاً من بغداد إلى البصرة يستغرق من 10 ساعات إلى 12 ساعة في رحلة يبلغ طولها 500 كيلومتر.

قال الفرطوسي إنَّ مشروع ميناء الفاو الكبير الذي جرى التخطيط له منذ أكثر من عقد، في منتصف الطريق للانتهاء منه.

يعود نقل الركاب بين العراق وأوروبا إلى خطط كبرى وضعت في بداية القرن العشرين لتدشين خط سريع من بغداد إلى برلين.

قال الفرطوسي إنَّ الطريق القديم، البصرة بغداد برلين، الذي كان ينقل السائح العراقي من البصرة ومن بغداد بالعراق باتجاه أوروبا؛ هذا الطريق سوف نفعله من جديد، وسيربط دولاً أخرى لنقل المسافرين، ونقل الحجيج من أوروبا بسرعة كبيرة جداً، ليكون مريحاً للمسافرين الذين يحبون زيارة العتبات المقدسة في العراق، أو التوجه نحو بيت الله لأداء الحج أو العمرة".

العراق يبلغ تركيا باستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان السبت القادم

جذب اهتمام الدول العربية

أُعلن عن مشروع طريق التنمية اليوم السبت في مؤتمر يهدف إلى جذب اهتمام الدول العربية مثل دول الخليج وسوريا والأردن. وقال مساعد حكومي كبير إنَّ الاستثمار الإقليمي مطروح على الطاولة.

وهناك وعود بالتنمية طويلة الأمد في العراق، لكنَّ البنية التحتية ما تزال متداعية حتى مع جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإعادة بناء الطرق والجسور.

لكنَّ المسؤولين يقولون إنَّ طريق التنمية يعتمد على شيء جديد يتمثل في فترة من الاستقرار النسبي تشهدها البلاد منذ أواخر العام الماضي، ويأملون في استمرارها.

قال الفرطوسي إنَّه إذا بدأ العمل في أوائل العام المقبل؛ فسيتم الانتهاء من المشروع في 2029.

أضاف: "مهما غُيّب العراق عن الدور الحضاري لسنة أو سنتين، لعقد أو لعقدين؛ يجب أن يعود في يوم من الأيام".