صفقة سقف الدين الأميركي تشعل الحماس تجاه الأصول عالية المخاطر

ديون الولايات المتحدة احتلت المرتبة الثانية باعتبارها الأصل الأكثر شعبية للشراء في حالة التخلف عن السداد

متداول يعمل داخل قاعة بورصة نيويورك الولايات المتحدة
متداول يعمل داخل قاعة بورصة نيويورك الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتهيأ الأسواق العالمية لموجة من الانتعاش بعد أن وافق المفاوضون الأميركيون على اتفاق مبدئي خلال عطلة نهاية الأسبوع لحل أزمة الديون التي أثرت على معنويات المخاطرة خلال الأسابيع الأخيرة.

ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الإثنين، في حين تراجعت نظيراتها في سندات الخزانة، وانخفضت قيمة الين الذي يُعتبر ملاذاً تقليدياً. وهبط الدولار الأميركي، الذي استفاد من القلق بشأن سقف الاقتراض، مقابل بعض نظرائه من العملات الحساسة تجاه المخاطر. يُتوقع أن تكون السيولة ضعيفة اليوم الإثنين، مع إغلاق الأسواق الأميركية والبريطانية بسبب العطلات الوطنية.

اتفاق أميركي على رفع سقف الدين.. فما أبرز ملامحه؟

توافد المستثمرون بحثاً عن الأمان خلال الأسابيع الأخيرة مع اقتراب ما يُسمى "التاريخ إكس" (X-date)، وهو اليوم الذي توقعت فيه وزارة الخزانة أنها لن تكون قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها بشكل سريع. وعبّر الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي عن ثقتهما في أن اتفاقهما سيمر عبر الكونغرس ويصل إلى مكتب الرئيس للتوقيع، ما يساعد في تجنب عجز تاريخي في الولايات المتحدة.

أداء متفوق للعملة

من جهته، قال تشانغ وي ليانغ، الخبير الاستراتيجي في "دي بي إس غروب هولدينغز" (DBS Group Holdings) في سنغافورة: ”يجب أن تتنفس الأسواق الصعداء". مُضيفاً: "يبدو أن الصفقة متوازنة بشكل جيد بين خفض الإنفاق مع عدم تعريض النمو للخطر. ويُرجح أن يكون لها تأثير صغير إيجابي على سندات الخزانة الأميركية".

ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% في التعاملات المبكرة، مقلصاً انخفاض الأسبوع الماضي بنسبة 2%، واستقرت قيمة اليورو والجنيه الإسترليني.

من بين المفارقات أن احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها كان بمثابة نعمة للدولار، مع تقدم قيمة العملة الخضراء مقابل العملات النظيرة في مجموعة الـ10 هذا الشهر.

الثمن الحقيقي لاستمرار أزمة سقف الدَّين الأميركي

يعكس الأداء المتفوق للعملة، بما في ذلك الين الذي انخفض إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر متجاوزاً 140 نقطة مقابل الدولار الأسبوع الماضي، موقف الولايات المتحدة الفريد في قلب النظام المالي العالمي، إذ إنه حتى عندما تواجه الدولة التخلف عن السداد، فليس أمام المستثمرين خيار سوى التدفق على الأصول المقومة بالدولار مثل سندات الخزانة المحمية من التضخم.

رفع أسعار الفائدة

أظهر استطلاع أجرته "إم إل آي في بلس" (MLIV Pulse) في وقت سابق من هذا الشهر أن الديون الأميركية تأتي في المرتبة الثانية بعد الذهب باعتبارها الأصل الأكثر شعبية للشراء في حالة التخلف عن السداد.

ظل مستثمرو سوق الخزانة متفائلين بشأن احتمالات التوصل إلى صفقة ديون، حيث يقوم متداولو عقود المقايضة الآن بتسعير تداولاتهم بناء على رفع أسعار الفائدة بنحو ربع نقطة خلال الاجتماعين المقبلين لسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني أن البنك المركزي سيكون قادراً على الاحتفاظ بتركيزه على كبح التضخم.

ومع ذلك، فإن الصفقة تتطلب دفعة ورعاية من جانب الكونغرس في ظل اعتراضات المتشددين في كلا الحزبين.

اتفاق وشيك على رفع سقف الدين الأميركي ووضع حد للإنفاق

"في حين أن الأسواق المالية لا تزال تتوقع فوز مكارثي وبايدن في الحصول على أصوات كافية، لكن لا يزال هناك قلق مستمر من احتمال وجود حاجة إلى مزيد من المفاوضات لكسب النقاد الأكثر ثباتاً"، حسبما قال كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فايننشال" (LPL Financial).

الأضرار الناجمة

تسببت أسابيع من المشاحنات السياسية في حدوث خسائر فادحة بالفعل، حيث دفعت وزارة الخزانة الأميركية 80 مليون دولار إضافية لإصدار فواتير في أعقاب تحذيرات سابقة من يلين بشأن نفاد السيولة، حسبما قال نائبها يوم الخميس الماضي. في الوقت نفسه، يُشير مراقبو وول ستريت إلى أن دفعة لاحقة من قبل الحكومة لإعادة ملء خزائنها في أعقاب الصفقة ستستنزف السيولة بسرعة من النظام المصرفي.

يعني ذلك المزيد من الضغط على البنوك الأميركية بعد أشهر من الاضطرابات. وقد تكون زيادة المعروض من الفواتير المستحقة بمثابة دفعة أخرى للدولار، وفقاً لبيبان راي، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في البنك الإمبراطوري الكندي للتجارة.

"لقد أصبحنا أكثر حساسية للرأي الذي يزعم بأن قوة الدولار قد تكون مستمرة بالنظر إلى طوفان المعروض من الفواتير بمجرد تسوية الأمور وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لسيولة النظام المالي"، وفقاً لما ذكره "راي" في مذكرة للعملاء الأسبوع الماضي.