تقرير: قطاع التصنيع الصيني تحسن في مايو

ارتفع نشاط المصانع الشهر الحالي رغم بوادر تباطؤ التعافي الاقتصادي

فني يعمل على خط إنتاج محركات السيارات الكهربائية وأنظمة التحكم في القيادة في مصنع "فيرمت" التابع لشركة "تشجيانغ جيلي هودلينغ غروب" بمدينة نينغبو في الصين
فني يعمل على خط إنتاج محركات السيارات الكهربائية وأنظمة التحكم في القيادة في مصنع "فيرمت" التابع لشركة "تشجيانغ جيلي هودلينغ غروب" بمدينة نينغبو في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشف استطلاعان للرأي حدوث تحسُّن لقطاع التصنيع في الصين أو ثباته على أقل تقدير خلال مايو الجاري بالمقارنة مع الشهر السابق، ما يمنح شعوراً بالارتياح في أعقاب ظهور بوادر لتباطؤ التعافي الاقتصادي.

أوضحت "تشاينا بيج بوك" (China Beige Book)، شركة تزويد بيانات يقع مقرها في الولايات المتحدة الأميركية، أن استطلاعيها للرأي يكشفان أن الناتج الصناعي ارتفع "بصورة ملحوظة" خلال مايو الحالي مقارنة بأبريل الماضي، بنفس طريقة تزايد الطلبات المحلية والأجنبية. في إطار منفصل، نوه مصرف "غولدمان ساكس غروب" بازدهار مؤشر مديري مشتريات للقطاعات الناشئة.

وأكدت "تشاينا بيج بوك" في بيان: "ما زال من المبكر النظر إلى التعافي بعد انتهاء سياسة صفر كوفيد على أنه تلاشى، وتحدى نشاط التصنيع هذه الشائعات رغم أن الطلب الضعيف من الاقتصادات الغربية يبقى يمثل ظروفاً غير مواتية بطريقة كبيرة".

بيانات أفضل

أضافت أن الإيرادات وهوامش الأرباح لشركات التصنيع الصينية وكذلك لقطاعي الخدمات والتجزئة ارتفعت أيضاً خلال مايو مقارنة بالشهر السابق. قامت بيانات "تشاينا بيج بوك" على نتائج استطلاع رأي خلال الفترة من 18 إلى 25 مايو الجاري شمل ألف شركة صينية تقريباً.

يُمعِن خبراء الاقتصاد النظر بشدة في إصدارات التقارير الاقتصادية الصينية بعد أن أخطأت بيانات أبريل المنصرم بطريقة هائلة التوقعات، ما دفع مصارف استثمارية عديدة إلى تخفيض توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العام الحالي لما يقترب من المعدل المستهدف الرسمي من الحكومة 5% تقريباً. تحول المستثمرون للرهان بدرجة أكبر على هبوط سوق الأسهم الصينية، إذ تراجع مؤشر "هانغ سانغ تشاينا إنتربرايز" (Hang Seng China Enterprises) بـ20% تقريباً عن مستوى ذروته الذي سجله في 27 يناير الماضي.

تباطؤ التعافي يعزز حاجة الصين إلى سياسات تحفيزية

بقي روبن شينغ، كبير خبراء الاقتصاد الصيني بمصرف "مورغان ستانلي"، متفائلاً إزاء مسار النمو الصيني للسنة الحالية رغم البيانات الأكثر ضعفاً للشهر الماضي.

صرح خلال مقابلة مع تليفزيون بلومبرغ: "أرى من وجهة نظري أن ضعف بيانات أبريل الأخيرة زوبعة في فنجان"، مضيفاً أن قوة الإنفاق على الخدمات تقلّص أي احتياج إلى تحفيز اقتصادي إضافي. وقال: "كما شهدنا في الاقتصادات الآسيوية الأخرى التي لم تستغلّ قوائم الرواتب أو التحويلات المالية لإطلاق التعافي إذ يتطلب الأمر فترة زمنية للحاجة إلى قطاع الخدمات ليعيد توليد الوظائف".

نشاط التصنيع

في مذكرة للعملاء، بينت خبيرة الاقتصاد الصيني في مصرف "غولدمان ساكس" هوي شان أن مؤشر مديري المشتريات للقطاعات الناشئة في الصين، الذي يقيس التغيرات الشهرية بالنشاط لقطاعات على غرار الطاقة المتجددة والتصنيع المتطور والتكنولوجيا الحيوية، يشير إلى صعود محدود خلال مايو الجاري بالمقارنة مع بيانات الشهر السابق المعدلة على أساس موسمي.

أضافت هوي أن مؤشر مديري المشتريات للقطاعات الناشئة يُعتبر بطريقة كبيرة مؤشراً أساسياً لمؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي الصيني، وتشير الأرقام إلى وجود "مؤشر مؤقت على أن نشاط التصنيع قد يبدأ الاستقرار".

وتتوقع أن يتقدم مؤشر مديري المشتريات الرسمي، المرجح صدوره غداً الأربعاء، من 49.2 نقطة خلال أبريل الماضي إلى 49.8 نقطة خلال مايو الجاري. تُجمِع توقعات خبراء الاقتصاد على تسجيل قراءة 49.5 نقطة. تُعَدّ أي قراءة أقل من 50 نقطة انكماشاً للنشاط مقارنة بالشهر السابق.

ما زالت سوق الإسكان تثير حالة من القلق، إذ أظهر استطلاع رأي "بيج بوك" حدوث تدهور لهذا القطاع.

وأشار شهزاد قاضي المدير العام لشركة استطلاع الرأي في أثناء مقابلة مع راديو بلومبرغ إلى أن "معاناة قطاع البناء تتواصل، وأن تعافي سوق العقارات ما زال متفاوتاً بطريقة هائلة، ورغم انتعاش نموّ الأسعار مقارنة بأبريل الماضي فإن المبيعات تراجعت".

كشفت البيانات الرسمية عن تعافٍ قوي للإنفاق على خدمات على غرار تناول الطعام خارج المنزل والسفر. قد تنجم عن ذلك سوق عمل قوية، الأمر الذي سيحسّن ثقة الأسرة.