"أوبك" تبحث مع حلفائها خيارات لدعم السوق وخفض جديد للإنتاج على الطاولة

الوزارء منفتحون على سيناريو لخفض الإنتاج لكن لا يوجد اتفاق حول الرقم حتى الآن

مقر منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في العاصمة النمساوية فيينا
مقر منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في العاصمة النمساوية فيينا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد مضي يوم كامل من المحادثات الجانبية والرسمية في العاصمة النمساوية فيينا، ما يزال وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، يبحثون عن اتفاق يواجهون به تقلبات السوق النفطية التي تأثرت بشكل كبير خلال العام الجاري بالضبابية حول نمو الاقتصاد العالمي، مما جعل أسعار النفط تفقد نحو 12% تقريباً منذ بداية العام.

برغم أنَّ "أوبك" كانت قد توصلت مع حلفائها من خارج المنظمة في أكتوبر الماضي إلى اتفاق إلزامي لتخفيض الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً الذي يسري حتى نهاية عام 2023؛ لكنَّ بعض الدول مثل السعودية وروسيا وعُمان والعراق والكويت والإمارات والجزائر قدّمت تخفيضات طوعية بنحو 1.6 مليون برميل يوميا ابتداءً من مايو حتى نهاية العام الجاري زيادة على ما اتفقت عليه في أكتوبر.

ارتفاع أسعار النفط مع ترقب السوق لاجتماع "أوبك+" في فيينا

بحسب مصادر تحدثت إلى "الشرق"؛ فإَّن الوزراء منفتحون على سيناريو لخفض جديد في الإنتاج، علماً أنَّه لا يوجد اتفاق حول رقم محدد لهذا الخفض حتى الآن، خاصة أنَّ بعض الدول التي قدمت تخفيضات طوعية لا تبدي أي رغبة بزيادة تخفيضاتها فوق ما قدمته حتى الآن.

خفض جماعي لإنتاج النفط

أضافت المصادر أنَّ "أوبك" ستبحث اليوم الأحد مع باقي الدول في تحالف "أوبك+" في تقديم خفض جماعي يشمل جميع الدول لدعم استقرار السوق، حيث لا يمكن للدول المضي في الاتفاق دون دخول الجميع فيه. ومن بين الأفكار المطروحة؛ تحويل التخفيضات الطوعية إلى إلزامية، واحتسابها ضمن الاتفاق الجديد، ودعوة باقي الدول للانضمام إليها.

في حال عدم توصل "أوبك" وحلفائها إلى اتفاق جديد لخفض الإنتاج، فسيبقى الاتفاق الجاري لخفض 2 مليون برميل يومياً والخفض الطوعي بنحو 1.6 مليون برميل يومياً، هو الخيار الوحيد إذ ما يزال العمل بموجب هذه التخفيضات سارياً حتى نهاية العام.

النفط يتجه لانخفاض أسبوعي قبل اجتماع "أوبك+" بشأن الإمدادات

يواجه تحالف "أوبك+" هذا العام موجة من التحديات على جانبي العرض والطلب، إذ ما يزال النمو الاقتصادي في الصين مخيباً لآمال السوق، فيما من المتوقَّع أن يتباطأ نمو الإنتاج من خارج المنظمة خاصة من الولايات المتحدة التي تراجعت فيها أعداد منصات الحفر لعدة أسابيع متتالية.

نفط

اجتماعات جانبية في فيينا

يعتبر سيناريو خفض الإنتاج مفاجئاً للسوق، إذ سبق أن أصدر مصرف "غولدمان ساكس" توقُّعات تفيد أنَّ "أوبك" لن تخفض إنتاجها، فيما قال مصرف "أر بي سي" قبل أيام إنَّ المنظمة قد تقدّم خفضاً بسيطاً في إنتاجها قبل أن يعود المصرف لزيادة توقُّعاته للخفض إلى نحو مليون برميل يومياً، معتبراً هذا السيناريو هو الأقرب.

شهدت فيينا يوم السبت العديد من الاجتماعات الجانبية، حيث التقى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بالعديد من وزراء "أوبك" في مقر إقامته في فندق "بارك حياة" في فيينا قبل وعقب الاجتماع الوزاري للمنظمة.

سيبدأ الوزراء يوم الأحد اجتماعات للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج في تمام الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت فيينا، إذ سيتم الاتفاق فيه على توصية تُقدّم إلى الاجتماع الوزاري لوزراء تحالف "أوبك+" كافة، الذي سيعقد في الساعة الحادية عشرة صباحاً، وهو اجتماع الحسم الذي سيحدد مسار السوق لما تبقى من العام الجاري.