دولٌ أوروبية تتخلى عن مشروعات لاستيراد الغاز الأمريكي

تحديات أمام تصدير الغاز المسال الأمريكي لأوروبا
تحديات أمام تصدير الغاز المسال الأمريكي لأوروبا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يواجه مطورو مشاريع الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة عقبات متزايدة فيما يتعلق بخططهم لشحن الوقود إلى أوروبا، حيث تمثلت انتكاستهم الأخيرة في انتهاء صلاحية اتفاق عام 2017 بين مطور الغاز الطبيعي المسال الأمريكي "نيكست ديكيد" وميناء كورك لبناء محطة استيراد للغاز في أيرلندا.

وكان وزير المناخ الأيرلندي إيامون ريان، قد قال ردًا على سؤال أحد أعضاء البرلمان، إن مذكرة التفاهم الخاصة بالوحدة العائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال لحالته الطبيعية قد انتهت مدتها في 31 ديسمبر من العام الماضي، وليس لدى الميناء أي خطة لتجديدها.

وقالت شركة "نيكست ديكيد"، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "نظرًا لعدم اليقين المتزايد حول السياسات الأيرلندية المتطورة بشأن استيراد الغاز الطبيعي المسال، قررت "نيكست ديكيد" تعليق أنشطة التنمية الخاصة بمشروع "إنيسفري FSRU" في ميناء كورك".

ما المشكلة في الغاز الطبيعي؟

ورغم أن الغاز الطبيعي يعتبر أنظف أنواع الوقود الأحفوري، إلا أنه لا يزال يشكل مصدرًا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويُلام على إنتاجه تسريبات غاز الميثان الملوثة للهواء.

وتعتبر هذه العقبة الثانية التي تواجه شركة "نيكست ديكيد" في أوروبا، حيث ألغى عملاق الطاقة الفرنسي "إنجي إس إيه" في شهر نوفمبر 2020 خططًا لشراء الغاز الطبيعي المسال من الشركة الأمريكية، حيث أرادت الشركة الفرنسية تقديم انتصار للمجموعات البيئية وهو ما جعلها تلغي الاتفاق بسبب المخاوف المتعلقة بالتلوث.

وتعتزم شركة "نيكست ديكيد"، التي تتخذ من هيوستن مقراً لها، تزويد محطة الاستيراد بالغاز الطبيعي المسال المُنتج في منشأة "ريو غراندي" في تكساس، كما أن الشركة أعلنت مؤخرا أنها تواصل التركيز على مرفق التسييل هذا.

وتعتبر محطة كورك ثاني مشروع مقترح لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في أيرلندا، وتم إلغاء المشروع في إطار حملة شنتها البلاد لتطبيق سياسات الطاقة النظيفة.

ففي يونيو 2020، قامت الحكومة الائتلافية في أيرلندا، التي تضم 12 عضوًا من حزب الخضر الأيرلندي، بسحب "محطة شانون لاستيراد الغاز الطبيعي المسال" من قائمة المشاريع المؤهلة للحصول على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، وكانت تلك المنشأة تتبع شركة "نيو فورترس إنرجي" (New Fortress Energy).

وجدير بالذكر أن طموحات أوروبا في جعل اقتصاداتها محايدة للكربون خلال العقود الثلاثة المقبلة تشكل تحديًا لمنتجي الغاز الطبيعي المسال الذين يسعون إلى استثمار مليارات الدولارات لبناء محطات استيراد جديدة.

"نيكست ديكيد" تواصل خططها لتصدير الغاز

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مات شاتزمان، الرئيس التنفيذي لشركة "نيكست ديكيد"، إن تعليق مشروع ميناء كورك لن يؤثر على قدرة "نيكست ديكيد" على التوصل إلى قرار استثماري نهائي بشأن مشروع "ريو غراندي" لتصدير الغاز الطبيعي المسال. وأوضح أن شركته تُجري محادثات مع عملاء محتملين في أوروبا وأماكن أخرى ولا يزال من المتوقع اتخاذ قرار استثماري نهائي هذا العام.

وأضاف شاتزمان: "إننا نسعى لتحقيق حيادية الكربون في مشروع ريو غراندي للغاز الطبيعي المسال باستخدام تقنية احتجاز الكربون وتخزينه. ونعتقد أنه بالشراكة مع بعض المنتجين الأمريكيين الذين سيمدون المشروع بالغاز، سنكون قادرين على تزويد عملائنا بالغاز الطبيعي المسال ذو الإنتاج الأدنى من انبعاثات الغازات الدفيئة".