مسؤول أسترالي: الذكاء الاصطناعي قد يعالج أزمة إنتاجية البلاد

مفوض الإنتاجية يطالب بتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة

سيارات تتنقل على طول جسر في سيدني، أستراليا.
سيارات تتنقل على طول جسر في سيدني، أستراليا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أشار كبير مسؤولي الإنتاجية الأسترالي المنتهية ولايته إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه محركاً "مؤثراً" محتملاً لإحداث ثورة في الإنتاجية، إذ يواجه العالم الغربي صعوبات للتغلب على ضعف الكفاءة في مواقع العمل.

أوضح رئيس مفوضية الإنتاجية الأسترالية مايكل برينان أن الذكاء الاصطناعي يُعَدّ إحدى أكثر التكنولوجيات عالية القدرات على صعيد تحسين الناتج الاقتصادي العقود المقبلة، مؤكداً أن عمليات التطوير ما زالت في المراحل المبكرة.

صرّح خلال مقابلة مع "بلومبرغ": "إذا أردنا تحقيق نهضة كبيرة في نمو الإنتاجية على مستوى دول العالم المتقدم، فيمكن أن نتصور أن تحقيق ذلك سيتطلب أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً منه". من المقرَّر أن يخلف كريس باريت برينان في سبتمبر المقبل بعد نهاية فترة ولايته التي دامت 5 أعوام.

معدلات النمو

توقع تقرير حكومي صادر يوم الخميس يدقق في اتجاهات العقود المقبلة أن ينمو معدل الإنتاجية الأسترالي بنسبة 1.2% سنوياً على المدى الطويل، نزولاً من 1.5% في تقرير مماثل صادر قبل سنتين. هذا التراجع في الإنتاجية 0.3 نقطة مئوية سيؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المتوقع على مدى الأربعين سنة المقبلة بنسبة 10% تقريباً.

استطلاع "بلومبرغ": اقتصاد أستراليا قد يشهد نمواً ضعيفاً وتضخماً قوياً

يؤكّد التقرير أن أستراليا لا تشكّل حالة فريدة من نوعها، فقد تعرضت الاقتصادات المتقدمة عبر كافة مناطق العالم كافة إلى تراجع الإنتاجية، إذ بدأت تجفّ مكاسب التطور التكنولوجي السهلة. رغم ذلك أعرب برينان عن تفاؤله إزاء إمكانية تحقيق مكاسب مستقبلية.

أضاف: "لا ندري فعلاً حتى الآن المدى الذي قد يبلغه الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة، لكن التفكير لوهلة يُنبِئُك بأن لذلك مجالاً واسعاً للغاية لتقديم المساعدة وزيادة العمالة البشرية عبر مجموعة من المجالات عموماً وقطاعات الخدمات خصوصاً".

ازدهرت مكانة الشركات المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة بفضل طلب السوق على برامج ورقائق الذكاء الاصطناعي خلال الشهور الأخيرة، بما فيها شركة "إنفيديا" لتصنيع الرقائق الإلكترونية، التي تتوقع أرباحاً هائلة خلال الأشهُر الثلاثة المنتهية في أكتوبر المقبل. في غضون ذلك تعكف الحكومات في أنحاء العالم كافة على دراسة المنافع والأضرار الناجمة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

لوائح الاستخدام

في مطلع أغسطس الجاري مدّدَت الحكومة الأسترالية المشاورات حول لوائح استخدام الذكاء الاصطناعي المحتمَلة مع الاهتمام الهائل من أصحاب المصلحة. صرّح وزير الصناعة والعلوم الأسترالي إد هوسيك لـ"بلومبرغ" بأنه يطمح إلى الانتهاء من وضع اللوائح بنهاية 2023.

ذكر برينان أنه على ثقة من أن الحكومة ستتعامل مع لائحة الذكاء الاصطناعي "بأسلوب مدروس"، مضيفاً أن التكنولوجيا لن "تخلو نهائيّاً من أخطار".

اختتم: "لكن بطبيعة الحال، يكمن مبدأ تحقيق التوزان في أننا منفتحون على إمكانيات الابتكار حالياً، وأنه لا يمثل عملية إحلال بالكامل أو بديلاً لتقدير ورقابة العنصر البشري، لكنه قد يضطلع بدور مؤثر، أليس ذلك صحيحاً؟".