"إرني بوت" المنافس لـ"ChatGPT" قد يمنح "بايدو" الصينية دفعة جديدة

من الممكن أن يمنح تدشين "إرني بوت" (Ernie Bot) المشابه لـ"تشات جي بي تي" (ChatGPT) بتوقيت أقرب من المتوقع، شركة "بايدو" الرائدة في مجال محركات البحث في الصين قوة دافعة، ما أطلق مجدداً موجة صعود دعمت قيمتها السوقية بمقدار 23 مليار دولار، من أدنى مستوياتها السنة الماضية.

أتاحت "بايدو" خدمة الذكاء الاصطناعي للجمهور الخميس الماضي، لتتوج سلسة ارتفاع لأسهمها المدرجة في الولايات المتحدة الأميركية دامت لأسبوعين، في أعقاب نشر نتائج الشركة الفصلية القوية بشكل مثير للدهشة. وبينما أصدرت الصين موافقات على خدمات عديدة تقدمها الشركات، اجتذب "إرني بوت" سريعاً حوالى مليون مستخدم، وصعد إلى قمة تطبيقات البلاد.

أسبقية "بايدو"

كتب بوريس فان، محلل "سانفورد سي. بيرنشتاين أند كو" (Sanford C. Bernstein & Co) في مذكرة للعملاء، أن "هذه الأرقام تعد قطعاً مفاجأة إيجابية بالنسبة لبايدو، إذ تتوقع الأطراف المعنية بالسوق والشركات، صدور الموافقات بوقت لاحق"، مضيفاً أن "أسبقية بايدو القوية قد تمنحها ميزة أكبر".

اقرأ أيضاً: "بايدو" الصينية تطلق روبوت دردشة مماثل لـ"ChatGPT" في مارس

بعيداً عن الارتفاع الضخم لشركة "إنفيديا"، شهدت الأسهم الأخرى التي تستفيد من فكرة الذكاء الاصطناعي تقلبات هائلة، إذ تحاول السوق قياس مدى التأثير المالي لهذه التكنولوجيا.

ساعدت الآمال المعقودة على الذكاء الاصطناعي في صعود أسهم "بايدو" بأكثر من الضعف خلال نحو 4 شهور فقط، من أدنى مستوياتها خلال أكتوبر الماضي قبيل ظهور شكوك حول قدرة الشركة على تقديم خدماتها للسوق، ما بدد الارتفاعات الكبيرة.

ما زالت شهادات الإيداع الأميركية الخاصة بـ"بايدو" متراجعة بما يفوق 10% مقارنة بأعلى مستوياتها خلال فبراير الماضي. لكن يبدو أن المراهنين على الصعود عادوا للظهور. ازداد حجم عقود خيار الشراء الخميس في الولايات المتحدة الأميركية في أعقاب الإعلان عن إطلاق التطبيق، إذ يراهن المستثمرون على الارتفاعات المستقبلية لأسهم الشركة. قلّص ذلك نسبة عقود البيع مقابل الشراء، لأدنى مستوياتها منذ يونيو الماضي، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

( عقود البيع مقابل الشراء هي مؤشر يستخدم عادة لتحديد الحالة المزاجية لسوق الخيارات، يساعد المتداولين على فهم ما إذا كان الانخفاض أو الارتفاع في السوق مفرطاً، وما إذا كان الوقت قد حان لاتخاذ قرار متعارض).

تقييم مفرط

ظهرت مجدداً بوادر تقنية للتقييم المفرط مع معاودة الصعود مؤخراً، وهناك شكوك حول مدى سرعة تعزيز الذكاء الاصطناعي لأرباح الشركة. هناك منافسة أكبر تنتظرها الشركة أيضاً، إذ أطلقت شركة "آي فلايتك" خدمتها الثلاثاء الماضي، بينما تستعد شركة "تينسنت هولدينغز" لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي بوقت لاحق من السنة.

أوضح كاي وانغ، محلل شركة "مورنينيغ ستار": "لا نتوقع تحقيق عوائد مالية فورية، أو مساهمة في زيادة الإيرادات بطريقة جوهرية، ستظفر شركتا "بايدو" و"سينس تايم غروب" وشركات أخرى كانت ضمن الدفعة الأولى التي حصلت على موافقات، بـ"ميزة خاصة كونها من المبتكرين الأوائل، إذ تستطيع تعديل منتجاتها بوقت مبكر بالمقارنة مع المنافسين الآخرين".

اقرأ أيضاً: شركة صينية تطلق برنامج محادثة ذكياً لمنافسة ChatGPT

يتفائل مصرف "جيه بي مورغان تشيس أند كو" بدرجة أكبر، إذ يتوقع صعوداً كبيراً لثقة المستثمرين في أسهم شركات الإنترنت الصينية الكبرى، بفضل تسجيل خدمات محتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتأثيراً "أكثر إيجابية" على سعر سهم وأرباح "بايدو" بالمقارنة مع "تينسنت" و"علي بابا غروب هولدينغز". تفوقت "بايدو" على أقرانها الأكبر حجماً من حيث زيادة القيمة خلال العشرة شهور المنصرمة.

فقاعة

كتب محللو "جيه بي مورغان" ومن بينهم أليكس ياو في تقرير: "نعتقد أن بايدو تعد حالياً أفضل ممثل للاستثمار في تطوير المحتوى القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين".

بينما دارت أحاديث كثيرة حول فقاعة أسهم لشركات الذكاء الاصطناعي، بيّن مصرف "غولدمان ساكس غروب" أن الفائزين الأوائل يتمتعون بأساسيات قوية وتقييمات أقل إفراطاً بالمقارنة مع الأسهم التي شهدت فترات سابقة من الارتفاعات بفضل قوة السوق. يُتداول سهم "بايدو" عند 14 ضعف الأرباح المتوقعة خلال الشهور الـ12 المقبلة، ما يعد أقل كثيراً من متوسط 10 أعوام حقق خلالها 21 ضعفاً.