لبنان يستعين بمنصة "بلومبرغ" في مسعى لضبط سوق الصرف

أحد محلات الصرافة في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت، 30 أبريل 2023
أحد محلات الصرافة في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت، 30 أبريل 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخلت حكومة تصريف الأعمال في لبنان عن منصة "صيرفة" واستعانت بمنصة "بلومبرغ"، في خطوة تراهن الحكومة منها على ضبط سوق الصرف، ومحاولة وقف تدهور قيمة الليرة.

وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري رد على أسئلة بشأن إقرار المنصة بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء الخميس، بالقول: "نعم لقد تم إقرارها". وأضاف أن هذه الخطوة ليست مطلوبة من المجتمع الدولي، بل ستكون بديلاً للمنصة القديمة.

أُنشئت "صيرفة" في مايو 2021، بعد 18 شهراً من الانهيار الاقتصادي في لبنان، وجرى الاعتراف بها على نطاق واسع كطريقة لدى البنك المركزي لتحقيق الاستقرار في سعر صرف الليرة اللبنانية، والتي واصلت مع ذلك تدهورها.

انتقدت السلطات اللبنانية والمؤسسات الدولية المنصة القديمة لافتقارها إلى الشفافية، وعدم الاستدامة، والإمكانية التي أتاحتها للاستفادة من فرق التسعير، لا سيما مع اتساع الفجوة في الأسعار بين السعر الرسمي في "صيرفة" والأسعار المتداولة في السوق الموازية.

من جهته، قال البنك الدولي في مراقبته الاقتصادية لربيع 2023، إن "منصة (صيرفة) للصرافة، الأداة النقدية الأساسية لمصرف لبنان لتحقيق استقرار الليرة اللبنانية، ليست فقط أداة نقدية غير مواتية، ولكنها تحوّلت أيضاً إلى آلية لتحقيق الأرباح من فارق الأسعار"، مضيفاً أن المتعاملين في "صيرفة" ربما يكونون قد حققوا أرباحاً وصلت إلى 2.5 مليار دولار من خلال فرق التسعير.

كذلك، وصف البنك الدولي السياسات التي تنفذها السلطات اللبنانية منذ اندلاع الأزمة بأنها "ضعيفة، وغالباً ما تؤدي إلى نتائج عكسية".

تعزيز الشفافية

اتفق الأكاديمي والخبير في الاقتصاد جاسم عجاقة مع مدير "معهد دراسات السوق" باتريك مارديني على أهداف المنصة الجديدة. إذ أكدا في تصريحات لـ"اقتصاد الشرق" أنها تهدف إلى زيادة الشفافية وتوحيد أسعار الصرف، فضلاً عن ضبط التعاملات النقدية التي أصبحت منتشرة بكثرة في لبنان.

اعتبر مارديني أن الانتقال إلى هذه المنصة هو أمر "إيجابي"، إذ يزيد شفافية السوق، خصوصاً في ظل عدم وجود شفافية في المنصة السابقة، أي "صيرفة"، من جهة تسجيل العمليات أو طرق تحديد أسعار الصرف.

ولفت إلى أن الانتقال سيؤمّن نوعاً من الشفافية للأسواق العالمية بشأن كيفية تحديد سعر الصرف في السوق، ولكنها لن تؤثر بشكل مباشر على سعر الصرف.

من جهته، تساءل عجاقة عن الجهة المسؤولة عن اختيار هذه المنصة، هل هي الحكومة أم البنك المركزي، معرباً عن اعتقاده بأن اختيارها هو "خيار خارجي بامتياز"، لأن المنصة قد تتيح إمكانية لضبط حركة النقد داخل البلاد، والتي وصفها بـ"الهائلة".

وأضاف في تصريح لـ"اقتصاد الشرق" أن هذه المنصة ستعطي البيانات من دون تدخل بشري، بالتالي ستتمتع بشفافية عالية، منبهاً إلى أن المصارف والوسطاء والمؤسسات المالية ستشترك بهذه المنصة، للتمكن من تقديم هذه الخدمة للعملاء.