الرميان في افتتاح "مبادرة مستقبل الاستثمار": جائحة كورونا غيّرت مفاهيم الاقتصاد في العالم

ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة
ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة المصدر: الشرق
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي في افتتاح مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار إن جائحة كورونا غيّرت مفاهيم الاقتصاد في العالم.

أضاف: "العالم يشهد فرصا غير مسبوقة وعهدا لنهضة اقتصادية جديدة، غالبية القطاعات عانت بشكل كبير، ورغم ذلك هناك فرص تحققت وتم استغلالها في الأسواق المالية، ويجب أن يكون لنا أثر في خلق الفرص الاستثمارية وخلق الوظائف".

مبادرة مستقبل الاستثمار تعد أكبر فعالية اقتصادية عالمية تشهد حضوراً دولياً من نخبة من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين وصناع السياسات، تستضيفه العاصمة السعودية الرياض وتنظمه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ويناقش في دورة العام الحالي "النهضة الاقتصادية الجديدة"، حيث سيناقش الحضور سبل المضي نحو حقبة جديدة من إعادة الابتكار.

الجائحة أدت إلى عدم المساواة

وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، والتي ناقشت دور الاستثمار في الاقتصاد العالمي بعد كورونا، قال الرميان إن عام 2020 عند بداية الأزمة كان هناك أثر قاسي وحاد على الاقتصادات وأسواق المال والأسهم تأثرت بشكل كبير، في بداية مارس كانت الأسواق قد هبطت بنحو 23%، لكن أسواق أمريكا وبعض الأسواق العالمية ارتفعت بشكل مدهش بنهاية العام، ما خلق شيئا من عدم المساواة بين من يملكون التمويل وتمكنوا من تحقيق عوائد ضخمة أثناء الجائحة، والفئة العاملة الحقيقية التي فقد جانب كبير منها وظائفهم، خاصة في القطاعات التقليدية كالسفر والسياحة والتجزئة والاستهلاك بشكل عام، وغالبيتها عانت بشكل هائل جداً من تداعيات الجائحة، لكن من لديهم التمويل كمديري الأصول ومكاتب العائلات رأوا هذه فرصاً جيدة لاقتناص الصفقات، لذلك الجميع كان يطارد نفس الفرص.

وأضاف محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي أنه حان الوقت ليس فقط للتفكير في الفوائد التي عادت على من يملكون النقدية واقتنصوا الصفقات، ولكن الأثر الذي ستحدثه هذه الاستثمارات على السوق.

تناقض أسواق المال والاقتصاد

وقال الرميان إن صندوق الاستثمارات العامة أطلق منذ أيام استراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة حتى العام 2025، والتي لا تركز فقط على الاستثمار في الأسواق المالية ولكن في المشروعات الجديدة وأن يكون للصندوق أثر في النمو وخلق فرص الاستثمار والعمل.

لذلك، تابع الرميان قائلا: "أعتقد ان الربط بين أسواق المال والاقتصاد الحقيقي سيكون له أثر أصغر على حياة من يعيشون حولنا. الصندوق يراقب وهو حذر تجاه الفصل بين الأسواق المالية والاقتصاد، فإما الاقتصاد سيرتفع ليقترب من تقييمات أسواق المال، أو أن الأسواق سترتفع بعض الشيء لتواكب الاقتصاد".

وبالنسبة لاستثمارات صندوق الاستثمارات العامة، قال ياسر الرميان إن الصندوق يتطلع للاقتصادات التقليدية، ونظرنا للاقتصادات الجديدة، والفئة الثالثة التقنية التي تم الاستثمار بها قبل كوفيد 19 وما كنا استمررنا في العيش بدونها، لذلك سيواصل الصندوق الاستثمار في القطاعات التي ستؤثر على الاقتصاد الحقيقي بالإضافة لاستثماراته بالأسواق المالية.

وتابع: "استثمارنا ليس فقط من خلال الشركات الكبرى، لكن نتطلع لجميع أطياف التقنية، فنحن نتجه إلى الاستثمارات في القيادة الآلية والاقتصادات التشاركية وشركات الأدوية والرعاية الصحية بالإضافة للتقنيات التقليدية وشركاتها".

وبالنسبة لما تواجهه شركات التقنية الكبرى من مواجهات وضغوط من جانب الجهات المشرعة حول العالم، أوضح محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي أنه "بالنظر إلى تقييمات الشركات فقد تضاعفت خلال العامين الماضيين، وربما نحن قلقون ليس فقط من التقييم ولكن من النقاط الأخرى فكيف لبعض هذه الشركات التقنية أنها كانت لديها خروقات والكثير من المشرعين يتوجسون من بعض الشركات التقنية الكبرى".

برامج حكومية سعودية لجذب الاستثمار الأجنبي

وبالنسبة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، قال ياسر الرميان إن صندوق الاستثمارات العامة على سبيل المثال حدد 13 قطاعاً حيوياً للاستثمار بها ضمن استراتيجيته الجديدة، بعضها اقتصاد تقليدي والآخر اقتصاد جديد، وتتضمن العقار والسياحة والطاقة المتجددة وغيرها، وهناك تنوع وقائمة كبيرة من المستثمرين الأجانب في المملكة، وهناك حوافز وبرامج حكومية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، فهناك تغيير في الأدوار والقواعد والأنظمة الحاكمة للاستثمار، وما يتعلق بالمحفزات الضريبية للمستثمرين الأجانب.

على جانب آخر، تطرق الرميان إلى مدينة ذا لاين التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، وقال عنها إنها فكرة ثورية حيث ستكون مدينة بدون انبعاثات كربونية وطاقة متجددة بنسبة 100%، وستعيد تشكيل مشهد تصميم المدن الحضارية، وستشهد إنفاقا كبيرا على البنية التحتية يتراوح بين 100 إلى 200 مليار دولار، ثم تبدأ المراحل التالية للمشروع بطول 170 كم، وسيتم استغلال 50% من الأراضي المتاحة في مشروع نيوم بصفة عامة وذا لاين بصفة خاصة، والباقي من الطبيعة حتى يستمتع الجيل القدم بالطبيعة، فالمملكة تخطط للحفاظ على النظام البيئي والطبيعة.