شركات نفط عالمية تسعى للتوسع بإنتاج الغاز في كولومبيا

تبذل شركات النفط العالمية الكبرى جهوداً حثيثة من أجل التوسع في الإنتاج بمشاريع الغاز الطبيعي قبالة ساحل البحر الكاريبي في كولومبيا، حسبما أفاد ريكاردو روا الرئيس التنفيذي لشركة "إيكوبترول" (Ecopetrol SA) في مقابلة.

صرح روا، في المقابلة التي أُجريت بمقر "بلومبرغ" في نيويورك، بأن عدة شركات من بينها "بتروليو برازيليرو" (Petroleo Brasileiro SA) و"شل" (Shell Plc)، أبدت اهتماماً بتعزيز مشاركتها في حقول الغاز بالمياه العميقة، ما يمكن أن يحول كولومبيا في نهاية المطاف إلى دولة مصدّرة للوقود.

أضاف روا: "أبدينا استعدادنا، للمشاركين المختلفين في السوق، بالسماح بدخول لاعبين جدد، أو لاعبين حاليين، بمناطق الاستكشاف هذه. نتلقى الكثير من طلبات الاهتمام بالمشاركة”.

تركز "إيكوبترول"، ومقرها في بوغوتا، الاستثمارات المستقبلية على الغاز البحري في كولومبيا ومشروع التكسير الهيدروليكي في حوض "بيرميان" بالولايات المتحدة، أملاً في تغيير اتجاه انخفاض إنتاج النفط والغاز.

أول إنتاج للغاز البحري

يمكن أن يبدأ أول إنتاج للغاز البحري في وقت مبكر من عام 2027، وهو قابل للارتفاع بما يكفي لتلبية الطلب المحلي على الوقود، وحتى السماح بالصادرات. قال الرئيس التنفيذي إن "إيكوبترول" تبحث عن شركات أخرى للمساعدة في تغطية الاستثمارات اللازمة لتنفيذ مشاريع الغاز الطبيعي هذه في المستقبل.

لم ترد "بتروبراس" و"شل" على طلبات للتعليق.

أوقف الرئيس الكولومبي غوستافو بترو، منح أي تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز، في إطار تعهده بتقليص اعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعني أن شركات النفط ستحتاج إلى التركيز على تطوير تراخيص الاستكشافات البحرية الحالية البالغ عددها 11 مشروعاً. وقال "روا" إن "إيكوبترول" تدرس إحياء تراخيص النفط البرية التي صرف عنها النظر سابقاً المشغلون الآخرون بسبب عدة قضايا، بما في ذلك النزاعات مع المجتمعات المحلية، والتي يمكن أن تساعد في دعم الإنتاج الكلي للبلاد.

تراجع احتياطيات النفط والغاز يدفع كولومبيا نحو إعادة تحديد سياسة الطاقة

مزارع الرياح

بعد دخول "إيكوبترول" أسواق السندات مرتين هذا العام، موّلت الشركة نفقاتها الرأسمالية والتزاماتها قصيرة الأجل لعام 2023، بحسب آنا ميلينا إل أوشبيز، الرئيسة المالية للشركة.

حققت ديون "إيكوبترول" عائدات بما يقرب من 5%، أي أكثر من ضعف متوسط سندات الشركات في أميركا اللاتينية، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ".

قالت إن التحول إلى إنتاج المزيد من الغاز والطاقة المتجددة قد يفتح فرصاً لشركة "إنتركونيكسيون إلكتريكا" (Interconexion Electrica SA) التابعة لها لبيع ديون مستدامة في نهاية المطاف، إذ تمتلك الشركة بالفعل سندات خضراء مقومة بالبيزو.

تتطلع "إيكوبترول" إلى تسريع إنتاج الطاقة المتجددة، كجزء من استراتيجية تحول الطاقة. وتخطط لإضافة 900 ميغاواط بحلول عام 2025، بزيادة من 1300 ميغاواط التي تنتجها حالياً لاستهلاك الطاقة.

أشار "روا" إلى أن أحد الخيارات أمامها هو الاستحواذ على مزارع الرياح المخطط لها، والتي قررت "إينل" (Enel SPA) و"إي دي بي إنرجياس (EDP-Energias) البرتغالية عدم تنفيذها في كولومبيا.

أعلنت "إينل" في مايو الماضي أنها علقت بناء مشروع مرزعة الرياح "ويندبيشي" (Windpeshi) في مقاطعة لا غواخيرا، بسبب النزاعات مع المجتمعات المحلية، وأنها ستدرس بيعه.