شركات تصنيع الهواتف مغرمة بالهاتف القابل للطي.. عدا "أبل"

الشركات الرئيسية تسارع للحاق بركب "أبل" عبر استراتيجية جديدة محورها إنتاج هواتف قابلة للطي

time reading iconدقائق القراءة - 16
هاتف ذكي قابل للطي من طراز \"غالاكسي زد فليب 5\" (على اليسار) في إحدى فعاليات \"سامسونغ\" في سيؤول  - المصدر: بلومبرغ
هاتف ذكي قابل للطي من طراز "غالاكسي زد فليب 5" (على اليسار) في إحدى فعاليات "سامسونغ" في سيؤول - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على مدى سنوات، بدا طرح شركة "أبل" كل جيل من "أيفون" خطوة ثورية للأمام في عالم الهواتف الذكية، وقد شجع ذلك الأفواج من الناس على شراء النسخة الأحدث من الهاتف، كما دفع منافساتها لأن تغذّ السعي عسى أن تلحق بركبها. تلاشى الإلحاح الذي خلقته تلك الحالة مع تباطؤ وتيرة تقدم الهواتف الذكية، سواء بمعيار شكل كل جهاز جديد أو وظيفته. إذ لا يبدو "أيفون 15" الذي طرحته "أبل" في 12 سبتمبر شديد الاختلاف عن "أيفون 12" الذي سوقته في 2020.

اغتنام الفرصة

نتيجة لذلك، فإن كل شركات تصنيع الهواتف الرئيسية، باستثناء "أبل"، ترى فرصة لاقتناص جانب من الإثارة التي تكون عادةً من نصيب صاحبة صدارة تصميم الهواتف الذكية الفاخرة بلا منازع. استقرت تلك الشركات بنسبة كبيرة على استراتيجية واحدة، هي الهواتف القابلة للطي. قال بيلي تشانغ، رئيس المبيعات والخدمات الخارجية في شركة "أوبو" الصينية، وهي رابع أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم من حيث حجم الشحنات: "الهواتف القابلة للطي هي المستقبل".

الفكرة بسيطة: احصل على ضعف مساحة الشاشة في جهاز بحجم الهاتف الذكي العادي. في ضوء استخدام الهواتف في أحيان كثيرة كأجهزة حوسبة في الاستخدامات بشكل عام، قد يعني ذلك التغيير قدرة أفضل على أداء مهام متعددة في الوقت ذاته، وراحة أكبر في الكتابة، وتسهيل في القراءة. تُعد الهواتف القابلة للطي أيضاً وسيلة تستخدمها شركات تصنيع الهواتف لتمييز نفسها عن منافساتها، ولجذب المستهلكين لإنفاق مزيد من المال لقاء خصائص مميزة، وهو ما يمكن في نهاية المطاف أن يعني تحسّن هوامش الأرباح.

عصر التجديد

شركات تصنيع الهواتف في أمسّ الحاجة لأن تأتي بجديد، فقد تراجعت سوق الهواتف الذكية عالمياً 7.8% في الربع الثاني المنتهي في يونيو، وهو التراجع الفصلي الثامن على التوالي على أساس سنوي، وفقاً لشركة الأبحاث "آي دي سي" (IDC). لن تُغيّر الهواتف القابلة للطي ذلك الوضع قريباً، لكنها سوقها مهيأة للنمو بأكثر من 50% هذا العام. تشير تقديرات "آي دي سي" إلى أن هذا الطراز من الهواتف يمثل 1% فقط من حجم الشحنات على مستوى العالم.

استثمرت "سامسونغ إلكترونيكس"، أكبر شركات الهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات، في الهواتف القابلة للطي ما فاق حجم استثماراتها خلال عقد كامل. وقد ابتكرت مفاصل وشاشات وبطاريات لهذا الغرض. ترفع هذه التعقيدات التكاليف، إذ قال مسؤولون تنفيذيون في القطاع إنه يتوجب إعادة تصميم المفاصل تقريباً لكل طراز جديد، لأن سماكة الهواتف تتراجع.

رغم ذلك التحدي، فقد اتجهت "سامسونغ"، التي بدأت تبيع هواتف قابلة للطي في 2019، لتسعير بعض الطرازات بأقل من ألف دولار في 2021، في ما يمثل المرة الأولى التي يُتاح فيها هاتف متميز قابل للطي بأقل من ذلك السعر. ساعد هاتف "غالاكسي زد فليب"، الذي يُباع مقابل 999 دولاراً، الشركة على زيادة مبيعات الهواتف القابلة للطي، مع طرح كل جيل جديد منذ ذلك الحين. تتوقع الشركة أن تبيع الهاتف القابل للطي رقم 30 مليون خلال هذا العام.

تعزيز الولاء

وفقاً لـ"سامسونغ"، فإن من اقتنى هاتفه الثاني القابل للطي سَعِد به أكثر ممن يستخدمون هاتفاً قابل للطي للمرة الأولى، ما يشير إلى أن الاعتياد يساعد على تعزيز الولاء بين المستخدمين. تسعى الشركة لطرح هاتف قابل للطي أرخص سعراً، حسبما قال تي إم روه، زئيس وحدة أعمال الهواتف في الشركة، الذي أضاف: "نعتقد أن مزيداً من العملاء سيبدؤون باختيار الهواتف القابلة للطي لمواكبة أسلوب الحياة دائم التغير، وبذلك ستدخل أيضاً المزيد من الشركات السوق. لكي تكون هناك فئة إنتاج قوية، لا بد من وجود منافسة قوية".

تدور التكهنات عما إذا كانت "أبل" ستنضم للسباق، فقد قالت شركة "كاونتر بوينت" (Counterpoint Research) لأبحاث السوق إنها تتوقع حدوث ذلك في 2025 تقريباً.

حتى ذلك الحين، تملك الشركات الأخرى فرصة لحيازة جزء من السوق. طرحت شركة "هواوي تكنولوجيز" سبع نسخ خلال خمس سنوات، وهي العلامة التجارية الرائدة في قطاع الهواتف القابلة للطي في الصين خلال الربع الماضي، فقد باعت نصف مليون وحدة، وفقاً لبيانات من "آي دي سي". كان "ميت إكس 5" أحدثها، وهو يماثل "أيفون 14 برو ماكس" وزناً، ما يبيّن أن الهواتف القابلة للطي لا يجب أن تفوق التقليدية وزناً.

قال جورج جو، الرئيس التنفيذي لشركة "أونور ديفايس" (Honor Device) الصينية، وهي العلامة التجارية التي أطلقتها "هواوي" في 2020، إن شركته تنفق مليار يوان (137 مليون دولار) على البحث والتطوير لكل جيل من أجيال الهواتف القابلة للطي. قال تشاو إن هذا الاستثمار يساعد على جعل تنافسية الأجهزة أكثر جدية. قال تشاو: "قبل عامين، كان من شبه المستحيل خفض سماكة ووزن الهاتف القابل للطي ليوازي سماكة ووزن الهواتف العادية".

مخاوف المستهلكين

ما تزال الهواتف الذكية التقليدية تتمتع بأفضلية من حيث اشتمالها على وحدات كاميرات أكبر حجماً، كما أن لدى تلك الهواتف شاشات موحدة تماماً، أما الهواتف القابلة للطي فتحتوي كلها على جعدة بسيطة. يعبّر المستهلكون أيضاً عن مخاوفهم بشأن المتانة، كما أن عديداً من التطبيقات ليست مهيأة بشكل ملائم حتى الآن للتحول بين وضعَي الفتح والإغلاق.

تحول إيجي أراكي، وهو مسؤول تنفيذي في شركة تقنية يابانية، من هاتف ذكي تقليدي إلى هاتف "بيكسل فولد" من "غوغل" للمرة الأولى هذا الصيف، وقال إنه لن يستخدم هاتفاً تقليدياً بعد الآن. قال أراكي إن الجهاز الجديد يزن أكثر بقليل من هاتفه القديم، لكن اتضح أنه "عادي بشكل مفاجئ" حين يكون مطوياً، بالإضافة إلى أنها "تجربة اندماجية بشكل مدهش حين أستخدمُ الهاتف دون أن يكون مطوياً لقراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو".

كان بإمكان أراكي أن ينتظر نسخة أحدث من هاتف "بيكسل 7 برو" الذي كان يملكه، لكنه شعر أن الوقت قد حان لتجربة جديدة. قال: "إن كنت ترغب بتغيير في حياتك، فلِم قد تنفق ألف دولار أخرى لتحصل على الهاتف ذاته، حرفياً؟"

تصنيفات

قصص قد تهمك