روسيا تقلص صادرات النفط لوقف ارتفاع أسعار الوقود محلياً

حفارات في حقل نفطي قرب مدينة ألميتيفسك تتارستان. روسيا
حفارات في حقل نفطي قرب مدينة ألميتيفسك تتارستان. روسيا Andrey Rudakov/Bloomberg
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطِّط روسيا تخفيض صادراتها البترولية عبر البحر من موانئها الغربية لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر في فبراير مع توجيه الخام إلى المصافي المحلية للتعامل مع أسعار الوقود القياسية.

وتعتزم ثاني أكبر مصدِّر للبترول في العالم خفض شحناتها الخارجية من خام الأورال بحوالي 20% في فبراير، وفقاً لبرنامج تحميل اطَّلعت عليه "بلومبرغ".

وقال شخصان على دارية بالأمر، إنَّ النفط سيوجَّه إلى المصافي داخل روسيا لتعزيز إمدادات الأسواق المحلية، فقد ارتفعت أسعار الوقود لأعلى مستوى بالروبل منذ 2008 على الأقل.

ارتفاع الأسعار يضغط على بوتين

وتزيد التكلفة المرتفعة للغازولين وغيرها من السلع الأساسية الضغوط السياسية على الرئيس فلاديمير بوتين، ويواجه دعمه الشعبي، الذي تراجع لأدنى مستوى على الإطلاق العام الماضي وسط وباء فيروس كورونا، تحدياتٍ جديدةً من الاحتجاجات الشعبية بعد سجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني.

وتدخل الكرملين في وقت سابق من الشهر الجاري، في سوق القمح -الذي تعدُّ روسيا أكبر مصدر له- في محاولة للحدِّ من أسعار الغذاء المرتفعة، وتسبَّبت هذه الخطوة في بث الاضطرابات في السوق العالمية لتداول الحبوب.

وتدعم خطوة روسيا في سوق البترول، إلى جانب خفض المعروض من قبل السعودية والعراق الشهر المقبل، أسعار الخام العالمية، وتخفف من تأثير ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا وغيرها.

وستشحن روسيا في فبراير، حوالي 1.13 مليون برميل يومياً من خام الأورال من ميناءين على بحر البلطيق، إلى جانب ميناء ثالث على البحر الأسود، وفقاً لبرامج التحميل التي اطَّلعت عليها "بلومبرغ"، مقارنة مع 1.38 مليون برميل يومياً في يناير.

وحتى الآن، من غير الواضح حجم شحنات روسيا إلى أوروبا عبر نظام خطوط الأنابيب العملاق "دروغبا" الشهر المقبل، وقد قال شخص مطَّلع على الأمر، إنَّ التراجع في الإمدادات البحرية لا يعود إلى توجيه الصادرات إلى خط الأنابيب.

ولم تستجب وزارة الطاقة الروسية لطلب التعليق على أسباب التراجع المخطط له في الصادرات، وقالت الأسبوع الماضي، إنَّ شركات البترول ينبغي أن تعزِّز الطاقة التكريرية في مصافيها، ومخزونات الجازولين استعداداً للطلب الموسمي العالي في الربيع.

وتساهم "روسنفت" الحكومية، أكبر مصدِّر للبترول في روسيا، بـ900 ألف طن فقط من 4.3 مليون طن من الشحنات المقررة للتحميل في فبراير، وفقاً لبرامج التحميل، ويعدُّ ذلك تراجعاً من مستوى يناير عند 1.7 مليون طن، وتعدُّ روسنفت أكبر شركة لتكرير البترول في روسيا.

وكان العالم يتوقَّع المزيد من الخام من روسيا، وارتفعت حصة إنتاج الدولة بموجب الاتفاق مع منظمة الدول المصدِّرة للبترول "أوبك" بمقدار 125 ألف برميل يومياً في يناير، وبمقدار 65 ألف برميل إضافيين في فبراير ومارس.

وساعد خفض الصادرات على دعم سعر الأورال نسبة لبرنت، الخام القياسي العالمي، وتمَّ تداوله بسعر قريب من برنت في الأيام القليلة الماضية بعد أن انخفض بفارق 1.70 دولاراً للبرميل قبل الكريسماس مباشرة.

وارتفع متوسط سعر تجزئة الغازولين في روسيا بنسبة 0.6% الشهر الجاري حتى 18 يناير، وفقاً لبيانات مكتب خدمات الإحصاءات الفيدرالي، التي جمعتها "بلومبرغ"، ووصل إلى 46.22 روبلاً للتر الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى بالعملة المحلية منذ 2008 على الأقل.