ماذا بعد تنامي قوة البحرية الأميركية قبالة ساحل إسرائيل؟

تواجد القوات يثير أسئلة حول القدرات الحربية المتاحة وكيف يمكن استخدامها في الحرب على غزة

أكبر سفينة حربية في العالم، "يو إس إس جيرالد آر. فورد"، وصلت بالفعل قبالة ساحل إسرائيل
أكبر سفينة حربية في العالم، "يو إس إس جيرالد آر. فورد"، وصلت بالفعل قبالة ساحل إسرائيل SOPA Images/Light Rocket
James Stavridis
James Stavridis

James Stavridis is a Bloomberg Opinion columnist. He is a retired U.S. Navy admiral and former supreme allied commander of NATO, and dean emeritus of the Fletcher School of Law and Diplomacy at Tufts University. He is also chair of the board of the Rockefeller Foundation and vice chairman of Global Affairs at the Carlyle Group. His latest book is "2034: A Novel of the Next World War."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد أيام من وصول أسطول حربي أميركي قبالة ساحل إسرائيل، انطلقت ثلاث سفن حربية أخرى وفرقة من قوات مشاة البحرية بشكل عاجل نحو الوجهة ذاتها من الكويت الخميس الماضي، وقد تصل إلى هناك بحلول منتصف الأسبوع المقبل.

نظراً لوجود تركيز هائل بالفعل لقوة النيران في المنطقة يتمركز حول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد" (USS Gerald R. Ford)، التي تعمل بالطاقة النووية، تثير القوات الإضافية أسئلة حول القدرات الحربية التي ستكون متاحة وكيف يمكن استخدامها في الحرب في غزة.

السبب الرئيسي للتفكير في الدفع بهذه السفن سريعاً إلى موقع الأزمة هو تواجد عدد كبير من المواطنين الأميركيين في منطقة حرب. هناك نحو 200 ألف أميركي، أغلبهم مزدوجي الجنسية، في إسرائيل. إلى جانب احتمال الوقوع في مرمى النيران بين إسرائيل وحماس في الجنوب، هناك خطر حقيقي في حدوث صراع أوسع نطاقاً إذا قرر حزب الله الانضمام إلى القتال من جهة الشمال، بعد أن يحصل على الضوء الأخضر المرجّح من إيران.

ستحتاج الإدارة إلى ما هو أكثر من القوة القتالية المباشرة للمجموعة الهجومية الخاصة بحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد". قد يفسر ذلك سبب إصدار أوامر للسفن الحربية وقوات مشاة البحرية بقطع أحد تدريباتهم التي كان مقرراً استمرارها حتى 22 أكتوبر، وذلك بسبب ما أسماه البنتاغون "الأحداث المستجدة".

أسطول حربي

تُعد "يو إس إس باتان" (USS Bataan)، البالغ وزنها 40 ألف طن وطولها نحو 245 متراً، نسخة أصغر حجماً من حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية. تتمتع الحاملة ذات الدفع التقليدي بجناح جوي قوي يضم عادةً ست طائرات مقاتلة من طراز "إف-35" (F-35) قادرة على الإقلاع رأسياً، إلى جانب 12 من طائرات الدعم والهجوم ذات المحرك المائل من طراز "إم في-22 أوسبريز" (MV-22 Ospreys) لنقل قوات مشاة البحرية إلى البر سريعاً في حال حدوث أزمة.

3 سيناريوهات للحرب بين إسرائيل وحماس وعلاقتها باقتصاد العالم

تضم السفينة أيضاً أنظمة دفاع صاروخي ذات قدرات عالية ورادارات المراقبة وفريقاً يتكون من أكثر من 1200 بحار. توجد على ظهر الحاملة منشأة متكاملة للأغراض الطبية وإجراء العمليات الجراحية، إلى جانب مساحة لنقل قرابة ألفين من مشاة البحرية.

لقد توليت قيادة هذه السفن باعتباري قائداً في حلف شمال الأطلسي وقبل ذلك حين كنت في القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، حيث استخدمنا تلك السفن لأغراض الدبلوماسية الطبية في أنحاء أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لكن هدفها الحقيقي هو تقديم الدعم لقوات مشاة البحرية أثناء القتال.

أما "يو إس إس كارتر هول" (Carter Hall)، التي تُعد أيضاً جزءاً من المجموعة البرمائية، فهي حاملة طائرات أصغر حجماً إلى حد ما، إذ يبلغ وزنها 16 ألف طن وطولها 183 متراً، لكنها تحمل مركبات هجومية برمائية وزوارق إنزال ذات قدرات عالية. تُعتبر السفينة الثالثة في تلك المجموعة، وهي "يو إس إس ميسا فيردي" (USS Mesa Verde)، نسخة أحدث وأكبر من حاملة "كارتر هول"، إذ يبلغ حجمها تقريباً 25 ألف طن.

القدرة الهجومية الحقيقية

إلى جانب الطائرات الهجومية على متن السفن، فإن القدرة الهجومية الحقيقية للقوة هي الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون، التي تضم أكثر من ألفين من مشاة البحرية. تجهزت الوحدة الاستكشافية البحرية من أجل العمليات الخاصة، بما في ذلك عنصر مهم من مشغلي الوحدات الخاصة في مشاة البحرية التي تحظى بتقدير كبير، ويشبه تدريبهم ذلك الذي تحصل عليه قوات العمليات الخاصة في البحرية الأميركية أو قوات مشاة الجيش الأميركي الخاصة.

الدول الغربية ترسل طائرات لإجلاء مواطنيها من إسرائيل

تضم الوحدة الاستكشافية البحرية إجمالاً أكثر من ألفين من مشاة البحرية المدربين على القتال، ويجري تقسيمهم إلى كتيبة من المشاة، وجناح جوي لنقلها، وفئة تقدم الدعم اللوجيستي المدمج، الذي ينطوي على كل شيء بدءاً من أنظمة تنقية المياه وحتى الشاحنات التكتيكية الكبيرة وعربات "هامفي" السريعة.

في ضوء تواجد نحو ألفين من مشاة البحرية على مقربة في البحر، ستشمل خيارات الرئيس تأمين المطارات لعمليات إجلاء الأميركيين بالطائرات العسكرية والتجارية الخاصة، وحماية نقاط التمركز لنقل المواطنين الذين يستعدون للإجلاء، وتأمين القواعد الساحلية إذا تعذر الإجلاء الجوي لخطورته، وتوفير دعم طبي للحالات الطارئة.

عمليات خاصة

الأهم من ذلك كله هو أن عناصر العمليات الخاصة للوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين قد تكون جزءاً من عمليات البحث عن الرهائن الأميركيين وتحديد أماكنهم وإنقاذهم. بالطبع سيجري تنفيذ ذلك بالتنسيق الكامل مع القوات الخاصة الإسرائيلية، مع إدراك أن مثل تلك العمليات بطبيعتها خطرة وتكون نتائجها مأساوية للرهائن الأبرياء في أحيان كثيرة.

ستشمل تلك العمليات على الأرجح قوات أميركية خاصة من الدرجة الأولى، ونخبة من قوات العمليات الخاصة في البحرية الأميركية، وقوات مشاة الجيش الأميركي الخاصة التي تعمل على المستوى الدولي انطلاقاً من فورت ليبرتي في ولاية كارولينا الشمالية.

يبدو ذلك كله وكأنه ذروة أحداث رواية من تأليف توم كلانسي، وسيكون كل ذلك مثيراً للجدل من حيث إمكانية وجود قوات أميركية فعلية على الأرض ومقاتلات وطائرات هليكوبتر في سماء غزة.

لكن أهم التزام للرئيس هو حماية الحيوات الأميركية، وإذا تصاعدت الأحداث وصولاً إلى مستوى أعلى من العنف في إسرائيل، فإن وجود قوات مشاة البحرية الأميركية يوفر للإدارة حلولاً أكثر وأفضل. فلترسلوا مشاة البحرية.

إعلام الخوارزميات

تخلى ماسك عن أغلب موظفي الثقة والسلامة في "إكس"، لكن منذ أن بدأت الحرب في إسرائيل، حاولت الشركة أن تشير إلى أنها ما تزال جادة بشأن هذه الأمور. في 9 أكتوبر، انسحبت رئيسة المنصة التنفيذية ليندا ياكارينو من فعالية في مؤتمر "تك لايف" (Tech Live) الذي نظمته صحيفة "وول ستريت جورنال". قالت الشركة في بيان: "في ضوء تكشّف الأزمة العالمية، لابد أن تركز ليندا وفريقها بالكامل على سلامة منصة (إكس)".

الذريعة الأخلاقية للكفّ عن التفاعل مع موقع X لإيلون ماسك

في اليوم ذاته، أعلنت الشركة أيضاً أنها رغم اتخاذها خطوات فيما يخص "الآلاف" من المنشورات المتعلقة بإسرائيل وحماس-البالغ عددها 50 مليوناً-منذ الهجمات، أشارت إلى أن هؤلاء الذين لا يودون رؤية "محتوى حساس" عليهم تغيير إعدادات المحتوى لديهم.

لم ترد "إكس" على طلب للتعليق. ولم تصدر "ميتا" بياناً لكنها أشارت إلى أن لديها مشرفين على المنصة يرصدون المحتوى المخالف ويتقنون العبرية والعربية.

أوضح كرايس: "لقد تحولنا من التواصل الاجتماعي إلى إعلام الخوارزميات... الأمر لا يرتبط بما يقوله الناس بقدر ارتباطه بالترفيه، فهو منفصل تماماً عن ما يحدث الآن". شهد كرايس بنفسه مثالاً على عدم جدوى وسائل التواصل الاجتماعي خلال أزمة في الآونة الأخيرة، حين أْغلقت الجامعة التي يعمل فيها مدرساً لساعات بسبب وجود مسلح طليق.

في الماضي حين كان يقع ما يشبه ذلك، كان كثير من الناس سيبقون على إطلاع على ما يحدث عبر تفقد منصات التواصل الاجتماعي. أما الآن، فيعتمد الطلاب على الرسائل الجماعية أو الفردية، وفقاً لكرايس، الذي قال: "إذا لم تعرف من تتابع لتحصل على أحدث الأخبار، فلن تعرف كيف تحصل عليها."

تكشف اللحظة عن التوتر بين الطريقة التي تأمل شبكات التواصل الاجتماعي أن يستخدم بها الناس خدماتها والواقع الفعلي، وفقاً لهارباث، المسؤولة التنفيذية سابقاً في "فيسبوك". مطالبة المستخدمين بتغيير اعتمادهم على شبكات التواصل الاجتماعي ستحتاج لبعض الوقت وقد لا تنجح إطلاقاً. قالت: "بقدر ما ستحاول المنصات الاتجاه بعيداً عن السياسة والأخبار، فهي ليس بوسعها الاختباء. في أوقات كهذه، سيظل الناس يرغبون بالوصول إلى الأخبار والمعلومات وسينشرون عنها."