تعطل محادثات الصلب قبل قمة أميركية أوروبية يهدد بعودة القيود الجمركية

عودة التعريفة الجمركية حال عدم التوصل إلى اتفاق بنهاية العام وصادرات الصلب المطلي من الاتحاد إلى أميركا بلغت 4 ملايين طن

عامل يتفقد الصلب المنصهر بمصنع صلب في بورتاج، إنديانا
عامل يتفقد الصلب المنصهر بمصنع صلب في بورتاج، إنديانا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تستطع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول الصلب والألمنيوم قبيل قمة يرتقب انعقادها اليوم الجمعة، ويستعد الطرفان لمواصلة التفاوض حتى الموعد النهائي الذي يحل في نهاية العام، حيث سيُعاد فرض الرسوم الجمركية على شحنات تجارية عبر المحيط الأطلسي تبلغ قيمتها مليارات الدولار، في ظل عدم وجود اتفاق.

جمود المحادثات سيمنع الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، من إعلان التوصل إلى اتفاق بخصوص ما تسمي "الاتفاقية العالمية لاستدامة الصلب والألمنيوم" (Global Arrangement on Sustainable Steel and Aluminum)، على النحو المرجو في الاجتماع المنعقد في واشنطن، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.

تهدف المحادثات إلى تسوية نزاع بدأ بفرض دونالد ترمب، الرئيس الأميركي حينها، رسوماً جمركية على واردات المعادن القادمة من أوروبا، متذرعاً بمخاطر على الأمن القومي، ورد الاتحاد الأوروبي على ذلك بتدابير انتقامية.

سيترتب على الإخفاق في التوصل إلى اتفاق عودة تطبيق رسوم جمركية تبلغ 10 مليارات دولار على الصادرات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل تلقائي في بداية 2024.

نجاح ملموس دون اتفاق

بحسب مسودة البيان المشترك للقمة، الذي اطلعت عليه "بلومبرغ"، قال الطرفان إنهما "حققا نجاحاً ملموساً في تحديد مصادر الطاقة الإنتاجية الزائدة التي لا تلتزم بآليات السوق. واستوعبا أدوات معالجة الانبعاثات الكثيفة الناجمة عن قطاعي الصلب والألمنيوم بشكل أفضل"، وأضافا أنهما سيواصلان مناقشة تلك الأهداف خلال الشهرين المقبلين.

الاتحاد الأوروبي يسعى للتوافق مع أميركا لتجنب عودة جمارك الصلب

انتهى اجتماع انعقد الخميس بين الممثلة التجارية للولايات المتحدة، كاثرين تاي، وكبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، دون اتفاق، وفقاً للمطلعين على الأمر الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المحادثات.

وأخفق الاتحاد وأميركا أيضاً في إبرام اتفاقية بخصوص المعادن الحرجة، ستتيح لشركات الاتحاد الاستفادة من الدعم الأخضر الذي أقره بايدن. ونصت مسودة البيان أن الطرفين "أحرزا تقدماً" في المحادثات، وسيواصلان تلك المفاوضات في الأسابيع المقبلة.

هدفان رئيسيان لاتفاقية الصلب والألمنيوم

ارتفعت أسهم شركات الصلب الأميركية بعد ساعات التداول يوم الخميس. وفي أوروبا، خلال الساعات الأولى من يوم الجمعة، انخفضت أسهم شركة "أرسيلور ميتال"، أكبر مُصنع للصلب في العالم خارج الصين ومقرها في لوكسمبورغ، بنحو 3.2%. كان مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الفرعي للموارد الأساسية الأسوأ أداءً في أوروبا يوم الجمعة، فيما يتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في 4 أشهر تقريباً.

الاتحاد الأوروبي يتصدي للصين بتعزيز حماية طاقة الرياح

هناك هدفان رئيسيان لاتفاقية الصلب والألمنيوم، التصدي لفائض الإنتاج في الاقتصادات التي لا تلتزم بآليات السوق، والتعامل مع انبعاثات الكربون الناجمة عن إنتاج المعادن الملوِّثة. أحرز المفاوضون تقدماً في القضية الأولى؛ فبخصوص الطاقة الإنتاجية الزائدة، فإن الاتحاد الأوروبي منفتح على فتح تحقيقات في الأشهر المقبلة قد تفضي إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الممارسات غير السوقية لاقتصادات مثل الصين، فيما قد تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية خاصة بها، وفقاً لما كشفته "بلومبرغ" سابقاً.

كانت واشنطن قد فرضت تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب منذ 2018، وطبق الاتحاد رسوماً جمركية بالمعدل نفسه على مجموعة من واردات الصلب بموجب تدابير الحماية التي اتخذها. وسيعد معدل التعريفة الجمركية هذا نقطة مرجعية. سيطبق الاتحاد الجزء الخاص به من الاتفاقات الموجهة إلى الصلب المُلوِّث عبر آلية ضبط حدود الكربون، فيما قد تفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية إضافية وتتخذ تدابير أخرى.

نزاع بسبب المادة 232 من قانون توسع التجارة الأميركي

غير أن المفاوضين لم يتمكنوا من تجاوز الخلافات المتعلقة بما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل تعليق الرسوم الجمركية أم ستضع مساراً واضحاً لإلغائها مع نظام الحصص الجمركية الذي حل محلها مؤقتاً، وفقاً للمطلعين على الأمر. وفيما يضغط الاتحاد الأوروبي للتخلي عن تلك الإجراءات، ترغب أميركا في الاحتفاظ بخيار استخدامها مستقبلاً لضمان تنفيذ التكتل أي اتفاق بالشكل المناسب.

الصين تشدد قيود تصدير الغرافيت المستخدم في تصنيع البطاريات

هناك مسائل عالقة أخرى، منها توافق هذه الإجراءات مع قوانين التجارة الدولية، لا سيما وسط مخاوف من أن يبدو الأمر تحالفاً بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن ضد الصين، إلى جانب نطاق الاتفاقات، والأسواق الأخرى التي قد تتأثر بها بخلاف الصين، وفقاً للمطلعين على الأمر.

الهدنة التجارية التي توصل إليها الطرفان في 2021 وينتهي أجلها في 31 ديسمبر المقبل، تضع حداً أدنى للحصص الجمركية لواردات الولايات المتحدة عند 3.3 مليون طن متري من الصلب و384 ألف طن من الألمنيوم أُنتجت في الاتحاد الأوروبي. في العام الماضي، بلغ إجمالي صادرات الاتحاد السنوية من منتجات الصلب المطلي إلى أميركا 3.97 مليون طن، ومنتجات الألمنيوم المطلي 285 ألف طن. ما يعني أن 670 ألف طن من صادرات الاتحاد من الصلب خضعت لتعريفة جمركية بمعدل 25%، ولم تخضع أي من صادرات الاتحاد من الألمنيوم إلى التعريفة المفروضة بمعدل 10%.

في نهاية المطاف، من المخطط صياغة اتفاقية الصلب والألمنيوم بوصفها اتفاقية دولية يمكن للدول ذات الفكر المشابه الانضمام لها.