أرباح "سامسونغ" تفوق التوقعات وسط تعافٍ مرتقب لمبيعات الرقائق

دخل أكبر شركة لتصنيع رقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم تجاوز ضعف تقديرات المحللين

رقائق الذاكرة ذات معدل نقل البيانات المضاعف التابعة لشركة "سامسونغ إلكترونيكس"
رقائق الذاكرة ذات معدل نقل البيانات المضاعف التابعة لشركة "سامسونغ إلكترونيكس" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" توقعات الأرباح خلال الربع الثالث من العام الجاري، متوقعة أن تتعافى سوق أشباه الموصلات العام المقبل.

أوضحت أكبر شركة لتصنيع رقائق الذاكرة والهواتف الذكية على مستوى العالم اليوم، أن صافي الدخل تراجع 40% إلى 5.5 تريليون وون (4.1 مليار دولار) في الربع المنتهي سبتمبر الماضي، بالمقارنة مع تقديرات محللين بلغت 2.52 تريليون وون، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". يعد هذا تحسناً مقارنة بالتراجع 86% الربع السابق.

لكن "سامسونغ" استفادت من مكاسب إعفاء من ضريبة الدخل لمرة واحدة بقيمة 1.9 تريليون وون، ما يمثل جزءاً كبيراً من قيمة الأرباح. صعدت أسهم "سامسونغ" 1.5% في التعاملات المبكرة اليوم، ثم هبطت بصورة طفيفة.

تراجع خسائرالرقائق

سجّل قسم الرقائق الحيوي في "سامسونغ" خسارة تشغيلية قدرها 3.75 تريليون وون، بالمقارنة مع خسائر 4.4 تريليون وون الربع السابق. توقع 3 محللين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم تحقيق خسارة تتراوح ما بين 3.6 تريليون وون و 3.8 تريليون وون.

شهدت أعمال شاشة الهاتف المحمول للشركة أيضاً زيادة هائلة بالأرباح مع إصدارات الطرز الرئيسية من العملاء الرئيسيين، ربما تتضمن "أيفون 15" من تصنيع شركة "أبل".

أوضح جايجون كيم، نائب الرئيس التنفيذي في قسم رقائق الذاكرة، خلال مؤتمر عبر الهاتف اليوم: "نتوقع تسارع وتيرة التعافي في سوق رقائق الذاكرة".

"سامسونغ" تخطط لإنشاء مصنع رقائق في اليابان بـ221 مليون دولار

تضررت سوق رقائق الذاكرة الذي تبلغ تكلفته 160 مليار دولار من الانكماش في الطلب على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، وهي أهم المنتجات التي تتضمن أشباه الموصلات من "سامسونغ" ومنافستها "إس كيه هاينكس".

هبطت أسعار رقائق الذاكرة، وتراجعت غالبية شركات تصنيع الرقائق عن الاستثمارات في سعة إنتاجية جديدة. كان المستثمرون بحاجة ماسة إلى ظهور بوادر تعافٍ.

تراجع الأداء

عندما أعلنت "سامسونغ" عن نتائج أولية بوقت سابق الشهر الحالي، انخفضت إيراداتها 13% خلال الربع الثالث وهبط الدخل التشغيلي 78%، لكن تراجع الأرباح كان أكثر تواضعاً مقارنة بالربع السابق وصعدت أسهمها. توقعت بعد ذلك شركة "إنتل" استعادة نمو المبيعات خلال الربع الأخير من العام الحالي، ويعزى ذلك جزئياً لتحسن في الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصي وارتفاع أسهمها بأكبر قدر خلال 3 أعوام تقريباً.

توقعت شركة "سامسونغ" أن تزداد أسعار رقائق الذاكرة خلال الربع الأخير مقارنة مع الربع الحالي. أشارت إلى أن الطلب الإجمالي على مكونات من هذا النوع سيرتفع في ظل تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

"سامسونغ" متفائلة بنهاية 2023 رغم خسائر قياسية في قسم الرقائق

أوضحت الشركة أنها ستخصص 53.7 تريليون وون تقريباً للإنفاق الرأسمالي الإجمالي السنة الحالية، بالمقارنة مع 53.1 تريليون وون السنة الماضية. سيخصص 47.5 تريليون وون تقريباً من ذلك للنفقات الرأسمالية لأشباه الموصلات، بتراجع طفيف عن 47.9 تريليون وون خلال 2022.

الذكاء الاصطناعي

أشار مسؤولون تنفيذيون في "سامسونغ" إلى أنهم سيواصلون الاستثمار في رقائق الذاكرة عالية الكثافة. ستركز الشركة على توسيع الإنتاج الضخم لذاكرة النطاق الترددي العالي (HBM)، التي تعمل بالإضافة لأجهزة الذكاء الاصطناعي على غرار مسرعات الرسومات الخاصة بـ"إنفيديا"، والتي تسرع معالجة البيانات للمهام المكثفة مثل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

"إنفيديا" ليست الرابحة الوحيدة من الطلب على الذكاء الاصطناعي

ذكر رئيس علاقات المستثمرين بن سوه: "نعتزم تلبية الطلب على منتجات عالية الأداء وعالية النطاق الترددي عن طريق تعزيز حصتنا من رقائق الذاكرة للنطاق عالي التردد من الفئة الثالثة (HBM3)".

تسعى "سامسونغ" للتموضع بطريقة تسمح لها بالاستفادة مما تتوقع أن يكون ازدهاراً للإنفاق التكنولوجي المرتبط بالذكاء الاصطناعي، بفضل حماس المستثمرين والمستهلكين إزاء ظهور تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي" الخريف الماضي.

تجد الشركة العملاقة الكورية الجنوبية نفسها في مكان لم تعتد عليه، حيث تحاول اللحاق بـ"إس كيه هاينكس"، التي تعد حالياً المورد الوحيد للجيل التالي من رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) لـ"إنفيديا". بينت "سامسونغ" أنها تعتزم مضاعفة قدرتها على صنع رقائق ذاكرة ذات النطاق الترددي العالي، حيث تملك القدرة اللازمة على تسريع عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي مع حلول 2024.

منافسة "إنفيديا"

في أثناء مؤتمر الأرباح عبر الهاتف، كشف مسؤولون تنفيذيون في "سامسونغ" أنه نظراً للأهمية المتنامية لرقائق الذاكرة ذات التردد العالي لدعم تدريب الذكاء الاصطناعي، فمن المنطقي أن "إنفيديا" لا ترغب بالاعتماد بدرجة كبيرة على مورد واحد. ستبقي المنافسة من خصم على غرار "سامسونغ" أسعار رقائق الذاكرة عالية التردد ونفوذ "إس كيه هاينكس" التفاوضي قيد المراقبة.

جاء تقرير اليوم عن أرباح "سامسونغ" الفصلية الكاملة في أعقاب أسابيع من منح الولايات المتحدة الأميركية الشركة و"إس كيه هاينكس" استثناءً للحصول على المعدات التي يحتاجونها للحفاظ على عمليات تصنيع الرقائق وتوسيعها في الصين. أزاح ذلك حالة عدم اليقين المحيطة برائدي نشاط رقائق الذاكرة، ما سمح لهما بالعمل وسط أكبر ساحة للرقائق حول العالم على المدى البعيد.