أعداد السياح في مصر تتراجع 5% في أكتوبر عن مستهدفاتها

وزير السياحة لـ "الشرق": تأثير التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة "محدود"

منظر عام لمنتجع سياحي في مدينة شرم الشيخ المصرية
منظر عام لمنتجع سياحي في مدينة شرم الشيخ المصرية المصدر: رويترز
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجع عدد السياح في مصر بنحو 5% عن المستهدف خلال أكتوبر، وهو أول شهر من التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن الأعداد لا تزال تسجل مستويات قياسية على أساس سنوي.

وزير السياحة المصري أحمد عيسى قال في تصريحات لـ"الشرق" على هامش معرض السياحة والسفر المقام في لندن، إن التصعيد لم يترك أثراً ضخماً على أعداد السياح، إذ ارتفعت بنحو 8% خلال أكتوبر على أساس سنوي، كما زاد عدد الليالي السياحية بنحو 9.5% خلال فترة المقارنة ذاتها، منبهاً إلى ارتفاع معدلات الإشغال والأسعار في الفنادق خصوصاً في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

ولكن الوزير أشار إلى أن التوقعات لهذا الشهر كانت أكثر من 1.4 مليون سائح، في حين وصل 1.33 مليون سائح إلى مصر خلال الشهر، وهو ما يعني انخفاضاً بنسبة 5%، مشدداً على وجود أثر للتصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكنه "محدود".

مستويات قياسية

حققت مصر خلال كل شهر من مارس وحتى سبتمبر، أرقاماً قياسية في عدد السياح وفقاً للوزير، الذي أشار إلى أن مصادر وصول السياح توزعت على أكثر من 80 دولة. كما نبّه إلى أن متوسط عدد الليالي السياحية وصل إلى نحو 9 ليالي، في حين تقدر وزارة التخطيط أن متوسط الإنفاق يصل إلى 90 دولاراً لليلة الواحدة.

وبلغ عدد السياح خلال الشهور التسعة الأولى من العام نحو 11 مليوناً، بارتفاع بنحو 20% بحسب تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عمرو القاضي لـ"الشرق".

تأثيرات التصعيد العسكري

يعتبر قطاع السياحة مهماً جداً بالنسبة لمصر التي تعاني من أزمة شح العملات الأجنبية، ويسهم بنحو 15% في الناتج الاقتصادي. ومع بدء التصعيد العسكري على القطاع الذي يرتبط بمصر من خلال معبر "رفح"، تزايد الحديث عن التأثير على اقتصاد مصر.

في هذا السياق، أفاد رئيس مجموعة "ترافكو" العالمية للسياحة حامد الشيتي في حديث سابق مع "الشرق"، إلى أن نسبة الإلغاءات التي تلقتها المجموعة وصلت إلى 50% من إجمالي الحجوزات لديها للأشهر المتبقية من العام.

أضاف رئيس المجموعة التي تستأثر بحصة سوقية تبلغ 20% من التدفقات السياحية الوافدة، أن "الأسواق التي تلقينا منها أكبر نسبة إلغاءات هي ألمانيا، وإنجلترا، وبلجيكا، والسويد"، لافتاً أيضاً إلى أن "حجوزات العام الجديد تشهد تباطؤاً شديداً".

من جهته، رجح تقرير عن "إس أند بي غلوبال" أن يكون الضرر الاقتصادي الأكبر للتصعيد، على قطاع السياحة في كل من مصر ولبنان والأردن. وقدر التقرير أن تصل الخسائر ما بين 10 إلى 70% من إجمالي عائدات السياحة المسجلة العام الماضي، ويمكن أن تصل إلى 16.1 مليار دولار في الدول الثلاث، وذلك وفقاً لسيناريوهات تفاقم الصراع واتساع رقعته وامتداد فترته الزمنية.

نسب إلغاء طفيفة

وزير السياحة أشار في تصريحاته لـ"الشرق"، إلى أنه خلال الفترة المقبلة، ستشهد مصر زيادة في عدد الشركات التي تسيّر رحلات مباشرة إلى عدة مدن في مصر.

من جهته، اعتبر القاضي أن "نسب الإلغاءات السياحية طفيفة للغاية خلال شهر أكتوبر الماضي، مضيفاً أن مصر شهدت خلال الفترة الماضية طلباً قوياً على قضاء العطلات في مصر، خاصة بمناطق البحر الأحمر وبالأقصر وأسوان، و"ما زالت توقعاتنا كما هي لأعداد السائحين خلال العام عند 15 مليون سائح بنهاية 2023".

تتوقع البلاد زيادة أعداد السائحين العام المقبل إلى 18 مليوناً. وتستهدف زيادة إيرادات القطاع السياحي من المتوسط المقدّر حالياً بنحو 12 مليار دولار سنوياً، إلى 30 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.