كيف ستؤثر ميزانية الهند الجديدة على الزراعة والسيارات والبنوك؟

صورة من أمام بورصة بومباي في الهند
صورة من أمام بورصة بومباي في الهند المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المقرَّر أن تكشف الهند عن ميزانيتها السنوية في الأول من شهر فبراير المقبل، مع توقُّعات بأنَّ الحكومة ستعزز الإنفاق لإعادة تحفيز الاقتصاد الذي يُتوقَّع أن ينكمش لأدنى مستوى هذا العام منذ سنة 1952. وفي هذه التقرير نقدِّم دليلاً لتلك الأسهم التي قد تتأثَّر بشدَّة بخطة الإنفاق.

يعتقد المحللون أنَّ التخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق الرأسمالي، وزيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية التي تميل إلى دعم أصحاب الدَّخل المنخفض، هي المفتاح لإطلاق العنان للطلبِ على السلع والخدمات.

وتعدُّ التوقُّعات عالية، وفقاً للمحللين في شركة "سيتي غروب إنك"، بما في ذلك "سيرندرا غويل"، فقد امتنعت الحكومة حتى الآن عن تنفيذ أيِّ إجراءات تحفيزية كبيرة لتعزيز النمو بعد فترة تفشي مرض كوفيد.

كما كتب "سونال فارما"، الخبير الاقتصادي في مؤسسة "نومورا هولدغجز إنك"، في مذكرة بحثية أنَّه قد يرتفع الإنفاق بنسبة 9.5 %، مقارنة بارتفاع 6.6 % العام الماضي.

إلى توقُّعات المحللين:

الاقتصاد الريفي

كانت المناطق الريفية في الهند، حيث يعيش معظم سكان البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، نقطةً مضيئةً نسبياً خلال فترة تفشي الوباء، إذ سجَّلت نمواً حتى مع تقلُّص بقية مناطق ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.

ويعني زيادة الإنفاق لدعم الدخل، بما في ذلك توسيع برنامج الوظائف الحالي، تعزيز الطلب في المناطق الريفية، بحسب ما قاله "فيناي خطار"، رئيس وحدة الأبحاث في شركة "إيدلويس سيكيوريتيس ليمتد " (Edelweiss Securities Ltd) في مدينة مومباي.

وسيشمل المستفيدون منتجي الأسمدة، بما في ذلك شركة " يو بي إل ليمتد" (UPL Ltd)، وصانعي المعدات الزراعية، مثل شركة "ماهيندرا آند ماهيندرا ليمتد" (Mahindra & Mahindra Ltd)، ومنتجي السلع الاستهلاكية بما في ذلك شركة "هيندوستان يونليفر ليمتد" (Hindustan Unilever Ltd)، وشركة "غودريج كونسيومر بروداكتس ليمتد" (Godrej Consumer Products Ltd).

قطاع السيارات

يتوقَّع المحللون أن يتمَّ الكشف عن سياسة جرى مناقشتها منذ فترة طويلة تحظر السيارات المتقادمة، مع الإعلان عن الميزانية.

ومن شأن ذلك أن يُعزِّز الطلب على صناعة كانت مدعومة بالفعل بالارتفاع الأخير في المبيعات.

ويَتوقَّع صانعو السيارات أيضاً رؤية المزيد من التفاصيل حول برنامج حكومي بقيمة 20 مليار دولار لجذب الشركات المُصنِّعة، وفقاً للمحللين في شركة "جيفريس إنديا بي في تي" (Jefferies India Pvt) بقيادة "ماهيش ناندوركار".

ومن بين المستفيدين المحتملين: شركة "تاتا موتورز ليمتد" (Tata Motors Ltd)، وشركة "أشوك ليلاند ليمتد" (Ashok Leyland Ltd).

قطاع البنوك

نَجت الميزانيات العمومية للبنوك الهندية من التعرض لأضرار جسيمة جراء الجائحة، بفضل قرار وقف سداد القروض الذي انتهى في أغسطس 2020. ومع انتهاء ذلك، يتوقَّع البنك المركزي أن ترتفع القروض المعدومة إلى 13.5% من إجمالي الإقراض مع حلول 30 سبتمبر المقبل بدلاً من 7.5% العام الماضي.

كما أنَّه قد يجري الإعلان عن عمليات اندماج، وسندات إعادة رسملة في البنوك التي تسيطر عليها الدولة ضمن الميزانية لاحتواء المخاطر، وفقاً لمحللي "سيتي"، الذين أضافوا أنَّ المستثمرين سيرحِّبون بأيِّ تلميح لمبيعات الأسهم، أو خطط دمج ممتلكات الحكومة في المقرضين.

ويمكن رصد أسهم مصارف "أي دي بي أي بنك ليمتد" ( IDBI Bank Ltd)، و"بنجاب ناشونال بنك" (Punjab National Bank)، و"بنك أوف بارودا" (Bank of Baroda)، و"ستيت بانك أوف إنديا" (State Bank of India).

قطاع البنية التحتية

كتب محللو "جيفريس" في مذكرة بحثية أنَّه مع تباطؤ وتيرة الإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن يتجه الجزء الأكبر من الإنفاق الجديد نحو إنشاء طرق، وجسور، وسكك حديدية، وموانئ جديدة بدلاً من زيادة الأموال لتوفير حوافز الإنقاذ من الجائحة.

وارتفع مؤشر "بلومبرغ" المخصص لشركات بناء الطرق بما في ذلك شركة "إن سي سي ليمتد" (NCC Ltd)، وشركة "أي أر بي إنفراستراكشار ليمتد" (IRB Infrastructure Ltd) بنسبة 4% منذ بداية العام، مقارنة بانخفاض بنسبة 0.7% في مؤشر "سينسيكس" (Sensex).

يمكن رصد أسهم شركات الأسمنت، مثل "ألتراتك سيمينت ليمتد" ( Ultratech Cement Ltd.)، وشركة "أمبوجا سيمينتس ليمتد" (Ambuja Cements Ltd.)، جنباً إلى جنبٍ مع الشركات ذات الصلة بالسكك الحديدية بما في ذلك شركة "كونتينر كوربوريشن أوف إنديا ليمتد " (Container Corporation of India Ltd.)، و شركة "بي إي إم إل ليمتد" (BEML Ltd.).

المزيد من الضرائب؟

وكانت الميزانيات السابقة قد ضربت مستثمري الأسهم الهنود بسبب الضرائب، بما في ذلك ضرائب الأرباح الرأسمالية، والرسوم الإضافية التي جرى التراجع عنها لاحقاً بعد أن أضرَّت بطريقة خاصة بالأموال الأجنبية.

قال "ديباك جاساني"، رئيس أبحاث التجزئة في شركة "أشت دي إف سي سيكوريتس ليمتد" ( HDFC Securities Ltd): "المفاجأة السلبية هذه المرَّة قد تكون رفع معدَّل ضريبة أرباح رأس المال طويلة الأجل إلى 15% بدلاً من 10%". وتابع: "يمكن أن تكون تكلفة كوفيد الإضافية على مكاسب رأس المال مفاجأة سلبية أيضاً".

ومع اقتراب مؤشر "ستاندرد أند بورز بي إس إي سينسيكس" (S&P BSE Sensex) في الهند من ذروته، لا يوجد الكثير من هامش الأمان لمستثمري الأسهم.

وقال "نيخيل كاماث "، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "ترو بيكون" (True Beacon)، وهو صندوق تحوُّط مقره الهند: "في التقييمات العالية التي نرتكز عليها اليوم ، نوصي بالحذر، وننصح بتحوُّط محافظ الأصول المتوقَّع صعودها حالياً ".

وأضاف: "نحن نَدخل في فترة الميزانية الجديدة بتحوُّطاتٍ بنسبة 55% على محفظتنا للأصول المتوقَّع صعودها".