"رايان إير" الأيرلندية تلجأ للمحكمة الأوروبية لإبطال حزمة إنقاذ ألمانية لصالح "لوفتهانزا"

طائرة تابعة لخطوط "رايان إير" الإيرلندية
طائرة تابعة لخطوط "رايان إير" الإيرلندية المصور: أندريه أرنولد/ د ب أ، أ ف ب، غيتي إيمجز
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُحاول شركة طيران "رايان إير هولدنجز" الأيرلندية (Ryanair Holdings Plc) إبطال حزمة الإنقاذ التي تقدِّمها الحكومة الألمانية بمليارات اليوروهات لصالح شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" (Deutsche Lufthansa AG)، وطلبت من محكمة الاتحاد الأوروبي إلغاء موافقة التكتل الأوروبي.

وقالت "رايان إير" في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني أمس الخميس، إنَّ تقديم ألمانيا حزمة إنقاذ تتضمَّن 6 مليارات يورو (7.3 مليار دولار) في صورة رأسمال وضمان الدولة لقرض بقيمة 3 مليارات يورو (3.6 مليار دولار) ينطوي على "تمييز غير قانوني بين شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي".

وقَدََمت "رايان إير" الطعن أمام المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي في يوم 22 يناير 2021.

وقالت "رايان إير": "إنَّه لأمر غير عادي أن تعلن شركة "لوفتهانزا" أنَّها لا تحتاج إلى الكثير من المساعدات الحكومية، ومع ذلك تَعهَّدت الحكومة الألمانية بتفضيل"بطلها العالمي" بدلاً من وضع تدابير لدعم استعادة الحركة الجوية بطريقة تفيد جميع شركات الطيران التي تستخدم المطارات الألمانية".

مخاوف من الدعم الحكومي على المنافسة

وتُقدِّم "رايان إير" الطعن القضائي ضد أكثر من 12 حزمة إنقاذ لشركات الطيران في جميع أنحاء أوروبا بسبب مخاوف من أنَّ تقديم الدعم النقدي للشركات المنافسة سيسمح لها أن تكون في موقف أقوى، وتخفِّض الأسعار، وتهيمن على الشركات الأخرى.

وتخشى "رايان إير" الأيرلندية من إنفاق احتياطياتها النقدية الخاصة في حين تحصل شركات الطيران الأخرى على حزم إنقاذ حكومية.

ويستهدف الطعن القانوني الذي قدَّمته "رايان إير" الأيرلندية موافقة المفوضية الأوروبية على تقديم الدعم الحكومي، موضِّحاً أنَّ الجهة التنظيمية في الاتحاد الأوروبي ( المفوضية) لا تقوم بواجبها المتمثِّل في ضمان عدم قيام الحكومات بمساعدة شركة مفضَّلة بشكلٍ غير عادل على حساب الشركات الأخرى.

ويمكن لمحكمة الاتحاد الأوروبي إلغاء مثل هذه الموافقات.

وتعرَّضت المفوضية الأوروبية لضغوط للموافقة على مساعدة حكومية غير مسبوقة لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي المتضرِّر من وباء كورونا.

وامتنعت المفوضية الأوروبية عن التعليق. ولم ترد "لوفتهانزا"، ووزارة المالية الألمانية على الفور على طلبات التعليق.

وواجهت "لوفتهانزا" العام الماضي مطالب الاتحاد الأوروبي بتقديم تنازلات، بما في ذلك السماح باستخدام منافذ رئيسية بمطاري "فرانكفورت"، و"ميونيخ"، لموازنة الضرر الذي يلحق بالمنافسة من الدعم الحكومي.

وتمنع هذه الشروط فعلياً شركة "رايان إير" من شَغْلِ منافذ في "فرانكفورت"؛ لأنَّها متاحة في البداية فقط للوافدين الجدد إلى المطار.

وقالت "رايان إير"، إنَّ التعهدات"غير كافية على الإطلاق لمعالجة تشويه المنافسة".

وفي عام 2020، اتهم الرئيس التنفيذي لـ "رايان إير" مايكل أوليري، "لوفتهانزا" بمحاولة استغلال مساعدات الدولة، مثل "العم المخمور في نهاية حفل الزفاف، والشرب من كلِّ الأكواب الفارغة".

وشركات الطيران الأوروبية بالفعل من بين أكثر الشركات المتضرِّرة من كوفيد-19، إذ تُقيِّد الحكومات السفر لمنع انتشار الفيروس.

الموجة الثانية لكورونا تهدد أرباح الشركات

وبسبب اعتماد الشركات على تحقيق الأرباح بشكل كبير في الفترة من أبريل إلى سبتمبر، فقد يؤدي تقييد السفر خلال صيف العام الجاري، إلى زيادة متاعب شركات الطيران منخفضة التكلفة ومنظِّمي الرحلات السياحية.

ويَسُود احتمالٌ بزيادة حدَّة المخاوف لدى شركات الطيران المنافسة بشأن خطَّة الإنقاذ التي تؤدي إلى إحكام سيطرة "لوفتهانزا" على السوق الألمانية، بعد أن قال رئيسها التنفيذي كارستن شبور الأسبوع الماضي، إنَّ الشركة لا تتوقَّع استخدام كل مخصصات حزمة الإنقاذ الحكومية.

وأدَّى تملُّك الحكومة الألمانية حصة 25% زائدَ سهم واحد في "لوفتهانزا" إلى تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن احتمال إفلاسها، وخفض تكاليف اقتراضها عبر إصدارها السندات مؤخراً، إذ تعتزم استخدام طرح السندات لخوض غمار حرب أسعار.