التطبيقات الآن قادرة على التتبع حتى بعد الحذف

المصدر: بلومبرغ بيزنيس ويك
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إذا ظهر التطبيق الذي حذفته الأسبوع الماضي أمامك فجأة في كل مكان، فاعلم أن الأمر قد لا يكون مجرد صدفة؛ حيث اكتشفت الشركات المسؤولة عن تلبية احتياجات صانعي التطبيقات، طرقًا للتلاعب في نظاميّ التشغيل "آي أو إس" و "أندرويد"، والتي مكنتها من معرفة المستخدمين الذين ألغوا تثبيت برنامج معين، مؤخراً، وتسهيل ملاحقتهم بالإعلانات لمحاولة إقناعهم بإعادة تحميل التطبيق مرة أخرى.

وتعد "أدجست" (Adjust) و"آبس فلاير" (AppsFlyer) و "مو إنغايج" (MoEngage) و "لوكاليتكس" (Localytics) و"كليفر تاب" (CleverTap) من بين الشركات التي تقدم برامج تتبع "حذف التطبيقات"، والتي تأتي عادة ضمن أدوات تطوير التطبيق.

وتخدم هذه الشركات مجموعة من العملاء من بينهم شركة "تي-موبايل يو إس" (T-Mobile US) و"سبوتيفاي تكنولوجي" (Spotify Technology) و"يلب" (Yelp)، بالإضافة إلى بلومبرغ بيزنس ويك التابعة لـ"بلومبرغ إل بي" التي تستخدم "لوكاليتيكس" (Localytics).

يرى النقاد أن هذا سبب آخر يستدعي إعادة تقييم حقوق الخصوصية على الإنترنت، وتحديد ما يمكن أن تقوم به الشركة فيما يتعلق ببيانات المستخدم.

ويقول "جيريمي غيلولا" مدير السياسة التكنولوجية لدى "مؤسسة الجبهة الإلكترونية" (Electronic Frontier Foundation) المدافعة عن الخصوصية: "إن معظم الشركات التكنولوجية لا تعطي لعملائها خيارات خصوصية دقيقة، هذا في حال قدمت لهم خيارات أصلًا".

ويزعُم بعض مقدمي الخدمة أن أدوات التتبع هذه تهدف لقياس تفاعل المستخدم مع تحديثات التطبيق وغيرها من التعديلات، إذ يقول "جود ماكولغان" الرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات "لوكاليتكس" ومقرها بوسطن، أنه لم يسبق له أن رأى عميلاً يستخدم التكنولوجيا لملاحقة مستخدمين سابقين بالإعلانات.

في المقابل، يرى "إيرن ميدج" نائب رئيس قسم التسويق والمبيعات لدى شركة "مو إنغايج إنك" (MoEngage Inc) في سان فرانسيسكو، أن ارتكاب هذا النوع من الممارسات أو عدمه يعود إلى صانعي التطبيق أنفسهم، موضحاً أن "هذا الأمر هو بين عملائنا والمستخدمين النهائيين، فإذا ما خانوا الثقة التي منحوهم إياها، فلن يكون الأمر في صالحهم".

ولم تستجب أي من شركات "أدجست" و"آبس فلاير" و"كليفر تاب" لطلب التعليق على الموضوع، وكذلك الحال بالنسبة لكل من تي-موبايل يو إس" و"سبوتيفاي تكنولوجي" و"يلب".

"أبل" و"غوغل" صامتتان

وتستغل برامج تتبع إلغاء التثبيت عنصراً أساسياً في أنظمة تشغيل هواتف شركتي "أبل" و "غوغل"، وهو خاصية التنبيهات الفورية.

لطالما استخدم مطورو البرامج ما يُعرف بالتنبيهات الفورية الصامتة لإرسال إشعارات إلى التطبيقات التي تم تثبيتها على فترات منتظمة دون تنبيه المستخدم، وذلك لأغراض مثل تحديث صندوق الوارد أو آخر المستجدات على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تشغيل التطبيق في الخلفية.

وإن لم يرسل التطبيق إشعاراً رداً على ذلك، يُسجل على أنه قد تمّت إزالته فتُضيف أدوات تتبع هذه التغييرات إلى الملف المرتبط بالرمز التعريفي الخاص بالإعلان والمميز للهاتف، إذ تسهّل هذه التفاصيل تحديد هوية مالك الهاتف وترويج التطبيق له في كل مكان يذهب إليه.

يذكر أن هذه الأدوات تخرق سياسات شركتي "أبل" و"غوغل" عبر استخدامها للتنبيهات الفورية الصامتة لبناء منصات إعلانية، وفقاً لما يقوله "أليكس أوستن"، الرئيس التنفيذي لشركة "برانش ميتركس إنك"، التي تُصنّع البرامج للمطورين ولكنها اختارت عدم إنشاء متتبع للتطبيقات التي تم إلغاء تثبيتها.

ومن ناحية أخرى، يرى "غيولولا" أن بالإمكان استخدام برامج تتبع التطبيقات التي تم إلغاء تثبيتها لغايات إصلاح خطأ ما أو تحسين التطبيقات دون إزعاج المستخدمين من خلال إجراء استطلاعات رأي أو استخدام أدوات أكثر تطفلاً، غير أنّ القدرة على إساءة استخدام النظام بما يتجاوز الهدف الذي وضع لأجله، يجسّد الوضع الشائك المرافق للإنترنت الحديث.

ولا بد من التذكير بأنّ المشاركة في التطبيقات تتطلب موافقة المستخدمين على مشاركة بياناتهم بحرية، وربما للأبد، دون معرفة كيف يمكن استغلالها مستقبلاً، ويُضيف "غيولولا": "بصفتي مطور تطبيقات، فإنني أتوقع أن أكون قادراً على معرفة عدد الأشخاص الذين ألغوا تثبيت تطبيق معين، وبالرغم من أنه لا يجدر بي قول ذلك، إلا أن من حق مطور التطبيقات معرفة من قام بتثبيت التطبيق ثم إلغائه".

الخلاصة: قد تنتهك برامج تتبع إلغاء تثبيت التطبيقات سياسات شركتي "أبل" و"غوغل" من خلال استغلال أدوات التطوير في الهاتف النقال لغايات الإعلانات المستهدفة، إلا أنهما لم تتخذا أي إجراء إزاء هذه الممارسات.