ضغوط أمريكية على تايوان لحل أزمة نقص الرقائق الإلكترونية للسيارات

أزمة نقص الرقائق الإلكترونية تهدد بخسائر فادحة لشركات السيارات
أزمة نقص الرقائق الإلكترونية تهدد بخسائر فادحة لشركات السيارات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دعا مسؤولون في إدارة بايدن إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع مسؤولين في حكومة تايوان ومسؤولين تنفيذيين في قطاع الأعمال، وهو الاجتماع المتوقَّع أن يشهد ضغوطاً أمريكية على شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية، وباقي شركات القطاع، لزيادة توريدها الرقائق الإلكترونية الحيوية لشركات صناعة السيارات الأمريكية.

وأفاد أشخاص مطّلعون بأن الاجتماع سيُعقد الخميس المقبل عبر الإنترنت، وسوف يحضره مات موراي نائب مساعد وزير الخارجية، وريتشارد ستيفنز نائب مساعد وزير التجارة بالوكالة، ومن الجانب التايواني وانغ مي هوا وزير الشؤون الاقتصادية، إلى جانب مسؤولين تنفيذيين في كبرى شركات صناعة الرقائق الإلكترونية في الجزيرة التايوانية، منهم "تي إس إم سي" و"ميديا تيك".

وحسب المصادر المطلعة، سيناقش الاجتماع كيفية حلّ النقص العالمي في توريد الرقائق الإلكترونية اللازمة لصناعة السيارات.

وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية في بيان لوكالة "بلومبرغ نيوز"، إن "الاجتماع يهدف إلى توثيق التعاون بين الجانبين"، دون الخوض في تفاصيل جدول الأعمال أو قائمة الحضور.

خسائر بالمليارات

وتواجه شركات صناعة السيارات العالمية وفي مقدمتها جنرال موتورز، وفورد موتورز، خسائر محتملة تقدر بنحو 61 مليار دولار، خلال العام الجاري، نتيجة عدم قدرتها على تأمين ما يكفي من الرقائق الإلكترونية، التي تدخل في تصنيع عدد كبير من قطع غيار السيارات.

وتُعتبر شركة "تي إس إم سي"، وغيرها من الشركات التايوانية، من كبرى الشركات العالمية المصنعة للرقائق الإلكترونية، كما تُعدّ من أكثر الشركات تطوراً، إضافة إلى تصنيعها عديداً من أشباه الموصلات التي تُستخدم في عديد من الصناعات الهامة، مثل صناعة السيارات وأجهزة الكمبيوتر المحمول.

وأعلنت "تي إس إم سي" هذا الأسبوع تعهُّدها بزيادة قدرتها الإنتاجية لدعم صناعة السيارات العالمية.

ويرجع بعض مراقبي الصناعة هذا النقص إلى توقعات خاطئة لحجم تعافي الطلب على السيارات بعد جائحة كورونا، فيما رجعها آخرون إلى أن شركات صناعة الرقائق الإلكترونية تعطي الأولوية للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ذات حجم الإنتاج الكبير، والأكثر ربحية، مثل الهواتف الذكية.

تواصل مستمر

وتكشف الأزمة عن المخاطر التي تحملها توجهات شركات صناعة السيارات العالمية، مثل "فورد" و"فولكسفاغن" لتصنيع سيارات أكثر ذكاءً وتعقيداً من الناحية التكنولوجية، إذ من المتوقع أن تواجه تلك الشركات التي تمتلك خبرات واسعة في تصنيع سيارات ذات تجربة قيادة أكثر سلاسة، وتعتمد على البرامج والرقائق الإلكترونية، مشكلات أكثر من أولئك الذين يتمتعون بتفوق في صناعة السيارات التقليدية القائمة على العمل الميكانيكي، والتي من المحتمل أن تزيد إنتاجَها خلال الفترة المقبلة.

وطلب الأشخاص المطلعون على تفاصيل الاجتماع عدم الكشف عن هويتهم، إذ لم يُعلَن بعد عن ترتيبات الاجتماع، فيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، كما لم يُتلقَّ رد من وزارة التجارة الأمريكية، و"تي إس إم سي" و"ميديا تيك" لطلبات التعليق.

وعلّق مات بلانت، رئيس المجلس الأمريكي لسياسات صناعة السيارات عضو جماعة الضغط في شركتي "جنرال موتورز" و"فورد" لصناعة السيارات في ديترويت، والمسؤول عن السوق الأمريكية لشركة "ستيلانتي" –"فيات كرايسلر" سابقاً– قائلاً: "القضية حرجة، ونتواصل باستمرار مع المسؤولين". وأضاف بلانت: "نشكر إدارة بايدن على تقديم مساعدتها التي نأمل أن تستمر مع انتهائها من الإعلان عن المناصب الحكومية الرئيسية".

ويتزامن انعقاد الاجتماع مع تأكيد إدارة بايدن دعمها الجزيرة التي تدّعي الصين تبعيتها، إذ دعت الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع الصين لبدء حوار مع تايوان ووقف الضغوط العسكرية على الجزيرة، في رسالة مبكّرة تؤكّد دعمها لتايبيه.

وتعود إلى الواجهة الخلافات حول تايوان، التي تُعَدّ من أكبر النقاط الخلافية بين الولايات المتحدة والصين منذ الحرب الباردة، مع زيادة دعم واشنطن لرئيس تايوان تساي إنغ ون.