أكبر ممر للواردات الأمريكية يختنق بتزاحم السفن

ازدحام السفن بالقرب من ميناء لونغ بيتش، كاليفورنيا، في 26 يناير 2021
ازدحام السفن بالقرب من ميناء لونغ بيتش، كاليفورنيا، في 26 يناير 2021 المصدر: غيتي إيميجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تزايد تكدس السفن في موانئ لوس أنغلوس و"لونغ بيتش" بالولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق، مما أدّى إلى تفاقم الاختناق في أكثر ممرات الواردات الأمريكية نشاطاً.

وقالت منظمة "ذا مارين إكستشنغ أوف ساوثرن كاليفورنيا" غير الربحية، المعنية بتطوير التدفق الفعال للتجارة البحرية، في مذكرة في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي، إن "عدداً قياسياً بلغ 38 سفينة حاويات تنتظر للحصول على مساحة للرسو، 36 منها في المرسى، واثنتان أخريان وُجّهتا للانتظار في مناطق محددة بالبحر حتى تتوافر المراسي".

وتُعَدّ هذه المرة الأولى منذ 2004 التي يُستخدم فيها ما يسمى "مناطق الانتظار" لإدارة حركة المرور في الموانئ المجاورة.

إنهاء تزاحم السفن سيستغرق وقتاً طويلاً

وقال لارس جنسن، الرئيس التنفيذي لشركة "سي إنتلجينس كونسلتنغ" في كوبنهاغن: "هذه مشكلة ليس لها حل على المدى القصير".

ويتوقف طول مدة الانتظار على ما إذا كانت السفن تواصل رحلات الإبحار المقررة إلى الولايات المتحدة، أو تلغي بعض الرحلات في الأسابيع المقبلة.

ويتمثل السيناريو الأفضل لتخفيف الضغط في حدوث انخفاض موسمي في الشحنات الوافدة من آسيا، بعد رأس السنة الصينية في منتصف فبراير.

وأضاف جنسن: "سيقلّل هذا تدفُّق البضائع الوافدة بحلول نهاية فبراير، ويتيح الفرصة لإنهاء التزاحم، لكن هذا سيستغرق بعض الوقت".

ذروة الصين

ونجح مجمع الموانئ الرئيسي في جنوب كاليفورنيا في تجاوز أزمة التزاحم من قبل، وكانت آخر أزمة شهدها المجمع بسبب نزاع عمالي عام 2015.

وتعرضت البنية التحتية للميناء للتهديد عام 2004، بعد ثلاث سنوات من انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وتأكد وقتها أن عشرات السفن المحملة بالسلع الصينية تمثّل تحدياً.

ويتجسد الاختلاف الرئيسي حالياً في أن سفن الشحن أكبر حجماً، وتستغرق وقتاً أطول لتفريغها، في حين يشكّل كوفيد-19 مجموعة من التحديات للعمل في الموانئ.

وتتمتع السفن الراسية قبالة لوس أنجلوس بالقدرة على حمل نحو 300 ألف حاوية، تُقاس الواحدة منها بـ20 قدماً مكافئة، وفقاً لبيانات منظمة "ذا مارين إكستشينغ أوف ساوثرن كاليفورنيا".

وتقول المنظمة إنها تتوقع التعامل مع 155 ألف حاوية واردة الأسبوع المقبل، بزيادة 80% على أساس سنوي، وتقدّر مدينة "لونغ بيتش" بولاية كاليفورنيا أنها ستستقبل ما يقلّ قليلاً عن 100 ألف حاوية.

وعلاوة على الحجم الضخم للسفن المحمَّلة، تواجه سلطات الموانئ موجةً أخرى من سوء الأحوال الجوية يوم الجمعة، قد تؤدي إلى ظروف متقلبة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، دفعت الرياح القوية والأمواج التي بلغ ارتفاعها 17 قدماً (5.2 متر) عديداً من السفن إلى رفع المرساة، والبحث عن الأمان بعيداً عن الشاطئ.

وقال كيب لوتيت، المدير التنفيذي لمنظمة "ذا مارين إكستشينغ أوف ساوثرن كاليفورنيا" في المذكرة: "لا نتوقع حالياً أن تكون العاصفة قوية بما يدفع السفن الراسية إلى الذهاب إلى البحر لتجنب العواصف، لكننا على استعداد لذلك إذا قرّر أي قائد سفينة".

"الوضع يزداد سوءاً"

ويبدو أن مدة الانتظار تتراوح من عدة أيام إلى ما يقرب من أسبوعين بالنسبة للسفن الموجودة في قائمة الانتظار.

وتتكدس السفن خارج لوس أنغلوس والمواني الرئيسية الأخرى بالولايات المتحدة، إذ تحاول الشركات الأمريكية توفير مزيد من السلع والمنتجات للمستهلكين، الذين يفتقرون إلى خيارات السفر والترفيه الأخرى في أثناء فترة الوباء.

ومما يضاعف تزاحم السفن في الموانئ، مشكلات ميدانية مثل تفشي الوباء بين عمال المواني، سواء الشحن والتفريغ، وتطبيق قيود التباعد الاجتماعي، ونقص المعدات وسائقي شاحنات نقل الحاويات.

ونبهت الشركات، بما في ذلك شركة "إيكيا" السويدية، العملاء إلى الاضطرابات المحتمَلة بسبب تأخيرات النقل عالمياً.

وتدفع شركة "ويرلبول كورب" لتصنيع الأجهزة، ومقرها ميشيغان، مزيداً مقابل خيارات أسرع مثل الشحن الجوي، للحصول على مكوناتها ومنتجاتها في الوقت المحدد. في حين تتعامل شركات أخرى مع الموردين الذين يتأخرون عن الموعد المتفق عليه.

وقال مايكل سبيتزن، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة "بولاريس إنك" لتصنيع المركبات، ومقرها مينيسوتا، وفقاً لنسخة من مؤتمر عبر الهاتف: "بصراحة تامة، الوضع في الميناء يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولا يشهد تحسُّناً، لذلك نحن نعلم أننا سنواجه مشكلات".