إيطاليا تبلغ الصين رسمياً بخروجها من "الحزام والطريق"

وزير الخارجية الإيطالي: المبادرة لم تثمر عن النتائج المرجوّة والدول الغير مشاركة فيها حققت نتائج أفضل

جورجا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا
جورجا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أبلغت حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الصين رسمياً بأنها ستخرج من مبادرة "الحزام والطريق"، الأمر الذي سيوجّه ضربة جديدة لطموح بكين في توسيع نطاق المبادرة الاستثمارية الضخمة.

قال وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، خلال فعالية عقدتها وكالة أنباء "أدنكرونوس" في روما اليوم الأربعاء، إن مبادرة الحزام والطريق "لم تثمر عن النتائج المرجوّة" ولم تعد أولوية"، مضيفاً أن الدول التي لم تشارك في الاتفاقية حققت نتائج أفضل.

تمهد ميلوني السبيل دبلوماسياً منذ أشهر لإنهاء مشاركة بلادها في المبادرة المدعومة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. كانت إيطاليا الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي انضمت إلى الاتفاقية التي أُطلقت قبل عقد من الزمن لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتوسيع نفوذ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

إيطاليا تعتزم الخروج من "الحزام والطريق" الصينية وسط توتر العلاقات

تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين

وجدت إيطاليا، شأنها شأن معظم دول أوروبا، نفسها بين شقي الرحى وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، والتي تفاقمت بسبب دعم الصين لروسيا منذ غزوها لأوكرانيا.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي من المقرر أن يزور فيه زعماء الاتحاد الأوروبي الصين حاملين رسالة مفادها أن الوقت ينفد أمام بكين لمعالجة قائمة المظالم الاقتصادية قبل أن يُضطر الاتحاد إلى الرد على ذلك.

تؤثر التوترات بين الاتحاد الأوروبي والصين بقوة على بصمة بكين في المنطقة
تؤثر التوترات بين الاتحاد الأوروبي والصين بقوة على بصمة بكين في المنطقة المصدر: بلومبرغ

تواجه الدول الأوروبية تحديات لتحقيق التوازن بين الرغبة في التعامل مع الصين في التجارة والاستثمار مع التصدي لمزاعم الإكراه الاقتصادي، والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، فضلاً عن المخاطر المرتبطة بالاعتماد المفرط على الإمدادات القادمة من الصين.

الصين: عواقب "سلبية" لخروج روما من المبادرة

كان من المقرر أن تنتهي مشاركة إيطاليا، التي بدأت عام 2019، في 22 مارس المقبل، وكان أمامها مهلة حتى نهاية العام لتقرر ما إذا كانت ستجدّد مشاركتها أم لا.

الانسحاب من المبادرة التي أطلقتها الصين بهدف توفير البنية التحتية وتوسيع نفوذها في آسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية، من شأنه أن يخاطر بإثارة غضب بكين. حذر سفير الصين لدى إيطاليا جيا جايد من أنه ستكون هناك عواقب "سلبية" إذا قررت إيطاليا بشكل "متهور" الانسحاب، متعهداً بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

اجتذبت مبادرة الصين لتعزيز البنية التحتية والتجارة العالمية، ما يقدر بنحو تريليون دولار في العقد الماضي منذ إطلاقها في عام 2013، لكن الزخم تضاءل في السنوات الأخيرة مع تسبب الجائحة والتباطؤ بالصين في تعطيل الاقتصاد العالمي. كذلك واجهت بكين اتهامات بأنها جهة إقراض غير مسؤولة تدفع الدول إلى التخلف عن السداد.