سهم "تيليفونيكا" يرتفع بعد خطة إسبانية لشراء حصة بـ2.2 مليار دولار

الحكومة تسعى لموازنة الحصة التي استحوذت عليها "STC" السعودية في شركة الاتصالات

المقر الرئيسي لشركة "تيليفونيكا" - إسبانيا
المقر الرئيسي لشركة "تيليفونيكا" - إسبانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حقق سعر أسهم "تيليفونيكا" أكبر ارتفاع له في 3 سنوات تقريباً بعد إعلان الحكومة الإسبانية اعتزامها شراء حصة قد تتجاوز قيمتها ملياري يورو (2.2 مليار دولار) لموازنة الحصة التي استحوذت عليها السعودية في شركة الاتصالات.

ارتفعت أسهم الشركة 4.6% لتبلغ 3.73 يورو في الساعة 9:50 صباح اليوم الأربعاء، بالتوقيت المحلي، في بورصة مدريد، بعد صعودها قبلاً بنحو 7.2%، ما يعد أكبر ارتفاع يومي منذ يناير 2021.

قالت الشركة العامة الصناعية المشاركة "إس إي بي آي" (Sepi)، صندوق الاستثمار التابع للحكومة الإسبانية، في إفصاح تنظيمي قدمته يوم الثلاثاء، إنها تعتزم شراء حصة تقارب 10% من أسهم "تيليفونيكا" بهدف توفير مزيد من الاستقرار للمساهمين وحماية الصفة الاستراتيجية للشركة التي احتكرت سوق الاتصالات سابقاً. وصدّق الوزراء على قرار الاستثمار في اجتماع وزاري انعقد في وقت سابق ذلك اليوم.

إسبانيا بصدد الاستحواذ على 10% من شركة "تليفونيكا"

أنشطة بالغة الأهمية

قالت "إس إي بي آي" يوم الثلاثاء إن "تيليفونيكا" شركة اتصالات كبرى في إسبانيا والعالم على حد سواء، وإنها تنفذ مجموعة من الأنشطة بالغة الأهمية للاقتصاد، والبحث، والأمن، والدفاع، ورفاهية المواطنين.

ردت "تيليفونيكا" على الإعلان وقالت إنها تركز على تنفيذ استراتيجيتها ولم تقدم مزيداً من التعليق.

الخطوة القوية التي قررت إسبانيا اتخاذها توازن قوة الاستثمار المفاجئ الذي أعلنته شركة الاتصالات السعودية "STC" في وقت سابق هذا العام، والذي قد يجعل الشركة المدعومة من السعودية المساهم الأكبر في "تيليفونيكا".

رئيس الوزراء الإسباني: ندقق في صفقة "STC" السعودية و"تليفونيكا"

الاستثمار السعودي يدفع إسبانيا لتغيير موقفها

يشير الاستثمار إلى تغير كبير في موقف إسبانيا، التي أوضحت في السنوات الماضية عدم ارتياحها إزاء التدخل في الأسواق والاستحواذ على الشركات، بقدر أكبر من دول أوروبية أخرى. باعت الحكومة الإسبانية آخر حصصها في "تيليفونيكا" قبل أكثر من 20 عاماً، منهية بذلك عقوداً من الملكية العامة للشركة، لكن الاستثمار السعودي دفع الحكومة الإسبانية إلى إعادة النظر.

هناك سابقات لهذا النوع من الملكية في أوروبا؛ إذ تملك فرنسا وألمانيا حصصاً في الشركتين اللتين احتكرتا الاتصالات سابقاً. مع ذلك، فإن مشاركة الحكومة قد تزيد تعقيد العمليات التجارية؛ فعلى سبيل المثال، تدير "تيليفونيكا" شركات في أنحاء أميركا اللاتينية، حيث تواجه الحكومة الإسبانية علاقات دبلوماسية معقدة في بعض الأحيان.

في خطوة حمائية.. إسبانيا تدرس شراء حصة في "تليفونيكا"

كتب إغناسيو أرسى، المحلل بشركة "بست إنفير سكيوريتيز" (Bestinver Securities)، في رسالة إلكترونية أنه رغم أن رد فعل السوق سيكون إيجابياً في المدى القصير، إلا إنه قد لا يكون إيجابياً تماماً في المدى الطويل، من وجهة نظر الحوكمة المؤسسية. الأرجح أن يمثل ذلك مسألة تثير قلق المستثمرين، لا سيما الأجانب".

أهمية استراتيجية للشركة الإسبانية

كشفت "بلومبرغ" في سبتمبر الماضي أن إسبانيا درست فرض شروط على خطة استثمار "stc"، على نحو مشابه للشروط التي فرضتها على استحواذ "آي إف إم غلوبال إنفراستركتشر" (IFM Global Infrastructure) على حصة في شركة "ناتورجي إنيرجي غروب" (Naturgy Energy Group SA).

يجب أن تحصل "stc" على موافقة الحكومة لتحويل مركزها الاستثماري في المشتقات، الذي يمثل نصف حصتها تقريباً، إلى أسهم حقيقية.

تعد "تيليفونيكا" ذات أهمية استراتيجية؛ حيث تقدم خدمات للجيش ووزارة الدفاع، فيما قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إن الحكومة ستحمي الأمن القومي وتضمن ألا يتجاوز المستثمرون الأجانب الحدود التي ستنطوي على تأثير غير مرغوب على الشركات الاستراتيجية.