رئيس "طيران الإمارات": حادث "737 ماكس" انتكاسة لـ"بوينغ"

تيم كلارك لـ"بلومبرغ": الشركة واجهت مشكلات في مراقبة الجودة لفترة طويلة والحادث دليل على ذلك

تيم كلارك، رئيس شركة "طيران الإمارات"، خلال مقابلة بمكتبه في دبي، الإمارات
تيم كلارك، رئيس شركة "طيران الإمارات"، خلال مقابلة بمكتبه في دبي، الإمارات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمثّل حادث طائرة "بوينغ 737 ماكس" في الخامس من يناير انتكاسة للشركة المصنعة في الوقت الذي تسعى فيه لتحسين عملياتها، وفقاً لرئيس شركة "طيران الإمارات" تيم كلارك، الذي يُعد أحد أبرز الأصوات المؤثرة في أوساط شركات الطيران باعتبار شركته أكبر مشترٍ للطائرات عريضة البدن.

أوضح كلارك، خلال مقابلة حصرية أُجريت معه في مكتبه بدبي: "واجهت بوينغ مشكلات في مراقبة الجودة منذ فترة طويلة، وما حدث دليل آخر على ذلك. أعتقد أن الشركة تحاول استجماع قواها الآن، لكن هذا غير مفيد".

رغم أن "طيران الإمارات" لا تستخدم طائرات "بوينغ 737"، أو نظيرتها "إيرباص A320"، فإن كلارك معروف بأنه يحمّل المصنعين ومورّدي المحركات المسؤولية عن أوجه القصور الهندسية الملحوظة.

"ألاسكا" توقف "بوينغ 737 ماكس-9" بعد انفجار جزئي بطائرة

لا بديل عن المصنعتين

في الوقت نفسه، أقرّ بأنه لا يوجد خيار أمام شركات الطيران للحصول على بديل آخر في الوقت الحالي، نظراً لأن عالم الطيران المدني يخضع بشكل أساسي لسيطرة الاحتكار من قبل الشركتين المصنعتين.

أضاف كلارك أن ما وصفهم بالطامحين أمامهم المزيد من الجهد الذي يتعين عليهم بذله، إذا أرادوا مجاراة مستوى الشركتين الرئيسيتين في هذا المجال.

جاءت تصريحات كلارك بعد أيام من اضطرار طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" إلى الهبوط اضطرارياً في بورتلاند، بولاية أوريغون، بعد أن انكسر جزء كبير من الطائرة أثناء الرحلة، مما تسبب في فجوة كبيرة في الجزء الأيسر من جسم الطائرة وهي تحلّق على ارتفاع 16 ألف قدم (4900 متر). عادت الطائرة بسلام، ولم يصب أحد بجروح خطيرة، لكن الجهات التنظيمية أمرت بإيقاف الطائرة لإجراء عمليات التفتيش.

إدارة الطيران الفيدرالية تأمر بتعليق تحليق بعض طائرات "بوينغ 737 ماكس 9"

هبوط الأسهم

أمسك رئيس "طيران الإمارات" عن بعض أشد عبارات الانتقادات الأخيرة التي وجّهها لشركة صناعة المحركات "رولز-رويس هولدينغز" (Rolls-Royce Holdings Plc)، مكتفياً بالقول إن الشركة أنتجت ما وصفه محركاً "معيباً" لأكبر طائرات "إيرباص"، وهو الطراز "A350-1000". على النقيض من ذلك، منحت "طيران الإمارات" شركة "بوينغ" دعماً صاخباً خلال معرض "دبي للطيران" الأخير من خلال وضع طلبية كبيرة لشراء طائرات عريضة البدن تنتجها الشركة.

تراجعت أسهم "بوينغ" بـ8.3% عند الساعة 9:30 صباحاً في نيويورك، فيما يُعد أكبر انخفاض في يوم واحد منذ أكتوبر 2022.

مشكلات إنتاج سابقة

تُعد المخاوف الأخيرة المتعلقة بالطائرة "737" الأكثر قسوة بالنسبة إلى شركة "بوينغ"، إذ كانت هذه الطائرة قد مرّت ببضع سنوات صعبة، رغم كونها أكبر مصدر لإيرادات الشركة. تم تعليق تشغيل الطائرة "737 ماكس" بعد حادثين مأساويين قبل ما يقرب من خمس سنوات، وتواجه "بوينغ" مؤخراً عيوباً في التصنيع، شملت أكبر مورديها، وهي شركة "سببريت آيروسيستمز هولدينغز" (Spirit AeroSystems Holdings Inc).

كذلك عانت الشركة المصنعة للطائرات سابقاً من مشكلات بالإنتاج في طرازها الأكبر حجماً "787 دريملاينر"، وهي طائرة نفاثة جديدة عندما أُطلقت لأول مرة وذلك بسبب استخدامها الواسع لمكونات الكربون خفيفة الوزن. أجرت "بوينغ" تغييراً جذرياً على طريقة تجميع الطائرة، واعتمدت جزئياً على شبكة من الشركاء -بعضهم في الخارج- لتصنيع المكونات.

خلل في جودة الإنتاج يخفض تسليم طلبيات "بوينغ"

إهدار "متعمّد"

رغم أن "بوينغ" كانت تنتج دائماً طائرات جيدة جداً، إلا أن كلارك قال إن هناك إهداراً "متعمّداً" بخصوص بعض قرارات الإدارة، مثل نقل المقر الرئيسي للشركة والطريقة التي نقلت بها الأعمال إلى الخارج فيما يتعلق بالطائرة "787".

رغم الضجة التي أحاطت بحادث شركة "ألاسكا إيرلاينز"، قال كلارك: "الشيء الجيد في

الأمر هو أن المشكلة قابلة للحل، ويمكن إنقاذ الموقف".

أضاف أنه لا يزال يثق في "بوينغ"، وقدرتها على التغلب على المشكلات، شريطة أن تقوم الإدارة ومجلس الإدارة بمعالجة المشكلات.

أشار إلى أن الكثير سيعتمد على معرفة سبب الحادث، وتحديد دور الشركة، وقدرتها على توفير الإصلاح.

قال كلارك: "إذا كان الأمر بسيطاً، وحادثاً منفرداً، فإن ذلك سيجعل الحياة أسهل بكثير بالنسبة إلى بوينغ. أعتقد أنه سيكون هناك حل سريع إلى حد ما".