هل يعيد منتدى دافوس تسليط الضوء على خارطة السلام الأوكرانية؟

تراجع الاهتمام العالمي بالملف الأوكراني في ظل حرب غزة وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي عن الحرب في بلاده خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2023 في نيويورك، الولايات المتحدة
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي عن الحرب في بلاده خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2023 في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى أوكرانيا إلى الاستفادة من التجمع السنوي لقادة السياسة والأعمال في دافوس هذا الأسبوع، لتجديد الدعم وجذب المزيد من الاهتمام إلى معركتها ضد الغزو الروسي.

حتى قبل الانطلاقة الرسمية لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، سيحاول اجتماع يعقده مستشارو الأمن القومي اليوم الأحد، حشد دعم دول الجنوب العالمي لخارطة طريق بشأن السلام في أوكرانيا، خصوصاً أن الكثير من هذه الدول كان متردداً في دعم كييف منذ الغزو الروسي قبل عامين تقريباً.

تعثر الدعم لأوكرانيا

يُتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جانباً من فعاليات المنتدى الذي يُقام سنوياً في القرية الواقعة بجبال الألب، لعقد اجتماعات ثنائية وإلقاء خطاب سيحظى بالمتابعة. كما ستستضيف سويسرا موائد مستديرة للمستثمرين والمديرين التنفيذيين، تركز على إعادة الإعمار بعد الحرب، واستخدام الأصول الروسية المجمدة.

ويأتي هذا التحرك وسط تعثّر الموافقة على مساعدات حيوية للمجهود الحربي بأكثر من 100 مليار دولار في واشنطن وبروكسل. كما يأتي بعد فشل الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا منذ أشهر في تحقيق تقدم ملموس في ساحة المعركة.

زيلينسكي يناشد الكونغرس الأميركي مواصلة دعم أوكرانيا

وما يزيد من صرف انتباه النخبة العالمية عن الملف الأوكراني، الصراع بين إسرائيل وحماس وهجمات الحوثيين المدعومة من إيران في البحر الأحمر والتي قلبت التجارة العالمية رأساً على عقب، ناهيك عن احتمال فوز دونالد ترمب بفترة أخرى في الانتخابات الرئاسية التي تُجرى في وقت لاحق من العام الجاري.

ووسط الأزمات العالمية المتفاقمة، يواصل زيلينسكي الترويج لصيغة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط، والتي طُرحت للمرة الأولى في أواخر 2022، كأساس لأي محادثات مع روسيا.

مطالب بقمة عالمية

تريد كييف عقد قمة للزعماء بخصوص هذه الخطة في وقت مبكر من العام الجاري، لكن، لم يتحدد موعدها أو مكان انعقادها. وتعتقد بعض الدول أن عقد قمة على مستوى القادة سيكون سابقاً لأوانه، بينما تريد دول أخرى إشراك روسيا على الفور في هذه العملية.

وقالت وزارة الخارجية السويسرية إن الهدف من اجتماع اليوم الأحد هو "وضع اللمسات الأخيرة على المحادثات على مستوى مستشاري الأمن القومي". ويأتي ذلك فيما تريد الولايات المتحدة من أوكرانيا أن تعزز خطتها لمواجهة الغزو الروسي- وهو موضوع من المتوقع أن يُثار مع زيلينسكي في دافوس. والغزو هو أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وسيدخل عامه الثالث في 24 فبراير.

الحرب في أوكرانيا تنعش دور البحر الأحمر كشريان لتجارة النفط

والشرط الرئيسي لصيغة السلام التي طرحها زيلينسكي هو الانسحاب الكامل للقوات الروسية، وهو مطلب رفضه الكرملين. واستبعدت أوكرانيا إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ندد بالاجتماعات السابقة –في الدنمارك والسعودية ومالطا– ووصفها بأنها غير شرعية.

وسيرأس اجتماع دافوس وزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس وأندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني.

وذكرت بلومبرغ أن اجتماعاً سرياً أصغر عُقد في 16 ديسمبر بين أوكرانيا وحلفائها من مجموعة السبع ومجموعة من دول الجنوب العالمي، لإجراء مناقشة أكثر حرية وصراحة. ولم يتمخض هذا التجمع، الذي انعقد في الرياض، عن أي تقدم كبير، إذ رفضت أوكرانيا وحلفاؤها في مجموعة السبع دعوات دول الجنوب للتعامل مباشرة مع روسيا.