عقود الفروقات تزيد من الضغوط على اليورو

مجسم لعملة اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي السابق في فرانكفورت في ألمانيا
مجسم لعملة اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي السابق في فرانكفورت في ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جعلت التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة الأوروبية من اليورو مرشحاً رئيسياً لتداول عقود الفروقات، ما أضاف المزيد من الضغوط على العملة الموحدة.

وبعدما أوصت كل من "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان تشيس آند كو" باقتراض اليورو لشراء عملات أكثر خطورة وذات عائد أعلى، أصبح مديرو الأموال في شركتي "أول سبرينغ غلوبال إنفستمنتس" (Allspring Global Investments) و"ناينتي وان آست مانجمنت" (Ninety One Asset Management) يفضلون تداول العملة الأوروبية مقابل عملات الأسواق الناشئة، في حين تراهن "أول سبرينغ" أيضاً على انخفاض اليورو مقابل الدولار الأميركي.

تلقت هذه القناعات دفعة هذا الأسبوع، بعدما انتهى الأمر برئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى فتح الباب أمام احتمالات إجراء تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة، مما دفع اليورو لتحقيق أسوأ أداء أسبوعي بين نظرائه في مجموعة العشرة. ومن المتوقع أن يصل سعر الفائدة الرئيسي في منطقة اليورو إلى 2.5% في نهاية عام 2024، مقارنة بـ 4% في الولايات المتحدة.

البحث عن بديل

قد يكون لظهور اليورو كعملة تمويل شعبية عواقب بعيدة المدى. فعلى مدى العامين الماضيين، كانت أسعار الفائدة دون الصفر في بنك اليابان تعني أن تكلفة اقتراض الين أقل، ودفعت العملة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ولكن مع تزايد ثقة المتداولين في أن الارتفاع قادم، فإنهم يبحثون عن بدائل.

اقرأ أيضاً: مسؤول بالمركزي الأوروبي يحذر من خطر خفض الفائدة قبل الأوان

قال كاماكشيا تريفيدي، رئيس قسم العملات العالمية وأسعار الفائدة واستراتيجية الأسواق الناشئة في بنك "غولدمان ساكس": "يواجه اليورو بعضاً من الرياح المعاكسة الشديدة"، بما في ذلك اقتصاد ألمانيا المتعثر، وضعف نشاط القطاع الخاص. أضاف: "يظل خيار التمويل جذاباً".

على الرغم من إصرارها على عدم تغيير موقفها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة، فإن اعتراف لاغارد يوم الخميس بتعثر النمو الاقتصادي، وتهدئة ضغط الأجور، واستمرار تباطؤ التضخم، كان كل ما يحتاجه المتداولون لتسعير خفض بمقدار ربع نقطة مئوية في أبريل بشكل كامل تقريباً.

رهان على ضعف اليورو

قالت لورين فان بيلغون، مديرة المحفظة الاستثمارية لدى "أول سبرينغ": "يبدو النمو في أوروبا أكثر خطورة من أي مكان آخر في مجموعة العشرة". وأضافت أن هذا "قد يخلق مساحة للبنك المركزي الأوروبي لخفض الفائدة في الربع الثاني، قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

اقرأ أيضاً: "المركزي الأوروبي" يبقي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة

خفضت "أول سبرينغ" استثماراتها في اليورو لصالح الدولار الأميركي عبر محافظ السندات العالمية خلال هذا الشهر. التقلبات المنخفضة لليورو - سعر الفائدة الضمني لشهر واحد في مقابل الدولار يقترب من أدنى مستوى له منذ عامين - تجعله واحداً من الطرق المفضلة لدى فان بيلغون لتمويل المراكز في عملات الأسواق الناشئة ذات العائدات الأعلى.

يراهن "غولدمان ساكس" على ضعف اليورو مقابل الروبية الهندية، متوقعاً أن ينخفض بنحو 3% إلى 88 روبية. وبالنسبة للتجارة الأكثر خطورة، فإنهم يوصون ببيع اليورو مقابل البيزو المكسيكي والريال البرازيلي.

المخاطر الجيوسياسية تعيق انتعاش اليورو

يقول الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان"، إن قوة الاقتصاد الأميركي، والمخاطر الجيوسياسية، وضعف منطقة اليورو، تعيق انتعاش العملة الموحدة. وانخفضت العملة بنسبة 1.6% منذ بداية العام.

قالت ميرا تشاندان، الرئيس المشارك لاستراتيجية العملات الأجنبية العالمية في بنك "جيه بي مورغان"، إنه من الأفضل استخدام اليورو "كممول وليس كمرشح للتعافي، مع تحول البنوك المركزية إلى السياسة النقدية الميسرة".

اقرأ أيضاً: توقعات بهبوط سعر الين وسط تحول رهانات الفائدة في أميركا واليابان

في حين أن التداولات قد تُحقق نتائج أفضل عند تنفيذ خفض أسعار الفائدة رسمياً، إلا أنها حققت بالفعل عائداً إيجابياً نسبياً مقابل الدولار.

حقق شراء البيزو الأرجنتيني ذي العائد المرتفع باليورو المقترض عائداً بنسبة 8% هذا الشهر، مقارنة بـ 6% إذا تم استخدام الدولار بدلاً من ذلك، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ومقابل الين، عادت التجارة بنسبة 11%.

تباين في الاتجاهات

قال فالنتين مارينوف، رئيس أبحاث العملات لمجموعة العشرة في شركة "كريديت أغريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB)، إن العملاء يناقشون بيع اليورو على المكشوف مقابل البيزو المكسيكي والريال والروبية.

أضاف: "قد تصبح هذه أكثر جاذبية بمجرد أن تبدأ دورات سياسة بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي في التباعد بشكل جدي عن الربع الثاني".

في الوقت نفسه، يقول أوغو لانسيوني، من "نيوبيرغر بيرمان"، ومايكل ساغر من "سي آي بي سي آست مانجمنت" (CIBC Asset Management) لإدارة الأصول، إن هناك خيارات أفضل من اليورو. وكلاهما يفضل الفرنك السويسري، في حين يقترح ساغر أيضاً الرنمينبي الصيني.

لكن مع تضييق فجوة أسعار الفائدة بين اليابان وأوروبا، من المرجح أن يتحول الحذر من الين إلى اليورو.

قال إيان كننغهام، رئيس قسم نمو الأصول المتعددة في شركة "ناينتي وان آست مانجمنت"، الذي يراهن على أن اليورو سينخفض مقابل الين، إن "أكبر عدم تناسق في تحديد المراكز خلال الأشهر الـ 12 إلى 18 المقبلة سيكون بين أوروبا واليابان". وكانت الشركة تستخدم اليورو المقترض لشراء الليرة التركية والراند الجنوب أفريقي والبيزو التشيلي.

تابع: "بالنسبة لما تم تسعيره، سوف تضطر أوروبا إلى التخفيف، واليابان إلى تشديد السياسة النقدية".