المصدر:
بلومبرغ
سجلت شركة "مايكروسوفت" أقوى نمو في إيراداتها منذ عام 2022، بفعل الاهتمام بمنتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي بدورها تقود الإنفاق المتجدد على الحوسبة السحابية.
وقالت الشركة في بيان يوم الثلاثاء إن إيرادات الربع الثاني، المنتهي في 31 ديسمبر، ارتفعت 18% إلى 62 مليار دولار، في حين بلغت الأرباح 2.93 دولار للسهم. وقد قدر المحللون الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم بلوغ متوسط أرباح السهم الواحد 2.78 دولار من مبيعات بقيمة 61.1 مليار دولار.
ارتفعت مبيعات الخدمات السحابية "أزور" (Azure) بنسبة 30%، مقارنة بنمو قدره 29% في الربع السابق، متجاوزةً توقعات المحللين البالغة 28%.
رهان الذكاء الاصطناعي
تعهد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا بتحويل "مايكروسوفت" إلى مركز قوة في الذكاء الاصطناعي من خلال شراكتها مع "أوبن إيه آي" الرائدة. وقد حصلت هذه الجهود على دفعة خلال هذا الربع بفضل إصدار برامج "أوفيس" المدعمة بالذكاء الاصطناعي للشركات. كما أن الخدمات السحابية التي تمكن العملاء من الشركات من بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم باستخدام تقنية "أوبن إيه آي" ساهمت أيضًا في زيادة الطلب على "أزور". ومع ذلك، ربما يبحث بعض المستثمرين عن قفزة أكبر في قسم السحابة، بالنظر إلى كل الحماس للأدوات الجديدة وتركيز "مايكروسوفت" على تقديمها للعملاء. ولم تشهد أسعار الأسهم تغيرات ملحوظة في التداولات المتأخرة بعد صدور نتائج الأعمال.
قال دان مورغان، أحد كبار مديري المحافظ في شركة "سينوفوس تراست" (Synovus Trust): "على صعيد البرمجيات، يحاول الجميع اللحاق بـ"مايكروسوفت". إن مركز البيانات السحابية هو أهم مساحة للذكاء الاصطناعي، والمكان الوحيد الذي يمكننا رؤية ارتفاع حقيقي بدعم من الذكاء الاصطناعي. لكن هذا لا يكفي لتعويض الاتجاهات طويلة الأمد، فنحن لم نعد نحقق نمواً يصل إلى 50% و60% في "أزور"".
وانخفض سعر سهم "مايكروسوفت" إلى مستوى منخفض بلغ 401.50 دولار في التعاملات المتأخرة، ثم عوضت بعض الخسائر. وأغلقت عند 408.59 دولار في نيويورك. وارتفع السهم 19% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023، مقارنة بارتفاع 11% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
أدى التفاؤل بشأن آفاق الذكاء الاصطناعي لشركة "مايكروسوفت" إلى رفع قيمتها السوقية إلى ما يزيد عن 3 تريليونات دولار، متجاوزة شركة "أبل" باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم.
دمج الذكاء الاصطناعي بمنتجات "مايكروسوفت"
وقالت "مايكروسوفت" في عرض تقديمي على موقعها الإلكتروني إن إيرادات المنتجات السحابية التجارية ارتفعت 24% إلى 33.7 مليار دولار. أصدرت الشركة في الأول من نوفمبر على نطاق واسع إصدار الشركة من "مساعد مايكروسوفت 365" -وهو مساعد الذكاء الاصطناعي لبرامج "أوفيس" مثل "وورد"، و"أوتلوك"، و"باور بوينت"، و"تيمز"- لكبار العملاء. وفي الشهر الحالي، قامت "مايكروسوفت" بتوسيع نطاق الوصول إلى الشركات الصغيرة وأصدرت نسخة للمستهلك بقيمة 20 دولاراً. تكلف الأدوات الجديدة الشركات 30 دولاراً إضافياً في الشهر بالإضافة إلى اشتراكاتها الحالية، ويمكن أن تصبح يوماً ما مصدراً مهماً للإيرادات المتكررة.
قالت إيمي هود، المديرة المالية لشركة "مايكروسوفت"، إن معدل نمو "أزور" زاد بنسبة 6% بفضل الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي. وأضافت إن الاهتمام بمنتجات الذكاء الاصطناعي سيقود العملاء أيضاً إلى إنفاق المزيد مع "مايكروسوفت" على الخدمات الأساسية مثل التخزين وقوة الحوسبة.
أوضحت هود في مقابلة: "نريد أن نكون المكان الذي يمكن للناس أن يأتوا إليه بثقة أكبر لتشغيل نموذج الذكاء الاصطناعي". مشيرة إلى أن خدمة "مايكروسوفت أوفيس" السحابية لمستخدمي الأعمال تجاوزت أيضاً 400 مليون عميل مشترك في هذا الربع.
ارتفعت المبيعات في الوحدة التي تستخدم المزيد من الحوسبة الشخصية (More Personal Computing) إلى 16.9 مليار دولار، متجاوزة قليلاً متوسط توقعات المحللين. ارتفعت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية العالمية 0.3% خلال هذا الربع، وفق شركة أبحاث السوق "غارتنر"، وهي أول زيادة منذ عامين وعلامة على استقرار الطلب.
إيرادات إكس بوكس
قفزت إيرادات محتوى الخدمات "بوكس" بنسبة 61%، وهي النتيجة الفصلية الأولى التي شملت أعمال "أكتيفيجن بلايزارد" (Activision Blizzard) التي استحوذت عليها الشركة في أكتوبر لدعم أعمال "إكس بوكس". وفي الأسبوع الماضي، ألغت الشركة 1,900 وظيفة في قسم الألعاب، العديد منها في "أكتيفيجن بليزارد". وفي يوم الاثنين، عينت "إكس بوكس" جوانا فارس رئيسةً جديدةً لوحدة "بليزارد"، حيث تحاول "مايكروسوفت" دمج الشركات المستحوذ عليها وبدء النمو في إيرادات الألعاب.
استثمرت الشركة التي يقع مقرها في ريدموند بواشنطن 13 مليار دولار في شركة "أوبن إيه آي" الناشئة، وهي شراكة دفعت شركة صناعة البرمجيات البالغة من العمر 48 عاماً إلى طليعة السباق لبناء تطبيقات جديدة تتيح للعملاء إنشاء محتوى جديد من بياناتهم ومعلوماتهم التي تم جمعها من الويب. ومرت الشراكة لفترة وجيزة بأحداث درامية في نوفمبر عندما أطاح مجلس إدارة "أوبن إيه آي" بالمؤسس المشارك وحليف ناديلا الرئيسي سام ألتمان، ثم أعادته إلى دوره القيادي في الشركة بعد بضعة أيام، بعد أن عرضت "مايكروسوفت" تعيينه بدلاً من ذلك.
على الرغم من أن الاضطرابات الإدارية جذبت الانتباه، إلا أنها ربما لم تضر إيرادات "مايكروسوفت" في مجال الذكاء الاصطناعي كثيراً، هذا إن كانت قد أضرتها على الإطلاق، وفق ما كتبه برنت ثيل، المحلل لدى "جيفريز"، في مذكرة للعملاء. ومع ذلك، ينتظر المستثمرون أن تقدم "مايكروسوفت" بيانات وتوقعات ثابتة حول كيف ومتى سيقدم الذكاء الاصطناعي مساهمة ذات معنى في الأرباح.
تصنيفات
