صناديق "بتكوين" المتداولة تعوّض فجوة انهيار "ألاميدا"

صانعو السوق: انهيار صندوق التشفير أدى إلى تعثر أحجام تداول العملات المشفرة

شعار "بتكوين" على كوب
شعار "بتكوين" على كوب المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شكّل عصر صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة بالولايات المتحدة فرصة لإصلاح التدهور الذي أصاب أسواق العملات المشفرة إثر انهيار بورصة "إف تي إكس" (FTX) وصندوق التحوط الشقيق "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research)، وفقاً لشركات عاملة في صناعة السوق.

الانهيار الداخلي لهاتين المؤسستين المحوريتين سابقاً في مجال الأصول الرقمية في أواخر عام 2022، بعد تراجع أسعار العملات المشفرة والاحتيال الضخم، خلّف ما يُسمى بـ"فجوة ألاميدا" في تداول العملات المشفرة بأحجام متعثرة، إلى جانب تضاؤل القدرة على استيعاب الطلبات بسلاسة.

تتوقع كبريات شركات صناعة السوق "أوروس" (Auros) و"وينترميوت تريدينغ" (Wintermute Trading Ltd) و"جي إس آر ماركتس" (GSR Markets Ltd) أن يبدأ إغلاق الفجوة لكنها تقول إن ذلك سيستغرق وقتاً. تجادل هذه الشركات بأن الصناديق التابعة لشركات مثل "بلاك روك" (.BlackRock Inc) و"فيديلتي إنفستمنتس" (Fidelity Investments) التي أُطلقت في 11 يناير، وهي أول صناديق استثمار متداولة في الولايات المتحدة تضم "يتكوين" بشكل مباشر، ستجذب المزيد من اهتمام المستثمرين والتدفقات إلى العملات الافتراضية.

توقع لي شي، رئيس التداول في "أوروس"، أن نشهد ارتفاعاً عاماً في السيولة على جميع المجالات، مضيفاً أن هذه المسألة قد تستغرق أسابيع أو أشهراً، وتتوقف مؤقتاً بسبب التحولات قصيرة المدى في المعنويات.

ينشر صناع السوق رؤوس أموالهم الخاصة والأموال المقترضة لإنشاء أسواق للعملات المشفرة، سعياً للاستفادة من التباين في أسعار البيع والشراء.

بداية قياسية للتعاملات على صناديق "بتكوين" المتداولة

صافي التدفقات

أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن الصناديق العشرة المتداولة للاستثمار في "بتكوين" بالولايات المتحدة استقطبت تدفقات إجمالية صافية تبلغ نحو 1.6 مليار دولار حتى الآن.

قالت "بلومبرغ إنتليجنس" إن حجم التداول في صناديق الاستثمار المتداولة انخفض إلى 1.2 مليار دولار حتى 31 يناير الماضي، بعد أن كان 4.7 مليار دولار في اليوم الأول من إطلاق الصناديق، ويرجع ذلك جزئياً إلى هدوء الصخب بشأنها.

أثرت هذه المنتجات بالفعل على أسواق العملات المشفرة. فقد أدت توقعات صناديق الاستثمار المتداولة، بالإضافة إلى الرهانات على سياسة نقدية أكثر مرونة، إلى رفع قيمة "بتكوين" بنسبة 88% في الأشهر الـ12 الماضية لتصل إلى نحو 43 ألف دولار.

ارتفع أكبر أصل رقمي إلى 49 ألف دولار في يوم واحد عندما بدأت صناديق الاستثمار المتداولة في التداول، أي أقل بنحو 20 ألف دولار من الرقم القياسي المسجل في عام 2021، لكن العملة المشفرة لم تحافظ على المستوى المرتفع.

وصلت أحجام التداول الفورية للأصول الرقمية إلى أعلى مستوى لها منذ 19 شهراً بما يقرب من 1.4 تريليون دولار في يناير، وفقاً لـ"سي سي دي داتا" (CCData)، على الرغم من أن هذا لا يزال أقل من المستوى المتوسط الشهري خلال موجة صعود العملات المشفرة في عصر الجائحة لعام 2021.

قال إيفجيني غايفوي، المؤسس المشارك لشركة "وينترميوت": "أتوقع أن نصل إلى مستويات 2021 من حيث الحجم بحلول نهاية العام، بالنسبة إلى بتكوين على وجه الخصوص. إذا وصلنا إلى المستوى المسجل في عام 2021 من حيث مدى جنون كل شيء، فسوف نحتاج إلى جمع مئات الملايين من رأس مال التداول".

سعر بتكوين يتجه لتسجيل أطول سلسلة مكاسب منذ مارس 2021

عمق السوق

بالنسبة إلى عُمق السوق -وهو قدرة سوق العملات المشفرة على تحمل طلبات كبيرة نسبياً دون التأثير على الأسعار بلا داعٍ- فقد تحسّن ذلك لكن بشكل أقل مما كان عليه الحال قبل إفلاس "إف تي إكس" و"ألاميدا".

كتبت شركة الأبحاث "كايكو" (Kaiko) في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس" تقول إن المتوسط اليومي لكمية العطاءات والطلبات في حدود 2% من سعر "بتكوين" قد سجّل "ارتفاعاً طفيفاً" خلال شهر يناير، بينما كان أقل من مستويات ما قبل انهيار "إف تي إكس"، "مما يشير إلى أن صانعي السوق لم يعودوا بكامل قوتهم". كمية أكبر من العطاءات والطلبات في حدود 2% تعادل سيولة أفضل، والعكس صحيح.

كانت شركة "كايكو" قد ابتكرت مصطلح "فجوة ألاميدا" في عام 2022، وهو مصطلح شامل يبرز الدور الذي لعبه صندوق التحوط هذا في توفير سيولة العملات المشفرة بالإضافة إلى التأثير المرعب لانهياره والحملة التنظيمية اللاحقة.

قال تشوان جين فونغ، رئيس المبيعات في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "جي إس آر ماركتس"، إن التوقعات تحسنت الآن حيث يُتوقع أن تتجاوز التدفقات طويلة الأجل في صناديق الاستثمار المتداولة التوقعات.

قال فونغ: "سيكون هناك تشديد طبيعي في فروق أسعار العرض والطلب، مع نمو السيولة الإجمالية، وارتفاع أحجام الطلبات وتحسن عمق السوق".