بن سليّم لـ"الشرق": "موانئ دبي" تنافس على مناقصة شراء ميناء حيفا

رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم
رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم أ ف ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشف سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، أنَّ الشركة تقدَّمت للمنافسة على مناقصة شراء وتشغيل ميناء حيفا، وأنَّها تأهَّلت للمراكز النهائية للمناقصة.

وقال "بن سليّم"، في مقابلة حصرية مع "الشرق"، "قدَّمنا عرضاً نعتقد أنَّه سيحقق أرباحاً للشركة، لكن إذا خسرنا المناقصة فلدينا بدائل أخرى للوجود في إسرائيل، من خلال خطط لموانئ جافة في إسرائيل، يمكننا في خلالها الوصول إلى أسواق أوروبا".

ويأتي تقدُّم مجموعة موانئ دبي العالمية للمنافسة على شراء ميناء حيفا بعد أن سمح المسؤولون الإسرائيليون للشركة بالمضي قدماً في خصخصة أكبر ميناء بحري في إسرائيل، في حين أبقوا شركة "يلدريم" القابضة التركية تحت مزيد من التدقيق.

وقال "بن سليّم"، في مقابلة حصرية مع الإعلامية صبا عودة عبر قناة "الشرق"، إنَّه من المتوقَّع أن تقوم "موانئ دبي" بالتوقيع قريباً على عقد إنشاء وتشغيل ميناء جاف في دولة مالي.

أكبر استثمار في إفريقيا

وفي تصريحات سابقة، قال "بن سليم"، إنَّ مجموعة موانئ دبي وقَّعت عقد امتياز لمدة 20 عاماً مع أنغولا، لإدارة وتشغيل محطة حاويات متعددة الأغراض في ميناء "لواندا"، باستثمارات قيمتها 190 مليون دولار على مدار مدَّة الامتياز.

وأضاف: "في السنغال لدينا اتفاق لتطوير ميناء المياه العميقة في ندايان، على بعد حوالي 50 كم من الميناء الحالي في داكار، وستستثمر موانئ دبي العالمية 837 مليون دولار في المرحلة الأولى، ومن المتوقَّع أن يتَّبع ذلك مرحلة ثانية باستثمار 290 مليون دولار".

وأشار إلى أنَّ هذا الاستثمار سيكون الأكبر لموانئ دبي العالمية في إفريقيا حتى الآن، إذ سيدعم المشروع تنمية السنغال خلال القرن القادم، ويعزِّز دور داكار كمركز لوجستي رئيسي، وبوابة لغرب وشمال غرب إفريقيا، فلدينا حالياً عمليات في الصومال، ورواندا، وموزمبيق، والجزائر، ومصر، ودخلنا مؤخراً في شراكات امتياز مع حكومة أنغولا، وحكومة السنغال.

مبادرة توزيع لقاحات "كورونا"

وحول مبادرة منظمة الصحة العالمية الخاصة بتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد19، أكَّد "بن سليّم" أنَّ موانئ دبي العالمية ستضع خدماتها وبنيتها التحتية اللوجستية العالمية مجاناً لدعم مبادرة اليونيسيف، التي تستهدف توفير ملياري لقاح "كورونا" بحلول نهاية العام.

وأشار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، إلى أنَّ شراكة المجموعة مع اليونيسف، تهدف إلى توفير ملياري لقاح "كورونا بحلول نهاية العام.

وقال في مقابلته مع "الشرق": "سنساعد في توزيع المعدَّات الطبية واللقاحات، وندعم اليونيسف في مبادرة "كوفاكس"، وسد الفجوات في سلسلة إمداد اللقاحات".

وأضاف: "إضافة إلى بنيتنا التحتية، سوف نشارك المعرفة والخبرة الفنية للتعامل مع العوائق داخل الدول، وتجاوز الحواجز الهيكلية، ويشمل ذلك تسريع حركة البضائع، وعدم تطبيق الرسوم، والمساهمة بتوفير حاوياتنا المبردة، وقدراتنا المدمجة في عمليات التخزين".

وأوضح "بن سليّم" أنَّ المجموعة تقوم في ميناء جبل علي في دبي، بتعزيز الإمكانات بشكل سريع لتحويل الميناء إلى مركز عالمي للتخزين والتوزيع عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، والهند، وشمال إفريقيا.

وقال: "نتحدَّث مع جميع مصنِّعي اللقاحات الرئيسيين لمساعدتهم في إعادة تشكيل سلاسل التوريد التي يستخدمونها، وسنركِّز على الأسواق النامية في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية التي يصعب الوصول إليها".

وأضاف رئيس موانئ دبي: "ما لم يتوفَّر اللقاح للجميع، فإنَّ الوباء لن ينتهي. إنَّ توزيع لقاحات كوفيد-19 يعدُّ أكبر تحدٍ لوجستي للبشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن من بين 12 مليار جرعة تقريباً، من المتوقَّع أن ينتجها القطاع الصيدلاني هذا العام، تمَّ حجز حوالي 9 مليارات لقاح للدول الغنية، ويمثِّل ذلك الرقم 14٪ فقط من سكان العالم".

ولفت "بن سليّم" إلى أنَّ حجم المزايا الاقتصادية لحلِّ اللقاحات المتكافئ عالمياً بـ153 مليار دولار على الأقل خلال العام الحالي، و 466 مليار دولار بحلول عام 2025 لأغنى بلدان العالم، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة "بيل"، و"ميليندا غيتس".

خسائر الاقتصادات المتقدمة جراء "كورونا"

وأشار إلى أنَّ منظمة الصحة العالمية وجدت أنَّه إذا استمر دور اللقاحات في البلدان النامية في مسارها الحالي، فإنَّ الاقتصادات المتقدِّمة تواجه خسائر تصل إلى 2.4 تريليون دولار، أي 3.5% من ناتجها المحلي الاجمالي السنوي مع استمرار الجائحة.

وحول تأثير جائحة كوفيد-19 على التجارة والتوقُّعات المستقبلية لعام 2021، قال رئيس موانئ دبي، إنَّ التجارة العالمية في مجال السلع عادت إلى مستويات ما قبل الجائحة في أواخر العام الماضي، وفقاً لمكتب هولندا لتحليل السياسات الاقتصادية.

وأوضح أنَّ الإنتاج الصناعي في نوفمبر 2020 كان أعلى بنسبة 0.1% مقارنةً بشهر نوفمبر 2019، ويعود ذلك إلى حدٍّ كبير للنمو في الصين، في حين ارتفعت الأحجام في الربع الثالث من عام 2020 بالنسبة لموانئ دبي العالمية بنسبة 1.9% على أساس سنوي مقارنة بتراجع القطاع عالمياً بنسبة 2.2%.

وأما بالنسبة إلى اتفاق السلام الذي وقَّعته دولة الإمارات مع إسرائيل، (اتفاقات ابراهام)، قال "بن سليّم": "سيؤدي السلام والاستقرار إلى زيادة النشاط التجاري بين دول المنطقة، وتحسين الروابط اللوجستية. ففي الشرق الأوسط أدنى معدل للتجارة البينية في العالم، إذ تشكِّل صادرات دول منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا إلى الجيران الإقليميين نسبة 3.5 % فقط".

وأضاف: "عندما يكون الاقتصاد قوياً، يستفيد الجميع، نعتقد اعتقاداً راسخاً أنَّ تحسين العلاقات مع إسرائيل سوف يفيد الفلسطينيين".

وعن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) على أعمال "موانئ دبي"، قال "بن سليّم": إنَّ "العمليات في موانئنا في المملكة المتحدة وأوروبا تُنفَّذ بسلاسة، وإنَّ موانئ دبي العالمية تلتزم بالاستثمار في البنية التحتية للتجارة في المملكة المتحدة".

وأوضح أنَّه على مدى السنوات العشر الماضية، تمَّ استثمار ملياري جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أنَّ بوابة لندن تعدُّ واحدة من أكبر المشاريع الاستثمارية المموَّلة من القطاع الخاص في المملكة المتحدة خلال الثلاثين عاماً الماضية.

وأضاف أنَّه على مدى السنوات العشر المقبلة، تمَّ تخصيص حوالي مليار جنيه إسترليني من الاستثمارات الإضافية في المملكة المتحدة.