عمَّ يعبر انسحاب إيلون ماسك من "تويتر"؟

 إيلون ماسك
إيلون ماسك بلومبرغ
Lionel Laurent
Lionel Laurent

Bloomberg Opinion. Writing my own views on Flag of European UnionFlag of FranceMoney-mouth face(Brussels/Paris/London) here: https://bloom.bg/2H8eH0P Hate-love-mail here: llaurent2 at bloomberg dot net

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمكن للقادة استغلال الحشود بسهولة، إنَّها نظرية عالم النفس غوستاف لوبون في القرن التاسع عشر، الذي كان شعاره لتوجيه الجماهير "التأكيد، التكرار، العدوى".

الأسواق المالية اليوم تسير على المبدأ نفسه إلى حدٍّ كبير، لكن للسيطرة على الحشود صعوباتها؛ فقد أثارت الميمات، وصور جيف (GIF)، والتغريدات التي تمَّت مشاركتها بسهولة تدافعاً متقلِّباً في زوايا سوق الأسهم، والمعادن، والعملات المشفرة، مع تأجيج مليارديرات التكنولوجيا من أمثال إيلون ماسك، أو شاماث باليهابيتيا لهيبها أكثر. تبدو لقطات الشاشة لأرصدة السمسرة كأنَّها جراح حرب.

وتجري مشاركة شعارات مثل "اشتروا الفضة، اسحقوا جي بي مورغان" بسرعة حتى لا يعود للإشارة إلى تناقضاتها وقت. وتُعَدُّ كتابة بارت سيمبسون ميمات: "لن أبيع إيه إم سي AMC أبداً" بمثابة تحذير لأولئك الذين يتجاهلون، ويفشلون في "الصمود".

تلاعب محتمَل في السوق

قال ماسك، إنَّ هذه الصور تحكي "10,000 كلمة"، في حديث مع "كلوب هاوس" (Clubhouse) من خلال تطبيق "هانغ أوت" (Hangout) الصوتي يوم الإثنين: "مَن يتحكَّمْ في الميمات، يتحكَّمْ في الكون" (وقد بدا أقلّ ارتياحاً يوم الثلاثاء، عندما غرَّد على موقع تويتر بأنَّه سيغادر تويتر "لفترة من الوقت"). لا شك أنَّ المنظِّمين سوف يتوصَّلون إلى استنتاجاتهم الخاصة عندما يبدؤون البحث عن تلاعب محتمَل في السوق، ويحذِّرون من هبوط شديد لبعض المتداولين ذوي الحظ السيئ اليوم.

لكنَّ الحشود تحتاج إلى أكثر من الميمات لتبقى متَّحدة، خاصة عندما يكون الإغراء بالحصول على أرباح من صفقات الضغط القصير غير قابل للمقاومة. سأبقى بعيداً عن تويتر لفترة (إيلون ماسك – 2 فبراير 2021)، والآن بعد أسبوع من دفع ماسك الأسواق إلى الارتفاع بضغطة بسيطة لنشر تغريدة على تويتر، بدأنا نرى حدود طفرة الميم في الأسهم.

وارتفعت عملة بتكوين 14% في الأسبوع الماضي، عندما أضاف ماسك كلمة "العملة المشفرة" إلى سيرته الذاتية على تويتر، وانخفضت 3% خلال 3 أيام، حتى بعد التحقُّق مجدداً من الاسم.

أما "دوغيكوين" (Dogecoin) العملة الرقيمة التي تحمل سمة "شيبا إنو" (Shiba Inu) التي بدأت كمزحة، فقد تراجعت 46% بعد أن قفزت أسهمها خمسة أضعاف مدفوعة بمقولة مشابهة لماسك. كما تراجعت أسهم الشركة البولندية لصناعة الألعاب الحاسوبية "سي دي بروجيكت" (CD Projekt) إلى الأرض بعد أن مدح الملياردير لعبتها "سايبر بانك 2077" (Cyberpunk 2077) بأنَّها رائعة، ففي النهاية صديقته "غريمز" تؤدي صوت واحدة من الشخصيات، ليصنع مليونيراً جديداً.

فالأمر لا يتعلَّق فقط بعمليات الانتقاء الفريدة من نوعها لمؤسس "تسلا"، كما أنَّ الهدر في بتكوين لا يتطابق تماماً مع السيارات الكهربائية، بل بالتقاطعات مع المتداولين اليوميين أصحاب الرافعة المالية. وشهد هذا الأسبوع توظيف أكبر سهمين رمزيين يتدافع عليهما متداولو "ريديت" كطريقة لتحطيم صناديق التحوُّط، وهما "غايم ستوب"، و"إيه إم سي إنترتينمنت"، اللذان تلقَّيا ضربات هذا الأسبوع. وتبدو مقولة "تثبيت الخط" يائسة بازدياد.

التكنولوجيا الجديدة

بغضِّ النظر عن كبر حجم الحشود، لدى قوة الميمات حدود عندما يتعلَّق الأمر بالمصالح الشخصية في الحصول على عائدات كبيرة. وتعتقد فلورانس روسمان، إخصائية السلوك التمويلي في "يو إل بي" (ULB) في بروكسل، أنَّ أوائل المحرِّضين لميمات الأسهم المتداولة حصدوا أرباحهم الآن.

وربطت الأمر بموجات تبني التكنولوجيا الجديدة: "يوجد فرقٌ بين أوائل المتحركين أصحاب شهية المغامرة الأكبر، والقادمين المتأخرين الذين يخشون فوات الفرصة ببساطة".

هذه الميمات المُعدِية في انتشارها والمستندة إلى ذكاء سحلية "حارب أو اهرب"

لايمكنها أن تخفي أنَّ هذا ليس حشداً واحداً متناغماً، بل هو عدد من المجموعات الفرعية. بالرغم من أنَّ هناك عدداً مناسباً من المتابعين لثروة ماسك وغروره، وكذلك باليهابيتيا، الذي تقع رسائله أحياناً على آذان صماء. وتحب نخبة التكنولوجيا الثرية اللعب من خلال دفع "وول ستريت"، والمؤسسات النامية، لكنَّ ميمات جيدة لا يمكن أن تتفوَّق على النفاق أو السخرية.

لا أحد يعتقد فعلاً أنَّ ماسك سيستخدم ثروته الهائلة عندما يغرِّد بكلمة بتكوين، وأنَّ أغنى رجل في العالم كان في موقف حرج سابقاً بشأن استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي.

ويتجنَّب ماسك سرد أمور داخلية، أو الإفصاح عن معارف تخصصية حول الرهانات التي يتحقَّق من أسمائها، مما يجعله شخصاً غريباً، كما تعتقد جولين نيبينزاهل، مديرة صندوق في "فيوتشر إنفيستمنت مانجرز" (Investment FuturManagers). وليس من الواضح إن كان مناصراً لـ"إولز" (lulz) أو للشخص الصغير.

وفي ما يشبه تغريدات دونالد ترمب الغريبة على تويتر بصفته رئيس الولايات المتحدة؛ فقد تصبح رسائل ماسك جزءاً من التفاصيل الإيديولوجية لأسواق اليوم التي يحرِّكها التجار الأفراد. ومن المؤكَّد أنَّه محميٌّ على الأقل بشكل أكبر من تداعيات الصفقات الفردية المتقلِّبة ذات الرافعة المالية من الذين يغوصون فيها بغرض إلصاقها بـ"الرجل". ستبقى هذه الظاهرة معنا لوقت أطول بكثير، وستحتاج إلى كثير من التعديلات من جانب المستثمرين والمنظِّمين. لكن لا يهم عدد الأشخاص الذين ينشرون ميمات "حافظوا على الخط"؛ يبدو أنَّ عقلاً خاصاً لدى الحشود.