أكبر شركة موانئ في ماليزيا تبحث عن مستثمرين لتوسعة بـ8 مليارات دولار

تدرس شركة "ويستبورتس هولدينغز" (Westports Holdings Bhd)، أكبر مشغل للموانئ في ماليزيا، البحث عن مستثمرين استراتيجيين خارجيين للمساعدة في تمويل أعمال توسعة بقيمة 39.6 مليار رينغيت (8.3 مليار دولار) والتي تهدف إلى مضاعفة القدرة الاستيعابية تقريباً في العقود المقبلة.

قال الرئيس التنفيذي روبن أمير غنانالينغام: "سنكون منفتحين على ذلك، إذا كان هناك شخص يمكنه أن يأتي ويضيف قيمة لنا.. لم نستبعد أي شيء".

أضاف في مقابلة أن الشركة تدرس أيضاً خطة لإعادة استثمار الأرباح والاقتراض للمساعدة في تمويل توسيع ميناء "كلانغ". يعد الميناء ثاني أكبر ميناء في جنوب شرق آسيا، وستشهد الخطة زيادة طاقته إلى 27 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدماً، مقارنة بـ 14 مليوناً حالياً، على مدار مدة الامتياز، التي تستمر حتى عام 2082.

تعكس التوسعة التي تسعى إليها "ويستبورتس"، والتي من المقرر أن تبدأ مع تشغيل أول محطة من ثماني محطات جديدة للحاويات في عام 2027، خططاً طموحة مماثلة من جانب الجيران عبر مضيق ملقا، أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاماً في العالم.

ماليزيا تتفق مع "مصدر" الإماراتية لإطلاق مشروع طاقة متجددة بـ8 مليارات دولار

تقوم سنغافورة ببناء ما سيكون أكبر محطة حاويات آلية في العالم عند اكتمال ميناء "تواس" في عام 2040 بتكلفة متوقعة تبلغ 20 مليار دولار سنغافوري (15 مليار دولار). وفي الوقت نفسه، ومع توقع أن تتجاوز أحجام حركة المرور قدرة المضيق بحلول عام 2030، اقترحت تايلاند مشروعاً لتجاوز الممر الملاحي بالكامل، حيث تم طرح خطة لبناء "جسر أرضي" بقيمة 28 مليار دولار بطول 62 ميلاً سيربط بين ميناءين بحريين، ويقلل وقت السفر بمقدار أربعة أيام.

وفي هذا السياق، قال "روبن" إنه غير قلق من الفكرة في الوقت الحالي لأن عملاءه لم يفكروا جدياًَ في المشروع كبديل.

شراء الأصول

ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 20% منذ بلوغ أدنى مستوياتها الأخيرة في أكتوبر، متجاوزة المكاسب التي بلغت 5% تقريباً في مؤشر كوالالمبور. وكان لدى ثلثي المحللين الذين يغطون الشركة توصية "بالشراء".

ماليزيا تجمع 970 مليون دولار من طرح صكوك خضراء

تبحث "ويستبورتس" عن فرص لشراء موانئ أخرى في جنوب شرق آسيا، لكنها لن تدفع مبالغ زائدة مقابل الأصول، وفقاً لـ"روبن"، الذي خلف والده الراحل غنانالينغام غوناناث لينغام كرئيس لمجلس الإدارة العام الماضي.

وقال: "تقدمنا بعروض لموانئ، لكن لدينا حد لمدى الارتفاع الذي يمكنك الوصول إليه". وأضاف: "هدفنا هو تحقيق عوائد جيدة على الاستثمار. هدفنا ليس وضع الأساس وخسارة الأموال”.

استدامة الصناعة

تعد الاستدامة محوراً رئيسياً آخر. تخضع الصناعة البحرية العالمية لتدقيق متزايد، حيث زادت انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 20% في العقد الماضي وهي تمثل الآن حوالي 3% من الإجمالي العالمي. تعمل شركات الشحن على تسريع الجهود الرامية إلى التحول البيئي، وإصلاح الأساطيل لتلبية هدف الصناعة المتمثل في صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

شهدت جهود شركة "ويستبورتس" لتقليل بصمتها الكربونية نتائجَ متباينة، وتقوم الشركة الآن بإعادة التفكير في استخدامها للسيارات الكهربائية، وهي الدعامة الأساسية لجهود العديد من الشركات للحد من انبعاثاتها.

وقال "روبن": "المثير للدهشة هو أن شاحنات السيارات الكهربائية التي جربناها أنتجت انبعاثات أكثر من الديزل في ظل ظروف معينة، لأن شبكتنا قذرة للغاية بسبب الفحم". مضيفاً: "لذلك قررنا إبطاء استخدام المركبات الكهربائية".