اضطراب سلاسل التوريد يؤخر تسيير أطول الرحلات الجوية في العالم

"كوانتاس" و"الخطوط النيوزيلندية" تنضمان إلى قائمة شركات الطيران المتأثرة بتأخر تسليم الطائرات

مقاعد درجة الأعمال في طائرة "إيرباص إيه 350-900" التابعة للخطوط الجوية السنغافورية في معرض سنغافورة الجوي الذي أقيم في مركز شانغي للمعارض في سنغافورة
مقاعد درجة الأعمال في طائرة "إيرباص إيه 350-900" التابعة للخطوط الجوية السنغافورية في معرض سنغافورة الجوي الذي أقيم في مركز شانغي للمعارض في سنغافورة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انضمت شركتا "كوانتاس إيرويز" (Qantas Airways) و"الخطوط الجوية النيوزيلندية" (Air New Zealand) إلى قائمة شركات الطيران المتأثرة بتأخر تسليم الطائرات مع استمرار اضطرابات سلاسل التوريد في تهديد صناعة الطيران.

أعلنت "كوانتاس" يوم الخميس أن أول طائرة "إيرباص" من طراز "إيه 350" للرحلات طويلة المدة ستصل في منتصف 2026، أي بعد ستة أشهر من الموعد المقرر. وهذا سيؤدي إلى تأجيل تسيير الرحلات المباشرة التي تربط سيدني بنيويورك ولندن، والتي يُتوقع أن تكون أطول الرحلات الجوية التجارية المباشرة في العالم.

إقبال الأثرياء يدفع شركات الطيران لإحياء الطائرات الضخمة

وقال كريستيان شيرير، الرئيس التنفيذي للطائرات التجارية لدى "إيرباص"، في مقابلة أجراها بمعرض سنغافورة الجوي يوم الخميس، إن التأخير ناتج عن إعادة تصميم خزان الوقود الإضافي اللازم للرحلات طويلة المدة.

في الوقت نفسه، قالت الخطوط الجوية النيوزيلندية إن طائراتها الجديدة من طراز "بوينغ 787 دريملاينر" لن تصل على الأرجح حتى منتصف 2025 على الأقل، ما يؤخر الإطلاق البارز للأسرة ذات الطابقين في الدرجة الاقتصادية والتي كان يُتوقع توافرها في سبتمبر على متن رحلاتها إلى نيويورك وشيكاغو.

اضطرابات سلسلة التوريد

تسعى شركتا "بوينغ" و"إيرباص" جاهدتين لتعزيز إنتاجهما بسرعة كافية لتلبية الطلب المتزايد على الطائرات الجديدة بعد الوباء. لكن سلسلة التوريد تواجه اضطرابات لعدة أسباب، منها نقص المكونات أو المهارات وتأخر إصدار التراخيص والتدقيق التنظيمي على "بوينغ". وتداعيات ذلك واضحة، فشركات الطيران لا تستطيع تلبية الرغبة في السفر الجوي، ما يقيد النمو ويرفع أسعار التذاكر.

"إيرباص" تستهدف تسليم 800 طائرة هذا العام بينما تعاني "بوينغ"

وقال غريغ فوران، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية النيوزيلندية، إن "النظام البيئي للطيران العالمي لا يزال يتعرض لضغوط هائلة".

فعلى سبيل المثال نفذت خطوط إنتاج عائلة طائرات "إيرباص إيه 320 نيو" الشهيرة حتى نهاية العقد، ما يثير استياء شركات الطيران التي تمتلك رؤوس أموال مخصصة للتوسع.

عن ذلك، قال تشانغ كو وي، رئيس شركة "ستارلوكس إيرلاينز" (Starlux Airlines)، في سنغافورة يوم الأربعاء: "من الصعب أن تحصل على طائرة حتى لو كنت تملك المال". طلبت شركة الطيران ومقرها تايبيه العديد من طائرات الركاب والبضائع عريضة البدن من "إيرباص"، لكنها لا تزال تبحث عن صفقة لشراء الطائرات ضيقة البدن الشهيرة.

قالت شركة تصنيع المحركات "سي أف أم إنترناشيونال" (CFM International)، في بداية المعرض، إن قطاع الطيران سيتضرر من اضطرابات سلسلة التوريد خلال بقية هذا العام على الأقل. ويتوقع ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن تستمر المشاكل لفترة أطول، مشيراً إلى أن أعداداً كبيرة من الطائرات ستتوقف عن الطيران خلال 2024 وحتى 2025.

مشاكل طائرة "737 ماكس"

أوضحت شركة "رايان إير هولدينغز" (Ryanair Holdings) في أواخر العام الماضي، تفاقم تأخير تسليم طائرات "بوينغ 737 ماكس"، وحذرت في يناير من إمكانية مواجهة نقص في سبعة تسليمات تعاقدت عليها بحلول الصيف.

إدارة الطيران الفيدرالية تأمر بتعليق تحليق بعض طائرات "بوينغ 737 ماكس 9"

تعقدت الأمور أكثر بعد أن تفاقمت مشاكل طائرة "737 ماكس". وفرضت إدارة الطيران الفيدرالية قيوداً على إنتاج الطائرة حيث تقوم بتقييم عمليات التصنيع في "بوينغ" بعد انفجار لوحة من جسم طائرة تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" (Alaska Airlines) في يناير.

إضافة إلى طائرة "بوينغ 787" المتأخرة، قالت الخطوط الجوية النيوزيلندية إن الصيانة الإضافية لمحركات "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney) الخاصة بطائرات "إيه 321 نيو" ستُوقف تحليق خمس طائرات في وقت ما لمدة 18 شهراً على الأقل.