ماذا سيحدث إذا اندمج العملاقان"إكسون" و"شيفرون"؟

الأنباء بشأن محادثات اندماج "إكسون موبيل" و"شيفرون" أثارت الكثير من التساؤلات
الأنباء بشأن محادثات اندماج "إكسون موبيل" و"شيفرون" أثارت الكثير من التساؤلات المصدر: بلومبرغ
Liam Denning
Liam Denning

Liam Denning is a Bloomberg Opinion columnist covering energy, mining and commodities. He previously was editor of the Wall Street Journal's Heard on the Street column and wrote for the Financial Times' Lex column. He was also an investment banker.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما الاسم الذي يمكن أن نطلقه بعد اندماج "إكسون موبيل" و"شيفرون"؟ ربما بدا اسم "إكسرون" يشبه نوعاً ما اسم محطة توليد كهرباء أخرى في تكساس. وقد يكون اسم "ستاندارد أويل" (Standard Oil) بمثابة حلٍّ وسط معقول، لأنَّه سيعيد توحيد الكثير من أحفاد عائلة "روكفلر"، لكنَّ المحامين ومسؤولي العلاقات العامة يعتقدون أنََّّه من الأفضل عدم وضع هذا الاسم أمام وزارة العدل.

لكن، ماذا عن اسم شركة "النفط المتعثِّر"؟، قد يكون اسماً كئيباً بعض الشيء، لكنَّه قد يكون الأقرب نسبياً.

ملاحظات وأسئلة أولية

وكان التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مساء الأحد الماضي بشأن محادثات أولية جرت العام الماضي بين المديرين التنفيذيين لشركتي النفط العملاقتين حول إمكانية اندماجهما، مثيراً للاهتمام على عدَّة مستويات؛ فالمعلومات جاءت من خلال أشخاص "على دراية" بالوضع، وليس هناك من يقول، إنَّ هذه المحادثات لا تزال تحدث. ومع ذلك، فإنَّ ثمَّة بعض الملاحظات والأسئلة الأولية التي ينبغي طرحها.

أولاً: إذا افترضنا أنَّ هذه المحادثة قد حدثت بالفعل، فمن اتصل بمن؟. نظرة واحدة على نسب مبادلة الأسهم لشركتي "إكسون موبيل"، و"شيفرون"، قد تشير ظاهرياً إلى أنَّ المدير التنفيذي لشيفيرون "مايك ويرث"، هو من رفع سماعة الهاتف على "دارين وودز" رئيس المكتب التنفيذي لـ"إكسون موبيل"، الذي يبحث عن مخرج، ويشعر بقلق بالغ.

غير أنَّ هذا الأمر مشكوك فيه، نظراً لأنَّ "ويرث" نال استحساناً عند ابتعاده عن معركة شركة "أناداركو بتروليوم" (Anadarko Petroleum Corp)، وكان على وشك إنهاء صفقة شراء شركة "نوبل إنيرجي" (Noble Energy Inc) التي (أعلن عنها في يوليو الماضي). علاوة على ذلك، فإنَّ التحوُّل في التقييم النسبي وحده، من شأنه أن يوحي أنَّ "شيفرون" ستحتل الصدارة في أيِّ صفقة، أو على الأقل لن يتمَّ امتصاصها.

لكن من الصعب للغاية أن نتخيَّل أنَّ شركة "إكسون" ستوافق على صفقة بهذا الحجم لا ينتج عنها "إكسون" أضخم.

ربما كان من الأسهل تخيُّل أنَّ "إكسون" هي من تواصل مع شركة "شيفرون" - على الرغم من أنَّني أؤكِّد أنَّ هذه مجرد تكهُّنات من جانبي. من جهتها أعلنت شركة "شيفرون" للتو عن نتائج تظهر أنَّها خرجت من عام 2020 ملطَّخة بالدماء، لكنَّها لا تزال تتمتَّع بأفضل ميزانية عمومية بين نظرائها، ولم يتم طرح أي أسئلة حول أرباحها، في حين أنَّ الشركة لا تضغط على مصادر الطاقة المتجددة بحماسة، كما يفعل ذلك الأقران الأوربيون.

وهنا يجب أن نشير إلى أنَّ شعار شيفرون هو "العوائد المرتفعة، وانخفاض الكربون"، وذلك لأنَّ هذا الشعار يخاطب أكبر شاغلَين يسيطران على المؤسسات الاستثمارية فيما يتعلق بالنفط.

14 مليار دولار نفقات مبيعات ومصاريف إدارية

على العكس، تجد شركة "إكسون" نفسها في موقف غير عادي يتمثَّل في الحاجة إلى ارتفاع أسعار النفط لسحق التكهنات حول خفض الأرباح، وتوفير أرضية على مضض، للكشف عن سياستها تجاه المناخ، بعد ظهور المساهمين النشطاء.

إنَّ هذه الصفقة الضخمة مع أقرب منافس لها، ستكون أفضل محور يمكن أن يبعدها عن محنتها الحالية، مما يوفر فرصة لإعادة تركيز الانتباه على خفض التكاليف - فلدى الشركتين ما يقرب من 14 مليار دولار من نفقات المبيعات، والمصاريف الإدارية والعمومية المجمَّعة – و التخلُّص من الأصول الأضعف، خلال هذه العملية، من شأنه أن يشكل ميزانية أكبر وأقوى.

بعبارة أخرى، قد يبدو الأمر مشابهاً تماماً للمنطق الذي تمَّ تقديمه خلال الجولة الأولى من عمليات الاندماج الضخمة في نهاية التسعينيات. ومع ذلك، ستكون هناك اختلافات جوهرية أيضاً.

لقد ولدت الشركات العملاقة في أعقاب انهيار أسعار النفط عام 1998، لكن تمَّ تسويقها أيضاً على أنَّها تطور طبيعي لصناعة استغلَّت المناطق المركزية التقليدية كالولايات المتحدة، وهي بحاجة إلى البحث عن احتياطيات جديدة. وكان التوسُّع هو المفتاح لاتخاذ مشاريع نفط وغاز طموحة، ووسيلة للمغامرة, وغزو العالم.

وتأتي صفقة اليوم أيضاً في أعقاب انهيار تاريخي في أسعار النفط، لكنَّ السياق قد تغيَّر، فالعائد الرديء لرأس المال خلال العقد الماضي أظهر أنَّ "أكبر لا يعني دائماً أفضل"، وفي الواقع، فإنَّ هذا النوع من الغطرسة قد يشجِّع الذي يضخِّم الميزانيات العمومية، ويقلِّص الأرباح.

لقد فاتت شركات النفط الكبرى في الغالب طفرة النفط الصخري، كما أنَّ الميول التوسعية لشركة "إكسون" مؤخراً هي بالضبط ما سبب بيعها. وفي الوقت ذاته، يلوح تغيُّر المناخ في الأفق بشكل كبير بالنسبة لجميع شركات "النفط العالق". ولن يتعلَّق الأمر بإطلاق سفينة أكبر في رحلة استكشافية، ولكن بدلاً من ذلك، سيتمحور حول جمع المزيد من العربات لتدور حول موقعٍ ما؛ كي تدافع عنه.

مخاطر ثقافية وسياسية

والسؤال هنا: ما نوع المضاعفات التي يمكن تخيلها حول هذه القصة؟

كل ذلك لا شيء، فعمليات الاندماج مطلوبة في أعمال النفط. لكنَّ المخاطر الثقافية والسياسية التي قد تنجم عن مقترح اندماج "إكسون-شيفرون" تجعل هذا المقترح يبدو أقل إقناعاً بكثير من عمليات الاستحواذ المباشرة على الشركات الأصغر (كما هو الحال مع" شيفرون" و"نوبل").

أخيراً، يجب الإشارة إلى أنَّ التوقيت مثير للاهتمام. فمرة أخرى، يعدُّ الموضع النسبي مهماً هنا، إذ تبدو "شيفرون" جيدة بغضِّ النظر عما حدث بالفعل. ومع ذلك، تثير هذه القصة بالنسبة لشركة "إكسون" أسئلة غير مريحة حول سبب شعور الشركة بالحاجة إلى التفكير في مثل هذه الخطوة الجذرية، حتى وإن كانت الفكرة لا تزال فكرةً مبدئية. ومرة أخرى، أنا لا أقول، إنَّها فعلت ذلك، أو لم تفعله، فأنا لا أعلم.

لكنَّ هذا الأمر قطعاً لا يصبُّ بمصلحة "إكسون" بسبب حدوثه قبل يومين فقط من موعد تقديم الشركة لتقرير يتضمَّن أوَّل خسارة سنوية لها منذ عدَّة عقود على الأقل، في ظل استمرار حملة النشطاء، ومثلها مثل الكثير من أحداث عام 2020؛ فقصة نفط "إكسون" غير عادية.