عرض "آنت" يتجاوز "سيتاديل" لشراء وحدة كريدي سويس في الصين

تجاوزت قيمة عرض مجموعة "أنت غروب" (Ant Group) للاستحواذ على مشروع بنك "كريدي سويس" المشترك للخدمات المصرفية الاستثمارية في الصين ما قدمته شركة "سيتاديل سكيوريتيز" (Citadel Securities). وفي تطور مفاجئ، قال أشخاص مطلعون على الأمر إن العرض سيخضع لتدقيق شديد من الأجهزة الرقابية والتنظيمية.

قدمت عملاقة التكنولوجيا المالية التابعة للمليادرير جاك ما هذا العرض بهدف تأسيس شركة للأوراق المالية تستفيد من مشروع "كريدي سويس"، وأوضح الأشخاص المطلعون أن العرض سيخضع لدراسة دقيقة من جانب الجهات الرقابية لأن الصين تفضل البيع إلى شركة أجنبية. فقد منحت رخصة ممارسة أنشطة الوساطة والخدمات المصرفية الاستثمارية إلى البنك السويسري بالأساس بهدف فتح قطاع التمويل للمنافسة العالمية، بحسب تصريح أحد هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة أمور سرية.

يطرح هذا التفضيل معضلة أمام مجموعة "يو بي إس غروب" المالكة لبنك "كريدي سويس"، إذ أن المجموعة ستضطر إلى الاختيار الآن بين العرض المحلي المرتفع الذي قدمته مجموعة "أنت غروب" والعرض الأقل الذي قدمته شركة "سيتاديل سكيوريتيز"، الذي يرجح الأشخاص المطلعون أن يحظى بموافقة الحكومة. وقال أحد الأشخاص إن المفاوضات لاتزال جارية وإن عروضاً أخرى قد تنضم إلى المنافسة. ورفض ممثلون عن مجموعتي "يو بي إس" و"آنت" التعليق على هذه الأنباء.

"UBS" في موقف صعب

تعمل مجموعة "يو بي إس" جاهدة على جذب عروض لوحدتها في الصين من الشركات العالمية بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتضييق على تدفق البيانات والمعلومات المصرفية، والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد. وقال الأشخاص المطلعون إن البنك العالمي يواجه موقفاً يصعب أن يتخذ فيه قراراً متوازناً، بسبب أن شريكته الصينية، شركة "فاوندرز سكيوريتيز" (Founder Securities)، قد ترفض العرض المنخفض الذي قدمته "سيتاديل سكيوريتيز"، مما يؤخر تنفيذ عملية البيع.

"يو بي إس" يسجل خسائر فصلية لأول مرة منذ 2017 رغم فوزه بعملاء "كريدي سويس"

تعتبر "سيتاديل سكيوريتيز"-التي أسسها الملياردير كن غريفين- الشركة العالمية الوحيدة التي قدمت عرضاً في هذه الصفقة أواخر شهر ديسمبر، وعرضت شراء الشركة بمبلغ يتراوح بين 1.5 مليار يوان (210 ملايين دولار) وحتى ملياري يوان، وفق تصريحات أشخاص مطلعين آنذاك.

يطلب بنك "كريدي سويس" نحو ملياري يوان ثمناً لوحدته في الصين بالكامل، أي متضمنة حصة شريكته الصينية "فاوندر سكيوريتيز". فقبل انهياره في شهر مارس الماضي، عرض البنك السويسري الاستحواذ على الحصة المتبقية في المشروع من شريكته الصينية مقابل 1.14 مليار يوان، مما يعني تقييم المشروع المشترك بنحو 2.3 مليار يوان. غير أن هذا الاتفاق ألغي بعد استحواذ مجموعة "يو بي إس" على "كريدي سويس"، بحسب تصريحات أشخاص مطلعين في وقت سابق.

لا مفر من بيع وحدة "كريدي سويس"

تلتزم مجموعة "يو بي إس" ببيع وحدة "كريدي سويس" في الصين بسبب أنها تسيطر على ملكية شركة للأوراق المالية فعلاً في البلاد ولا تستطيع الاحتفاظ برخصتين في نفس النشاط. وتعمل الشركة التابعة لـ"كريدي سويس" في الصين بشكل رئيسي في مجالي الخدمات المصرفية الاستثمارية والوساطة في الأوراق المالية بعد إغلاق نشاط إدارة الثروات في العام الماضي.

يأتي عرض مجموعة "أنت غروب" بعد انتهاء تحقيقات الهيئة الرقابية في الصين التي استمرت ثلاثة أعوام في أنشطة شركة التكنولوجيا المالية التي أسسها الملياردير جاك ما إلى فرض غرامة قيمتها 7.12 مليار يوان في يوليو الماضي.

المعركة التى خاضها الملياردير مع بكين كلفت امبراطوريته –التي تشمل مجموعتي "أنت غروب" و"علي بابا غروب هولدينغ"– ما يزيد على 800 مليار دولار خسائر في التقييم، وعطلت في الوقت نفسه ما كان سيصبح أكبر طرح أولي للاكتتاب العام في التاريخ.

انخفض سهم "علي بابا" بنحو 1% في تعاملات بورصة هونغ كونغ يوم الإثنين، مسجلاً أداءً أضعف من مؤشر "هانغ سنغ" الأوسع نطاقاً، الذي أغلق منخفضاً هو الآخر.

استفادة "آنت" من الصفقة

قال أحد الأشخاص المطلعين إن مجموعة "آنت"، قبل تضييق الهيئات الرقابية عليها، كانت تطمح إلى تأسيس شركة للأوراق المالية في الصين، وقد ألغيت هذه الخطة فيما بعد.

أرباح "أنت" المدعومة من جاك ما ترتفع 17% في أول بادرة على التحسن

وسيساعد فوز المجموعة بترخيص لممارسة هذا النشاط على سد الفجوة التي تعاني منها عملاقة التكنولوجيا المالية، عبر إضافة نشاط من آخر الأنشطة الغائبة في عملياتها بالقطاع المالي. فنشاط المجموعة يمتد من المدفوعات عبر الإنترنت إلى الإقراض وإدارة الثروات –وهو السبب وراء تقدمها للحصول على ترخيص شركة مالية قابضة للوفاء بمطالب الأجهزة الرقابية بمزيد من الإشراف.

تعتزم المجموعة تنفيذ خطة لإعادة الهيكلة سيترتب عليها فصل بعض أنشطتها التي لاتمثل أجزاءً أساسية من نشاطها المالي في الصين. وهي تتطلع إلى جعل نشاطها الخارجي، وخدمات إدارة قواعد البيانات، ونشاط سلاسل الكتل "بلوكتشين"، خارج الكيان الرئيسي الذي ستطلب من خلاله الحصول على ترخيص شركة مالية قابضة، بحسب تصريحات أشخاص مطلعين.