أباطرة النفط في الغرب يعانون فقدان العائدات وتبعات "كورونا"

أعمال "بريتش بتروليم" تضررت بشدة بسبب الوباء
أعمال "بريتش بتروليم" تضررت بشدة بسبب الوباء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أظهرت بيانات شركة "بريتش بتروليوم" أن "بيغ أويل" (Big Oil)، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة كبريات الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في الغرب، بدأت بالكاد التعافي من جراح العام الماضي بسبب التراجع التاريخي في الطلب، بتسجيل عائدات لم تصل إلى المستوى المتوقع لمبيعات الوقود الضعيفة، وهوامش التكرير وتداول الغاز.

كان يُفترض أن يدخل أضخم منتجي النفط والغاز في العالم الغربي إلى موسم المكاسب في الربع الرابع بدفعة قوية من أسعار أقوى السلع، لكن نتائجهما حتى الآن تُظهِر الأثر المستمر لوباء "كوفيد 19".

وحققت "بريتش بتروليوم" ربحاً متواضعاً، لكنه لا يزال جزءاً صغيراً من المستويات العادية قبل الوباء، وكان التدفق النقدي منخفضاً، فيما كانت "شيفرون كورب" هي الشركة الكبيرة الوحيدة الأخرى حتى الآن التي تنشر نتائج عن تلك الفترة، وأبلغت عن خسارة مفاجئة بسبب ضعف الطلب على الوقود.

ربع صعب في عام صعب

وقال برنارد لوني، كبير المديرين التنفيذيين في "بريتش بتروليوم" في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ" يوم الثلاثاء الماضي: "من الواضح أنه كان ربعاً صعباً في نهاية سنة صعبة بالفعل. إن نتائج السنة بالكامل تعرضت لضربة كبيرة بسبب كوفيد".

وبلغ صافي الدخل المعدل للربع الرابع لشركة "بريتش بتروليوم" 115 مليون دولار، بعد أن كان 2.57 مليار دولار في العام السابق، في تحسن طفيف عن الأشهر الثلاثة السابقة. لكن الشركة لم تصل بعد إلى المعدل الذي توقعه المحللون، وهو 440 مليون دولار.

كان التدفق النقدي التشغيلي باستثناء مدفوعات التسرب النفطي في خليج المكسيك، أضعف بكثير، وهو رقم رئيسي للمستثمرين لأنه يحدّد استدامة مدفوعات الأرباح والنفقات الرأسمالية، وتراجع إلى 2.4 مليار دولار في هذه الفترة انخفاضاً من 5.4 مليار دولار في الربع الثالث.

مع دعم أسعار النفط الخام وهوامش التكرير بإطلاق لقاحات "كوفيد 19" واحتمال انتعاش اقتصادي، توقع المستثمرون أن تنتهي سنة قاتمة بإيجابية أكثر. وحدث بعض التفاؤل بالفعل بشأن الأسعار، إذ سجّلت أسهم شركة "بريتيش بتروليوم" ونظيراتها مكاسب بنسبة مضاعفة منذ نهاية الربع الثالث من عام 2020.

ومع ذلك فقد أثرت عملية التكرير في أداء الشركة، وقالت "بريتش بتروليوم" إن الأعمال تأثرت "بشكل كبير" بانخفاض أحجام التداول نتيجة الوباء، مع استمرار الضغط على الهوامش، وكذلك كان تسويق الغاز وتداوله ضعيفاً.

وقال لوني: "كان الطقس أدفأ في الولايات المتحدة مما ظننَّا، وأكثر برودة في آسيا مما ظننَّا، مما تسبب في ظروف تداول صعبة نوعاً ما".

نقطة مضيئة

وكان صافي الدَّين إحدى النقاط المضيئة، فقد انخفض 1.4 مليار دولار عن الربع السابق إلى 39 مليار دولار في نهاية العام. مع ذلك قالت شركة "بريتش بتروليوم" إنها تتوقع أن يرتفع الرقم في النصف الأول من عام 2021، مدفوعاً بالمدفوعات الخاصة بإنهاء خدمة الموظفين، والتعويض السنوي للتسرب النفطي في خليج المكسيك، وإكمال مشروع توليد الكهرباء من الرياح البحرية المشترك مع "إيكوينور" (Equinor)، وبلغت نسبة صافي الدين إلى حقوق الملكية 31%.

واستمرت "بريتش بتروليوم" على مسارها لتحقيق هدف صافي الدين عند 35 مليار دولار بين الربع الرابع 2021 والربع الأول من عام 2022، "بما سيحرّض على بدء عملية إعادة شراء الأسهم، مع مراعاة الحفاظ على تصنيف ائتماني قوي بشأن الاستثمار"، حسب كبير المديرين الماليين موراي أوشينكلوس في بيان له.