موجة "كورونا" الثانية تضرب تعافي قطاع الطيران الآسيوي الهش

قطاع الطيران من أكثر القطاعات تضرراً من جائحة كورونا
قطاع الطيران من أكثر القطاعات تضرراً من جائحة كورونا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعثَّر التعافي الهش في قطاع الطيران الآسيوي بسبب زيادة حالات الإصابة بكوفيد 19 مجدَّداً في المنطقة، التي تسبَّبت في تأجيل توقُّعات عودة السفر الجوي إلى مستويات ما قبل الفيروس، وضغط هوامش أرباح وقود الطائرات.

وتراجعت سعة المقاعد في الصين في الرحلات المحلية والدولية بأكثر من 20% منذ نهاية سبتمبر، عندما شهد القطاع تقريباً عودة إلى مستويات يناير 2020، وفقاً لشركة بيانات وتحليلات الرحلات "أو إيه جي أفييشن".

كما أنَّ عدم تحمُّس الناس للسفر أثناء عطلة العام القمري الجديد التي تمتد حتى أول مارس، يشير إلى أنَّ السعة في رحلات الطيران لن ترتفع قبل نهاية الربع الجاري.

جائحة كورونا توجه ضربة قوية لـ "وقود الطائرات"

وكان التعافي السريع في الطيران الصيني نقطة مضيئة نادرة لوقود الطائرات الذي تلقَّى أكبر ضربة من الوباء بين المنتجات البترولية، ويعدُّ تراجع الرحلات أنباء سيئة للمصافي الآسيوية بشكلٍ خاص، التي تعاني من ضعف الطلب على أنواع وقود النقل الأخرى، ومع ذلك، عوَّض الطلب المرتفع على الكيروسين نتيجة الشتاء الأبرد من المعتاد بعض التأثير السلبي.

وقال مايور باتل، مدير منطقة "آسيا" في "أو إيه جي أفييشن": "يشير أحدث ارتفاع في حالات الإصابة بكوفيد 19، وتأثيره على قطاع الطيران والطلب الاستهلاكي إلى أنَّ التعافي المأمول بنهاية 2021 قد لا يكون بالقوة المتوقَّعة.. وقد يستغرق التعافي الكامل في السفر الجوي الآسيوي حتى نهاية 2025، بدلاً من توقُّعات الشركة السابقة في 2024".

وقالت وزارة النقل الصينية، إنَّ إجمالي عدد الرحلات -عبر الجو والطرق والقطارات- خلال فترة عطلة العام القمري الجديد ستكون أقل بنسبة 40% عن مستوى 2019، وكانت سعة المقاعد 98% من مستويات يناير 2020 في نهاية سبتمبر، مباشرة قبل عطلة الأسبوع الذهبي، ثم هبطت إلى 77% في نهاية يناير 2021، وفقاً لبيانات "أو إيه جي".

موقف رحلات الطيران في الدول الآسيوية

وبالرغم من أنَّ تعافي الرحلات لم يكن قوياً مثل الدول الآسيوية الأخرى، فقد سار أيضاً في اتجاه معاكس، وتعدُّ تايلاند وماليزيا -الذين يعتمدون بشكل خاص على السياحة- من بين الأسواق الأكثر تضرُّراً، وتراجعت سعة المقاعد في تايلاند إلى 13% من مستويات ما قبل الوباء بعد أن تحسَّنت قليلاً إلى 46% في أواخر ديسمبر، وفقاً لـ"أو إيه جي"، كما هبطت النسبة في ماليزيا إلى 11% بعد أن وصلت إلى 31% من مستويات قبل الوباء أواخر العام الماضي.

وأخضعت ماليزيا أغلب الدولة للإغلاق نوعاً ما الشهر الماضي، وسيقرر المسؤولون تمديده أو لا يوم الخميس، ولا توجد علامات في الوقت الحالي على تعافي الرحلات في تايلاند وماليزيا، وهناك مخاوف بشأن قدرة شركات الطيران المحلية على الاستمرار على المدى الطويل، وفقاً لباتل من "أو إيه جي".

وتعكس هوامش أرباح وقود الطائرات في آسيا التراجع في النشاط، فقد هبطت دون 3 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي، بعدما ارتفعت لأعلى مستوى عند 5.52 دولاراً العام الماضي، وفقاً لبيانات "بلومبرغ فير فاليو"، ثم تعافت إلى 4.8 دولار يوم الأربعاء.

وقال كانغ وو، مدير الطلب العالمي وتحليلات آسيا في "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس"، إنَّ الطلب على وقود الطائرات والكيروسين سيبلغ في المتوسط 2.4 مليون برميل يومياً الربع الجاري في ظل تعويض الاستهلاك الأكبر لوقود التدفئة عن تراجع الرحلات.

ويبدو نشاط الرحلات الأوروبية أسوأ من الصين، بالرغم من أنَّه أفضل من تايلاند وماليزيا، ووفقاً للتوقُّعات الأكثر تفاؤلاً من قبل المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (Eurocontrol)، ستتراجع الرحلات الجوية بنسبة 72% دون مستويات 2019 في فبراير ومارس.

تأجيل خطط زيادة الرحلات

وأدَّت عودة كوفيد 19 إلى تأجيل الحكومات الآسيوية لخطط السماح بالمزيد من النقل الجوي بين الدول، وأُلغيت خطط الربط بين سنغافورة وهونغ كونغ أواخر العام الماضي مع ارتفاع حالات الإصابة في المدينة الصينية، ومن المتوقّع أن يقود توزيع الأمصال زيادة تدريجية في عدد الرحلات، ومع ذلك، قد يتمُّ فتح ممرات للمسافرين لأغراض العمل في المنطقة.

وقال سوبهاس مينون، المدير العام لرابطة خطوط طيران آسيا والمحيط الهادي: "ارتفاع حالات الإصابة أجَّل التحسُّن في قطاع الطيران عبر المنطقة.. والأسوأ على

ما يبدو هو الاستحداث العشوائي، وغير المتسق لأنظمة تحكُّم أكثر صرامة، ستؤثِّر على السفر الجوي".