إكسون تتجهز لنزاع شرس لمنع شيفرون من منافستها على نفط غيانا

شركة النفط العملاقة تستحوذ وحدها على حقول تضم 11 مليار برميل في الدولة اللاتينية

شعار شركة "شيفرون" أعلى أحد المباني الإدارية التابعة لها
شعار شركة "شيفرون" أعلى أحد المباني الإدارية التابعة لها المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

نادراً ما تتكشف تفاصيل النزاعات بين أي من شركات النفط الكبرى في العالم، ونادراً ما ينتهي الأمر بتكلفة تبلغ قيمتها 53 مليار دولار.

لكن الثروات النفطية الكامنة تحت المياه الساحلية لغيانا تنطوي على قيمة كبيرة لدرجة أن شركة "إكسون موبيل" مستعدة لخوض نزاع مرير فيما يتعلق بالتعقيدات القانونية للاتفاق الموقع قبل عقد من الزمن للاحتفاظ بهذه الثروة الثمينة، في الغالب، لنفسها، وبعيداً عن منافستها الكبرى "شيفرون".

لا يمكن أن تكون المخاطر في النزاع، الذي يمكن أن يحبط استحواذ "شيفرون" على شركة "هيس"، أكبر من ذلك بكثير.

قالت "إكسون" هذا الأسبوع إنها تدرس ممارسة حقوق الاستحواذ على حصة "هيس" في مشروع تطوير نفطي بحري عملاق في غيانا، وهو المشروع الرئيسي الذي حفز "شيفرون" لعملية الاستحواذ على "هيس".

من شأن فوز "إكسون"، التي استكشفت النفط في غيانا عام 2015 وتمتلك 45% من المشروع، أن يعزز علاوة سهم الشركة التي تستمدها من كونها الشركة الغربية الكبرى الوحيدة المالكة لحصة في مشروع تطوير النفط الرئيسي الأسرع نمواً في العالم. أما فوز "شيفرون" سيعني حصولها على حصة "هيس" البالغة 30% في مشروع "إكسون" البارز، ويسهم في تضييق فجوة التقييم مع منافستها الأكبر، وتحقيق نمو في الإنتاج بتكلفة أقل لعدة سنوات.

"إكسون" تدرس استخدام حق الشفعة لشراء حصة "هيس" في نفط غيانا

قالت أفرا أفشاريبور، أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا: "هذه قضية مادية بالنسبة لشركة هيس وقيمتها. لن يكون من غير المعتاد أن تفعل شركة مثل إكسون ذلك مع أحد المنافسين، لمحاولة إحداث ثغرات في الصفقة المنافسة".

مزايا نفط غيانا

يعد المشروع في غيانا فريداً من نوعه من حيث حجمه ونموه السريع وربحيته العالية، فهو مزيج نادر بشكل خاص الآن، نظراً لأن معظم شركات النفط الكبرى، باستثناء "إكسون"، تتجنب المشاريع العملاقة بسبب المخاوف المتعلقة بكل من البيئة، وذروة الطلب على النفط، وتفضيل المستثمرين عمليات إعادة شراء الأسهم، وتوزيعات الأرباح وفق نمو الإنتاج.

تبلغ احتياطيات منطقة "ستابروك" 11 مليار برميل، وتعني خطة التطوير السريعة من "إكسون" أن الإنتاج سيتضاعف إلى 1.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027، مما يضع غيانا على قدم المساواة مع أنغولا، العضو في "أوبك".

ويببقى استخراج نفط غيانا مربحاً، في ظل أسعار تبلغ أقل من 35 دولاراً للبرميل، أي ما يقرب من 50 دولاراً أقل من مستوى خام "برنت" الحالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى عقد تقاسم الإنتاج الذي تم توقيعه لأول مرة مع الحكومة في عام 1999، عندما كان الحوض يعتبر عالي المخاطر.

اكتشاف نفطي خيالي

ليس غريباً أن تحرص "إكسون" على الحفاظ على قيمة ما وصفه أحد المسؤولين التنفيذيين ذات مرة بأنه اكتشاف نفطي "خيالي".

يدور النقاش حول عقد خاص بين شركات "إكسون" و"هيس" و"سينوك"، والذي ينظم العمل في منطقة "ستابروك" في غيانا. يحتوي العقد على بند "حق الرفض الأول"، ما يعني أنه إذا أراد أحد الطرفين بيع حصته، فيجب عليه أولاً عرضها على الطرفين الآخرين.

قالت "شيفرون" في ملف تنظيمي هذا الأسبوع إن الشرط لا ينطبق عليها لأنها تشتري "هيس" بالكامل، وليس فقط أصول غيانا. من جانبها، قالت "إكسون" في بيان إنها لا توافق على ذلك، ومن واجبها تجاه مساهميها إنفاذ حقوق الشفعة ضمن العقد "لتحقيق القيمة الكبيرة التي أنشأناها".

في هذا الشأن يقول بيراج بورخاتاريا، محلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، في مذكرة: "يبدو أن إكسون/سينوك يمكن أن تمنع شيفرون من الاستحواذ على هيس في غيانا، لكن ليس بالضرورة أن تستحوذ عليها بنفسها، وهذا أمر من المحتمل أن تتم مناقشته".

من سيفوز بحصة "هيس"؟

يبدو أن احتمال قيام "إكسون" بشراء حصة "هيس" أمر بعيد المنال. إذا انتقل النزاع إلى التحكيم، وفازت شركة "شيفرون"، فيمكن إغلاق الصفقة على النحو الذي كان مقرراً لها في الأصل. إذا فازت "إكسون"، فسوف تلغي "شيفرون" عملية الاستحواذ وستظل "هيس" مستقلة.

قالت "شيفرون" في بيان عبر البريد الإلكتروني: "لا يوجد سيناريو محتمل يمكن من خلاله لشركة إكسون أو سينوك الاستحواذ على حصة هيس في غيانا نتيجة لصفقة شيفرون-هيس". أضافت "شيفرون" أيضاً أنها "ملتزمة تماماً" بالصفقة، ولا تعتقد أن العقد أو المناقشات مع "إكسون" ستمنع إتمامها.

وقال هاغ شيرمان، الرئيس التنفيذي لشركة "تكتونيك فايننشال"، التي تدير أصولاً بـ6.7 مليار دولار، إن شركة "إكسون" تتخذ موقفاً مفاده أنه "نحن لا نهتم، لن تحصلوا على ذلك، وسنمارس فقط حقوقنا"، مضيفاً: "إذا كنت في مكان إكسون، فسأفعل الشيء نفسه".

وما تزال جميع الأطراف تخوض مناقشات، وفقاً لملف "شيفرون". يشير ذلك إلى أن النزاع قد ينتهي ودياً في تسوية تفاوضية قبل أن يصل إلى التحكيم.

ويرى كيفن ماكوردي، مدير الأبحاث في شركة "بيكرينغ إنيرجي بارتنرز أن "ذلك قد يؤدي إلى تدمير الصفقة على الرغم من أن الفرص منخفضة. إذا لم تتم هذه الصفقة في النهاية فسوف يكون ذلك مفاجأة".