24 بورصة عملات مشفرة تطلب ترخيصها رسمياً في هونغ كونغ

تقدمت 24 شركة بطلبات للحصول على تراخيص لتشغيل بورصات للأصول الرقمية في هونغ كونغ، من بينها شركات كبرى مثل "باي بت" (Bybit)، و"أو كيه إكس" (OKX)، و"كريبتو.كوم" (Crypto.com). وذلك وسط محاولات المدينة لتطوير مركز لقطاع التشفير يخضع لإشراف الجهات التنظيمية.

تعتبر "جيت.أي أو" (Gate.io) و"إتش تي إكس" (HTX) و"بوليش" (Bullish) من الشركات التي تتمتع بأحجام تداول ملحوظة مقارنة بالمتقدمين الآخرين للحصول على تراخيص. وحددت هونغ كونغ يوم 29 فبراير الماضي كموعد نهائي لتقديم الطلبات، ويتعين على المنصات التي لم تقدم طلباتها التوقف عن تقديم الخدمات نهاية مايو المقبل.

غابت "بينانس" (أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم) عن القائمة، وكذلك فعلت "كوين بيس" (أكبر منصة في الولايات المتحدة)، و"كراكن" (Kraken) التي تُعرف بكونها منصة تداول شهيرة أخرى للعملات المشفرة.هونغ كونغ تدرس إتاحة صناديق عملات مشفرة متداولة في البورصة

ستتنقل تداولات العملات المشفرة بين البورصات المتقدمة للحصول على ترخيص، وهو ما سيوفر مؤشراً على مدى جاذبية هونغ كونغ كمركز للأصول الرقمية وسط احتدام المنافسة مع مدن أخرى يعمل فيها القطاع. وتعطي الإرشادات التي أصدرتها هونغ كونغ بشأن الأصول الرقمية قبل تسعة أشهر الأولوية لحماية المستثمرين، ما يعني أن محددات الامتثال للوائح قد تشكل عقبة أمام بعض الشركات.

اختبار حقيقي لقطاع التشفير

أنجيلا أنغ، المستشارة الأولى للسياسات في شركة "تي آر إم لابز" (TRM Labs) المتخصصة في استخبارات البلوكتشين، ترى أن "قائمة المتقدمين للحصول على تراخيص تعد اختباراً حقيقياً للثقة في الصناعة. وهي علامة جيدة أن نرى عدداً من الجهات الفاعلة المشهورة بين المتقدمين. فما تحتاجه هونغ كونغ حقاً هو عدد من الشركات الكبيرة والملتزمة لترسيخ مناخ عمل منظم للقطاع". وأضافت أن تحديد حجم الاستثمارات الفعلية للشركات في سوق هونغ كونغ سيكون المعيار الأهم في المستقبل.

هونغ كونغ تبدأ اختبار عملتها الرقمية مع شركات ومؤسسات مالية

من جانبه، قال دينغ تشين، رئيس الشؤون التنظيمية في "بوليش": "كما هو الحال في الخدمات المالية التقليدية، سيكون هناك بالتأكيد محددات لإدارة الشركات الخاضعة للتنظيم. لذا؛ أخذنا ذلك بعين الاعتبارنا عند وضع استراتيجية (بوليش) الشاملة".

في أواخر 2022، قررت هونغ كونغ صب جهودها على إنشاء مقر للعملات المشفرة، كجزء من محاولة للظهور كمركز مالي متطور وسط شكوك حول مستقبل المدينة. وتحتضن المدينة حالياً بورصتين معتمدتين للأصول الرقمية، وهما "هاشكي إكستشينج" (HashKey Exchange) و"أو إس إل غروب" (OSL Group).

وقال غاري تيو، رئيس الشؤون التنظيمية بشركة "أو إس إل"، إن المشهد التنظيمي المتطور (في هونغ كونغ) سيؤثر غالباً على الطريقة التي تبني بها الشركة أعمالها، كما ينبغي عليها تقييم المحددات التنظيمية المرتقبة.

تدفقات العملات المشفرة في هونغ كونغ

تشير بيانات "تشيناليسيس" (Chainalysis) إلى أن معظم تداولات العملات المشفرة، المقدرة بنحو 64 مليار دولار وتدفقت إلى هونغ كونغ منذ بداية العام وحتى يونيو، جرت عبر معاملات خارج البورصات، وليس من خلال التعامل مع منصات تداول الأصول الرقمية.

"HSBC" يوفر لعملاء هونغ كونغ تداول صناديق مرتبطة بالتشفير

واحدة من طرق التداول خارج البورصة تتمثل في المنافذ الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، والتي يمكن من خلالها شراء الأصول الرقمية نقداً دون طرح أسئلة كثيرة. وتتخذ الجهات التنظيمية إجراءات صارمة ضد هذه المنافذ بموجب خطة وُضعت خطوطها العريضة خلال الشهر الماضي.

تعمل هونغ كونغ أيضاً على وضع قواعد للعملات المستقرة، كما أنها مستعدة لاستقبال صناديق الاستثمار التي تتداول مباشرة في عملات مشفرة محددة. وباعت الحكومة الشهر الماضي سندات خضراء رقمية بقيمة 750 مليون دولار عبر بورصة العملات المشفرة التابعة لبنك "إتش إس بي سي هولدينغز".