"إكسون موبيل" بحاجة إلى استراتيجية لتقليص استثماراتها تدريجياً

إكسون موبيل
إكسون موبيل بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قارن بين هذين البيانين الصحافيين من شركة إكسون موبيل، بفاصل سبعة أشهر، وحاول تحديد ما إذا كانت شركة النفط العملاقة لديها استراتيجية متماسكة.

في السابع من أبريل 2020: خفض الإنفاق الرأسمالي لعام 2020 بنسبة 30% إلى نحو 23 مليار دولار. "ستشهد مشروعات حوض برميان الحصة الكبرى من خفض الإنفاق الرأسمالي".

في الثلاثين من نوفمبر 2020: خفض نطاق الإنفاق الرأسمالي لعام 2021 ليتراوح بين 16 مليار دولار و19 مليار دولار، ثم رفعه ليصبح 20-25 مليار دولار سنويّاً حتى عام 2025. "ستكون الأولوية للإنفاق الرأسمالي على المدى القريب للإنفاق على الأصول المميزة التي تتمتع بأعلى قيمة مستقبلية محتملة، بما في ذلك المشروعات في غيانا وحوض برميان الأمريكي".

اتجاهات أسعار النفط

ما الذي تغير بين أبريل، عندما كان حوض برميان هو محور تخفيض الاستثمار، ونوفمبر، عندما قالت شركة "إكسون موبيل" إن الحوض هو أحد الأصول "المميزة" التي تتمتع "بأعلى قيمة مستقبلية محتملة"؟

تتمثل إحدى الإجابات المشروعة في ارتفاع أسعار النفط، فقد كانت الأسعار في الربيع منخفضة للغاية، بما يزيد قليلاً على 20 دولاراً للبرميل، لدرجة أن المسؤولين التنفيذيين في شركة "إكسون موبيل" شعروا أنهم بحاجة إلى خفض التكاليف في أحد الاتجاهات للحفاظ على الربحية قصيرة الأجل.

ومن الأسهل زيادة الاستثمار في النفط الصخري وخفضه مقارنة بمشاريع المياه العميقة التي تستغرق سنوات حتى تبدأ عملها. تُعد "إكسون موبيل Exxon Mobil Corp" مستثمراً رئيسياً في حوض برميان الغني بالصخر الزيتي، الذي يقع في غرب تكساس وجنوب شرق نيو مكسيكو. وأكد البيان الصحفي الصادر في أبريل أن خفض الإنفاق الاستثماري في الحوض كان مؤقتاً بشكل قاطع.

وبحلول نوفمبر عاد خام غرب تكساس الوسيط ليرتفع محققاً ما يزيد على 40 دولاراً للبرميل، ومن ثم تمكنت "إكسون موبيل" من إعادة التركيز على استثماراتها في حوض البرميان، مع استكمال استثمارها في حقول النفط قبالة ساحل غيانا الواقعة شرق فنزويلا على الساحل الكاريبي بأمريكا الجنوبية. واكتشفت الشركة مؤخراً النفط قبالة ساحل سورينام، الواقعة شرق غيانا، كما تنقّب "إكسون موبيل Exxon Mobil Corp" في المياه العميقة قبالة سواحل البرازيل.

مع ذلك، بالنسبة إلى منتقدي "إكسون موبيل"، فإن من الخطأ العبث بإنتاج حوض البرميان منخفض التكلفة مع الإصرار على التمسك بالمشاريع طويلة الأجل عالية التكلفة.

ويقول منتقدو عملاق النفط إن النفط يعد استثماراً قصير المدى. وكتب فيليب فيرليغر، الاقتصادي المخضرم في شؤون النفط، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "ستربح شركات النفط على المدى القصير، حتى عام 2025، أو نحو ذلك، بفضل جهود "أوبك" لتقييد الإنتاج. وبعد عام 2025، لن ينتظر مستقبل النفط سوى المجهول".

الاستثمار في إنتاج الخام

في الماضي كان ارتفاع سعر النفط من شأنه أن يبرهن على الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في إنتاج الخام، أما الآن، وفقاً لما كتب فيرليغر، فإن "الأسعار المرتفعة ستسرع بالابتعاد عن الوقود الأحفوري، وسيحدث التغيير لكون تكاليف البدائل آخذة في الانخفاض بسرعة".

وتابع فيرليغر، يجب أن تركز "إكسون موبيل" على مشاريع التكسير الهيدروليكي سريعة العائد "لاجتياز المصاعب التي يواجهها العالم حتى عام 2030 والحفاظ على الأسعار أقل من 100 دولار. كما يجب وقف المشاريع طويلة الأمد و تعظيم الإنتاج الحالي".

وتسهب رسائل البريد الإلكتروني في تضخيم وجهة النظر التي عرضها فيرليجر في مقال رأي عبر الإنترنت لشركة "إنيرجي إنتليجغنس غروب .Energy Intelligence Group Inc" خلال الشهر الحالى: "النفط لا ينفد من العالم، وقد عُثر على موارد جديدة منخفضة التكلفة تجعل الاستثمارات عالية التكلفة التي تسعى خلفها الشركات الكبرى محضَ أعباء مالية ثقيلة".

وكتبت في 7 ديسمبر 2020 مجموعة من المساهمين المنشقين تطلق على نفسها اسم "المحرك رقم 1 .Engine No. 1 LLC" إلى مجلس إدارة شركة "إكسون" تقترح أربعة مديرين جدد وتحثّ الشركة على تجنب "الإنفاق المغامر". وجاء في الرسالة أن "العائد الإجمالي للشركة للمستثمرين من 2010 إلى 2020 كان سلبيا بنسبة 20%، في حين أن مؤشر "ستاندرد آند بورز S&P 500" كافأ المستثمرين بعائد 277%".

وذكرت الرسالة أن "إكسون موبيل" لديها في الواقع عائد سلبي على رأس المال المستغَلّ في المشاريع التي تنفذها الشركة في المنبع، أي الاستكشاف والإنتاج.

وتحظى مجموعة "المحرك رقم 1 .Engine No. 1 LLC" بدعم نظام تقاعد المعلمين في ولاية كاليفورنيا. وتمثل حصصهم معًا نحو 0.2% من أسهم شركة شركة "إكسون موبيل"، ما يُعتبر أقل بكثير من أن يُقلِق مجلس الإدارة ما لم يبدؤوا في إقناع كبار الملاك الآخرين لدعم قضيتهم.

ويُعَد ذلك تراجعاً كبيراً لشركة "إكسون موبيل"، التي اشتهرت بانضباطها الاستثماري، إذ تعود جذور الشركة إلى عام 1870، عندما أسس جون دي روكفلر وشركاؤه شركة "ستاندرد أويل Standard Oil Co" في أوهايو.

وفُكّك صندوق "ستاندرد أويل تراست Standard Oil Trust" بموجب حكم المحكمة العليا الأمريكية في عام 1911. ثم اندمجت "إكسون" مع "موبيل" في عام 1999 بناءً على الاعتقاد أن شركات النفط بحاجة إلى أن تكون ضخمة للاستثمار في مشاريع بعيدة ومكلفة.

وحالياً لم تعُد الضخامة من بين مميزات شركات النفط، لأنه حتى الشركات الصغيرة يمكنها استخراج النفط من الحقول الصخرية. وكتب فيرليجر في مقاله لشركة "إنيرجي إنتليجنس جروب Energy Intelligence Group Inc": "لقد بدأ تفكيك شركات النفط متعددة الجنسيات".