بتكوين ترتفع... لكن مستقبل المال في مكان آخر

شعبية الذهب الرقمي البديل في البرازيل تثبت أن "الخوف من تفويت فرصة الربح" لا طائل منه

غابريال شيري يستخدم أول جهاز صراف آلي لبتكوين في العالم في 29 أكتوبر 2013، في فانكوفر، كولومبيا البريطانية
غابريال شيري يستخدم أول جهاز صراف آلي لبتكوين في العالم في 29 أكتوبر 2013، في فانكوفر، كولومبيا البريطانية المصدر: بلومبرغ
Lionel Laurent
Lionel Laurent

Bloomberg Opinion. Writing my own views on Flag of European UnionFlag of FranceMoney-mouth face(Brussels/Paris/London) here: https://bloom.bg/2H8eH0P Hate-love-mail here: llaurent2 at bloomberg dot net

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ينتشر شكل جديد من أشكال النقود الرقمية على نطاق واسع، انخرط في التعامل به عشرات الملايين من المستخدمين ومليارات المعاملات واستحوذ على اهتمام البنوك المركزية العالمية. إنه ليس عملة بتكوين، التي ارتفعت فوق 69000 دولار يوم الثلاثاء وسجلت رقماً قياسياً جديداً لأول مرة منذ نوفمبر 2021. إنني أتحدث عن نظام الدفع الفوري الرخيص في البرازيل "بيكس" (Pix) الذي قد يكون له دور أفضل من العملة المشفرة وسابقاً لعصره.

تم إطلاق "بيكس" عام 2020، وكانت الفكرة الأساسية وراءه -كما هو الحال مع جميع حلول التكنولوجيا المالية الجيدة- تعزيز الشمول المالي، وتخفيف قبضة النظام المصرفي المركّز وجعل المدفوعات أسرع وأكثر كفاءة. نجحت هذه الخدمة بسرعة؛ حيث استخدمها 160 مليون شخص، أو 80% من السكان البالغين في البرازيل، فضلاً عن 13 مليون شركة، وهي الآن تتفوق على بطاقات الائتمان والخصم باعتبارها طريقة الدفع المفضلة في البلاد. وتتمثل الخطة في تعميمها فيما تجرّب البنوك المركزية إصلاحات شاملة للمدفوعات والعملات الرقمية للحفاظ على قبضتها على التطورات التكنولوجية.

فكر بالأمر باعتباره الجانب الآخر من "الخوف من تفويت فرصة الربح" المرتبط ببتكوين، والذي عاد بقوة بعد الموافقة على الصناديق الفورية المتداولة في البورصة، وهو في الأساس غلاف لامع ويسهل الوصول إليه لرمز مميز لا يزال أكثر ملاءمة للاكتناز والمضاربة بدلاً من دفع الفواتير أو تحقيق عوائد يمكن التنبؤ بها. وفي حين أن شعبوية بتكوين التي تقودها الحشود تدور حول توجيه أصابع الاتهام إلى العائلة والأصدقاء والممولين الذين يحذرون من شراء ما أطلق عليه وارن بافيت "مربع سم الفئران"، فإن "بيكس" كيان مؤسساتي بحت. فهو نظام دفع ورقي يديره البنك المركزي؛ ويحتاج المرء إلى حساب مصرفي لاستخدامه ومشاركة البنوك التجارية إلزامية. ولا توجد إشارات على أنه سيستخدم سلاسل الكتل (بلوكتشين).

مخاطر استخدام "بيكس"

مع ذلك، ما يزال "بيكس" مشروعاً سابقاً لعصره بطريقته الخاصة، ومما لا شك فيه أنه أكثر صحة للاقتصاد من الشراء الحالي للعملات الرقمية المتقلبة أو العملات المنفلتة مثل "دوج كوين" أو "بيبي" على أمل أن يأتي أحمق أكبر في نهاية المطاف ويشتريها مرة أخرى بسعر أعلى.

تشير دراسة أجراها صندوق النقد الدولي إلى أن معاملات "بيكس" تتم تسويتها بشكل شبه فوري وبسعر أرخص من البدائل الأخرى؛ فهي مجانية للأفراد وتكلف حوالي 0.33% للتجار، وهي أقل من الرسوم البالغة حوالي 1.13% لبطاقات الخصم أو 2.34% لبطاقات الائتمان، وأقل من ضريبة 3.99% التي يقترحها نظام مدفوعات "واتساب" التابع لشركة "ميتا بلاتفورمز".

وصول "بتكوين" والذهب إلى أسعار قياسية تناقض صارخ مع الأسواق

وبطبيعة الحال، هناك مخاطر هنا أيضاً، سواء كان ذلك الكم الكبير من بيانات المعاملات الشخصية المعرضة لتطفل البنك المركزي، أو خطر عمليات الاحتيال، أو حقيقة أن النظام لم يتم اختباره بعد خلال أزمة مالية كبرى.

لا بد أن بريق العملات المشفرة أعمى البصيرة إذا كان المرء يتجاهل فوائد "بيكس". وجدت إحدى الدراسات التي استشهدت مجلة بها "ذا بانكر" (The Banker) أن مكاسب نظام الدفع السريع والمريح تسربت إلى البنوك الصغيرة والشركات المحلية بعيداً عن المدن الكبرى، مما أدى إلى المزيد من الإقراض لرواد الأعمال والأسر والمزيد من استثمار رأس المال. كما عزز البنك المركزي البرازيلي محو الأمية الرقمية لضمان عدم تخلف الناس عن الركب. وفي حين ما تزال رسوم المعاملات تبلغ حوالي 1% في العديد من البلدان وتؤثر على النمو، يبدو نظام "بيكس" خبراً جيداً حقيقةً.

فقاعة العملات المشفرة

كل هذا يعيدنا إلى الأخبار الأقل تشجيعاً حول الارتفاع الأخير في سعر عملة بتكوين. على الرغم من الإثارة المحيطة بصناديق الاستثمار المتداولة، فإن المفارقة هي أنه لا يوجد شيء جديد هنا. إنها نفس التكهنات القديمة، مع نفس الأدوات القديمة المدرجة مثل شركة "مايكرو ستراتيجي" الجاهزة لشراء المزيد من العملة المشفرة (على الرغم من أنه قد تكون هناك تهديدات لإيرادات شركات مثل "كوين بيس". ومع ذلك، فإن المخاطر التي أفسدت أسواق العملات المشفرة ما تزال قائمة أيضاً، بما في ذلك تفاقم هروب رؤوس الأموال في الأسواق الناشئة: قدرت نيجيريا أن 26 مليار دولار من مدفوعات العملات المشفرة التي لا يمكن تعقبها مرت عبر شركة محلية تابعة لـ"بينانس" العام الماضي.

نعقد الآمال على أن يتمكن "بيكس" من إثبات أن "الخوف من تفويت فرصة الربح" على المدى الطويل لا فائدة منه؛ قبل أن تنبثق فقاعة عملات مشفرة أخرى.