اندماج فودافون و"ثري" في بريطانيا مهدد بالخضوع لتدقيق حكومي شامل

هيئة المنافسة والأسواق ستبدأ تحقيقاً يستمر 24 أسبوعاً مالم تقدم إجراءات لمعالجة مخاوفها

تطبيقا شركتي "ثري" و"فودافون"
تطبيقا شركتي "ثري" و"فودافون" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمكن أن تواجه مجموعة "فودافون" تحقيقات مكثفة بشأن اندماج وحدتها في المملكة المتحدة مع "ثري" التابعة لشركة "سي كيه هاتشيسون هولدينغز"، الذي سينشأ عنه أكبر شركة لتشغيل شبكات الهواتف المحمولة في البلاد، وذلك ما لم تعرض "فودافون" إجراءات من شأنها أن تعالج مخاوف الهيئات الرقابية البريطانية.

صرحت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية، اليوم الجمعة، أنها تشعر بالقلق إزاء التراجع الكبير في المنافسة وتأثير ذلك على المستهلكين والشركات في المملكة المتحدة، مضيفة أنها ترغب في اختبار مزاعم شركة تشغيل الهاتف المحمول بأن هذه الصفقة ستشجع الاستثمار. وأمهلت الهيئة "فودافون" لمدة 5 أيام حتى تتوصل إلى اتفاق مقبول معها.

ستشهد هذه الصفقة مع عائلة الملياردير لي من هونغ كونغ اندماج أصغر شركتين من بين شركات تشغيل الهاتف المحمول الأربع في المملكة المتحدة في محاولة لإنشاء كيان كبير الحجم في سوق المحمول التي تتسم بحدة المنافسة. وسيترتب عليها زيادة عدد شركات تشغيل الهاتف المحمول كبيرة الحجم من اثنتين إلى ثلاثة، ولكنها ستؤدي إلى تقليص العدد الإجمالي لهذه الشركات.

جهات رقابية بريطانية تراجع صفقة اندماج "فودافون" و"ثري"

سيواجه استمرار الصفقة تحدياً من الهيئات الرقابية بالمملكة المتحدة. وكانت هيئة الرقابة الأوروبية قد منعت محاولة سابقة لشركة "ثري" للاستحواذ على شركة "أو2" (O2) قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن الأسباب الرئيسية لقرارها في ذلك الحين كان خوفها من انخفاض عدد مشغلي شبكات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة من أربع إلى ثلاث شركات.

غير أن شركتي "فودافون" و"ثري" جادلتا بأن إنشاء شركة محمول تتمتع بتمويل جيد ربما يكون أفضل في المنافسة محلياً في سوق المحمول البريطانية التي تتخلف وراء نظيراتها.

مخاطر زيادة الأسعار وانخفاض الجودة

قالت هيئة المنافسة والأسواق إن الصفقة قد تؤدي إلى زيادة الأسعار وانخفاض الجودة بالنسبة للمستهلكين وقد تؤثر سلباً على الاستثمار في شبكات الهاتف المحمول بالمملكة المتحدة. كذلك تشعر الهيئة بالقلق إزاء احتمال أن تؤثر الصفقة سلباً على الشبكات الافتراضية الأصغر حجماً للهاتف المحمول، ومن بينها "سكاي موبايل" و"ليبارا" و"لايكا موبايل".

وقالت جولي بون، إحدى صناع القرار في هيئة المنافسة والأسواق: "طرحت (فودافون) و(ثري) عدداً من المزاعم حول تأثير صفقتهما بشكل جيد على المنافسة والاستثمار، غير أن الهيئة لم تجد دليلاً كافياً حتى الآن يدعم تلك المزاعم".

مبيعات "فودافون" تفوق التوقعات بعد رفع أسعار الخدمات

من جانبه، قال أحمد عصام، الرئيس التنفيذي لشركة "فودافون" بالمملكة المتحدة: "عبر اندماج الشركتين، سنستطيع استثمار 11 مليار جنيه إسترليني، مما سيساعد المملكة المتحدة على تحقيق طموحها في أن تصبح رائدة بتكنولوجيا الجيل الخامس على مستوى العالم، وزيادة المنافسة على صعيد القطاع".

تتنافس شركتا "فودافون" و"ثري" مع شركتين أخريين أكبر منهما حجماً هما "بي تي غروب" و"فيرجين ميديا أو2"، التي تمتلكها ملكية مشتركة شركتا "ليبرتي غلوبال" و"تليفونيكا" بعد دمج وحدتيهما في بريطانيا في عام 2021. وخلافاً لشركتي "فودافون" و"ثري"، تمتلك كل من "بي تي غروب" و"فيرجين ميديا أو2" شبكتين للهاتف الأرضي بهدف بيع خدمة الإنترنت فائق السرعة للمستهلكين.

مراجعة نظام الأمن الوطني

يُنتظر أن تواجه الصفقة أيضاً مراجعة من جانب نظام الأمن الوطني الجديد بالمملكة المتحدة، الذي يملك سلطة الاعتراض، إذ تفحص الحكومة الآثار الأمنية للصفقات التي تنطوي على تقنيات حساسة، بما في ذلك تكنولوجيا الاتصالات.

بريطانيا تطلب إشرافاً أمنياً على "فودافون" بسبب حصة "&e" الإماراتية

وقال روبرت فينيغان، الرئيس التنفيذي لشركة "ثري" بالمملكة المتحدة: "إن دمج الشركتين ستنتج عنه واحدة من أكثر الشبكات الأوروبية تقدماً ويضع المملكة المتحدة على مسار التطور الرقمي السريع، وهو ما سيفيد العملاء من اليوم الأول".

جدير بالذكر أن عملية التحقيق الشاملة تستغرق ما يصل إلى 24 أسبوعاً حتى تكتمل، مع إمكانية مدها لثمانية أسابيع إضافية.