الصين تدعم التعاون مع شركات سعودية في الطاقة وسط موجة استحواذات

اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية تدعم تنسيق مبادرة "الحزام والطريق" مع رؤية السعودية 2030

خطوط أنابيب في محطة الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة "إي إن إن إنرجي هولدينغز"، الصين
خطوط أنابيب في محطة الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة "إي إن إن إنرجي هولدينغز"، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين تشنغ شان جيه، إن بلاده تدعم التعاون بين الشركات السعودية والصينية في قطاع الطاقة، وسط موجة استحواذات سابقة وأخرى لم تكتمل بعد وطموحات ومساعٍ للبحث عن فرص استثمارية.

خلال اجتماعه مع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر هذا الأسبوع، قال تشنغ الذي يتولى رئاسة أرفع هيئة للتخطيط الاقتصادي في الصين، إن بلاده ترحب بالشركات السعودية للاستثمار في الصين، وأن الحكومة الصينية زادت بشكل مستمر جهودها لتحرير الاقتصاد وأطلقت سلسلة من السياسات والتدابير لتعزيز الاستثمارات الأجنبية، وفق بيان.

كما أعربت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن استعدادها لتعزيز تنسيق مبادرة "الحزام والطريق" مع استراتيجية "رؤية 2030" للسعودية ودعم أرامكو السعودية وغيرها من الشركات السعودية في التعاون مع الشركات الصينية في مجال الطاقة وفقاً للمبادئ التجارية، ومواصلة توسيع الاستثمارات في الصين ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتحقيق تطور أكبر في التعاون العملي في جميع المجالات من أجل تحقيق مصالح ومكاسب متبادلة.

الصين تطمح لشراكة مع السعودية في 4 صناعات

نمت العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية، في ظل تزايد حاجة بكين إلى النفط تزامناً مع نمو اقتصادها. من جانبها، تعمل أرامكو السعودية على زيادة قدرتها على تحويل النفط الخام إلى كيماويات، وتحاول التوسع في السوق الصينية التي تُعدّ إحدى الأسواق الرائدة عالمياً في مجال الطاقة.

موجة صفقات استحواذ واتفاقيات وشراكة

تأتي هذه التصريحات، وسط موجة شراكات واستحواذات، تسعى من خلالها المملكة إلى بناء قطاع كيميائي عالمي مع الصين.

اقرأ المزيد: رئيس أرامكو: نطور مع الصين فرصاً استثمارية لبناء قطاع كيميائي عالمي

ففي يوليو الماضي، أكملت أرامكو صفقة استحواذ على حصة 10% من شركة "رونغشنغ للبتروكيمياويات" (Rongsheng Petrochemical Co. Ltd) مقابل 24.6 مليار يوان صيني (3.4 مليار دولار أميركي) من خلال شركتها التابعة والمملوكة بالكامل لها "أرامكو لما وراء البحار" (Aramco Overseas Company). جاء ذلك الاستحواذ بعد توقيع اتفاقيات استراتيجية بين "أرامكو السعودية" و"رونغشنغ للبتروكيمياويات" أُعلن عنها أواخر مارس 2023.

وفي مارس 2023، دخلت "أرامكو السعودية" في شراكة استثمارية لتطوير منشأة تضم مصفاة رئيسة ومجمعاً متكاملاً للبتروكيماويات في شمال شرقي الصين. وخلال سبتمبر من العام الماضي، قالت أرامكو إنها تتطلع للاستحواذ على حصة استراتيجية بنسبة 10% في مجموعة "جيانغسو شينغهونغ" الصينية لصناعة البتروكيماويات، لكنها لم تتوصل إلى اتفاق بعد.

قال الناصر إن الصين تعد بالفعل قوة تمثّل 40% من حجم المبيعات العالمية في مجال الكيميائيات، و"أعتقد أن الأهداف الاستراتيجية للصين ولأرامكو السعودية في مجال المواد الكيميائية متوافقة تماماً"، وفق حديثه على هامش منتدى التنمية الصيني الذي عقد أمس الاثنين في بكين.

"الجمع بين نقاط القوة والطموحات"

فيما يتعلق بآفاق التعاون بين "أرامكو" والصين للحدّ من الانبعاثات، قال الناصر: "من الواضح أن الطاقة منخفضة الكربون تُعد مجالاً يحظى بأهمية عالمية، ويشمل ذلك الطموحات المناخية لبلدينا، وتتمتع الصين بنقاط قوة متميّزة في مصادر الطاقة المتجددة والمواد الحيوية، في حين أن المملكة وأرامكو لديهما هدف واضح فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين والوقود الكهربائي، وتتمتع هذه المجالات بإمكانات كبيرة على المدى البعيد، ولذلك فإن الجمع بين نقاط قوتنا يمكن أن يتناسب مع طموحاتنا".

اتفاقيات تعاون جديدة بين السعودية والصين بـ25 مليار دولار

في 13 ديسمبر 2023، وقّعت السعودية والصين أكثر من 60 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة تزيد على 25 مليار دولار، في خطوة جديدة تؤكد تنامي علاقات الشراكة ما بين أكبر اقتصاد عربي وثاني أكبر اقتصاد في العالم. تضاف الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجديدة إلى اتفاقيات استثمارية وقعتها الرياض وبكين خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة أواخر عام 2022، والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 50 مليار دولار، وشملت العديد من القطاعات التي تخدم أهداف "رؤية المملكة 2030" و"مبادرة الحزام والطريق" الصينية.