حزب أردوغان يواجه انتخابات محلية شرسة وسط تدهور الاقتصاد

التصويت يعد اختباراً حقيقياً لحجم سيطرة الرئيس التركي على مقاليد البلاد

لوحة إعلانية كبيرة للرئيس التركي أردوغان ومراد كوروم في إسطنبول بتاريخ 29 مارس 2024
لوحة إعلانية كبيرة للرئيس التركي أردوغان ومراد كوروم في إسطنبول بتاريخ 29 مارس 2024 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم منافسة قوية بجميع أنحاء البلاد في الانتخابات المحلية التي تجري اليوم، فيما يُعد اختباراً حقيقياً لحجم سيطرته بعد 10 أشهر من فوزه بولاية جديدة.

تتجه الأنظار بشكل خاص إلى نتيجة الاقتراع في إسطنبول، أكبر مدن البلاد ومركزها الاقتصادي، حيث يحاول أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" استعادة السيطرة على المدينة من رئيس بلديتها أكرم إمام أوغلو.

تُعد استعادة السيطرة على المدينة، التي يقترب عدد سكانها من 16 مليون نسمة وتبلغ ميزانيتها السنوية 6.6 مليار دولار، على المحك، حيث تمثل مساعداتها الاجتماعية أهمية بالغة للناخبين وسط أزمة تكاليف المعيشة المستمرة.

معدل البطالة يصعد في تركيا إلى 9.1% خلال يناير

ومن المتوقع أن يتوجه نحو 61.5 مليون ناخب في جميع أنحاء البلاد إلى صناديق الاقتراع، التي افتُتحت في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وستغلق في الخامسة مساءً.

منافسة شرسة

يواجه إمام أوغلو، ممثل حزب "الشعب الجمهوري" المعارض الرئيسي للحكومة، وزير البيئة والتحضر السابق، مراد كوروم، الذي اختاره أردوغان. ويتطلع أوغلو إلى الاحتفاظ بمقعده لتوضيح تفوقه على أردوغان مع زيادة فرصه في الترشح للانتخابات الرئاسية في المستقبل، ويدعمه في ذلك التدهور الاقتصادي المتفاقم في البلاد.

خلال الانتخابات المحورية التي جرت في عام 2019، استعاد حزب "الشعب الجمهوري" السيطرة على إسطنبول والعاصمة أنقرة من أردوغان، كما احتفظ أيضاً بمدينة إزمير الساحلية الواقعة على بحر إيجه، وبالتالي تمكن من تأمين مناصب عمدة البلدية في أكبر ثلاث مدن تركية.

استمالة الأكراد

دعم الناخبون الأكراد، الذين يشكلون نحو 10% من إجمالي عدد الناخبين في إسطنبول، إمام أوغلو في عام 2019. وفي محاولة لكسب دعمهم في المدن المختلفة في هذه الانتخابات، وطرح أردوغان فكرة مصالحة محتملة مع الأقلية الكردية في البلاد قبل التصويت.

رغم ذلك، يظل الرئيس ملتزماً بمحاربة المسلحين الأكراد الانفصاليين الذين يقول إنهم يهددون أمن تركيا. وقدم حزب الديموقراطية الداعم للأكراد مرشحيه، لكنهم لا يُعدون مرشحين أقوياء، كما أنهم لا يخوضون السباق في جميع المناطق.

تركيا والعراق يبرمان اتفاقاً أمنياً حول حزب العمال الكردستاني ويسعيان لتعزيز التجارة

في الوقت نفسه، يسعى الحزب الإسلامي المعروف باسم حزب "الرفاه الجديد"، والذي كان متحالفاً في السابق مع حزب "العدالة والتنمية"، إلى جذب مؤيدي أردوغان الذين يعانون من صعوبات الاقتصاد مع ارتفاع معدل التضخم إلى 67%، وهو أحد أعلى المعدلات على مستوى العالم. وتؤدي محاولات حزب "الرفاه الجديد" إلى تعقيد جهود أردوغان لاستعادة إسطنبول، حيث من المتوقع أن يكون السباق متقارباً.

وفي مراهنة أخيرة، صلى أردوغان الليلة الماضية عشية الانتخابات في آيا صوفيا، بهدف تذكير الناخبين بجذوره الإسلامية وخطوته بتحويل المعلم المسيحي إلى مسجد.