أرباح "سامسونغ" تنتعش وسط تحسن أعمال أشباه الموصلات

ارتفعت أرباح شركة "سامسونغ إلكترونيكس" بشكل حاد في الربع الأول من 2024، مما يعكس التغير الذي شهده قسم أشباه الموصلات الحيوي للشركة والمبيعات القوية للهواتف الذكية "غلاكسي إس 24".

أفادت أكبر شركة لتصنيع رقائق الذاكرة في العالم يوم الجمعة بأن أرباح التشغيل الأولية بلغت حوالي 6.6 تريليون وون (4.9 مليار دولار)، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 5.37 تريليون وون. هذا الارتفاع أنهى سلسلة من الانخفاضات الفصلية المتتالية التي بدأت في الربع الثالث من 2022.

ارتفعت إيرادات الشركة إلى 71 تريليون وون تقريباً خلال الربع الأول، مقارنة بتوقعات تقدر بـ71.8 تريليون وون. وانخفضت الأسهم بنحو 1% في بداية التداول في سيؤول.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

وقال توم كانج، مدير شركة "كاونتربوينت ريسيرش" (Counterpoint Research) إن "الإيرادات جاءت أقل من التوقعات"، لكن النتائج الأولية تشير إلى عودة العمل التجاري إلى طبيعته. وأوضح أن "تقليص إنتاج الرقائق الإلكترونية كان قراراً صائباً، و(سامسونغ) تتجه الآن نحو الاستفادة من اتجاهات الذكاء الاصطناعي في كل من أشباه الموصلات والهواتف الذكية". ستعلن "سامسونغ" عن أرباحها الكاملة مع تفاصيل متعلقة بالأقسام في 30 أبريل.

"سامسونغ" تلجأ للذكاء الاصطناعي لإنعاش مبيعات هواتف "غالاكسي"

تؤكد النتائج كيفية بدء تعافي الطلب على رقائق الذاكرة التي تشغل الإلكترونيات الحديثة بعد أن سجّل هبوطاً حاداً في الصناعة. وزادت صادرات كوريا الجنوبية من الرقائق بنسبة 35.7% في مارس عن العام السابق لتصل إلى 11.7 مليار دولار، وهو أعلى إجمالي مبيعات شهرية منذ مارس 2022.

سياسة التسعير

في الوقت نفسه، يساعد التسعير القوي لرقائق الذاكرة أيضاً في دعم الطلب. فقد رفع أحد كبار منتجي رقائق الذاكرة "درام" (DRAM) الأسعار بين 7% إلى 10% في المتوسط خلال الربع الأول مع تحسن مستويات المخزون لمنتجات مثل الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، وفقاً لأكشارا باسي، كبير المحللين لدى "كاونتربوينت ريسيرش".

عن ذلك، قال كيونغ كيي هيون، الرئيس التنفيذي لشركة "سامسونغ" والمسؤول عن وحدة أشباه الموصلات، أثناء الاجتماع السنوي لمساهمي الشركة في 20 مارس، إن أعمال أشباه الموصلات الخاصة بالشركة يجب أن تتعافى إلى مستويات 2022 هذا العام مع بدء انتهاء الركود الذي طال أمده في السوق. وبلغ متوسط أرباح التشغيل للشركة أكثر من 10 تريليونات وون في الربع السنوي لذلك العام.

تراجع أرباح "سامسونغ" 35% مع استمرار ضعف الطلب على الرقائق

ناقش كيونغ كيفية تعزيز "سامسونغ" لأعمالها في مجال التعبئة المتقدمة بعد تشكيل فريق متخصص العام الماضي. وتزامن جزء من تفاؤله مع دعم جينسين هوانغ، المؤسس المشارك لشركة "إنفيديا"، لـ"سامسونغ" كمورد لرقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي، وهي مكونات حاسمة لمعالجات الرسوميات التي تدرب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

التميز في سوق أشباه الموصلات

تعد رقائق "إتش بي إم" (HBM) جزءاً أساسياً من جهود "سامسونغ" لتصبح الشركة الرائدة في صناعة الرقائق حول العالم، خاصة أن هذه السوق هي الجزء الوحيد الذي لا تقدم فيه "سامسونغ" ميزة واضحة على منافسيها. وأوضحت الشركة أن مبيعاتها من رقائق "إتش بي إم" ارتفعت بأكثر من 40% في الربع الأخير من 2023، وأن الطلب على الذاكرة أظهر علامات انتعاش.

وقال باسي، "كاونتربوينت ريسيرش"، إن "الذكاء الاصطناعي، وتحديداً التحول إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي المثبت على الأجهزة، سيصبح حافزاً رئيسياً لزيادة الطلب، مما يؤدي إلى استمرار زيادات الأسعار خلال بقية العام.. (سامسونغ) لديها قدرة على أن تكون لاعباً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي بفضل تقديم أحدث رقائق الذاكرة عالية السعة (إتش بي إم) والتعاون المحتمل مع (إنفيديا)".